تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله افتتح معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى اليوم فعاليات منتدى ومعرض التعليم الدولي الخامس 2016م في مقر مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، ويستمر ثلاثة أيام ، تحت شعار "أحدث تجارب الاستثمار الدولية في التعليم"، وتشارك فيه جمهورية فرنسا كضيف شرف. وألقى معالي وزير التعليم كلمة خلال حفل الافتتاح أكد فيها أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للمعرض تعدها وزارة التعليم مبعث فخر واعتزاز وتأتي ضمن اهتمامه حفظه الله نحو التحديث والنماء والتطوير الذي ينطلق من أسس راسخة قائمة على الفهم الصحيح لوظيفة الإنسان التي جعلها الله له في هذه الحياة ليعمر الكون بالإيمان والعمل والإنتاج. وقال معاليه : إن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذه الفعالية تعكس توجه القيادة الرشيدة ورغبتها الحثيثة في تحقيق التقدم المضطرد في مختلف نواحي الحياة علميا واقتصاديا واجتماعيا، وتحقيق التفاعل والتواصل الإيجابي وتبادل المنافع والمصالح مع المحيط الإقليمي والعالم أجمع، مؤكداً في هذا السياق أن التعليم هو الوسيلة الأساس في ترجمة هذه المنطلقات على أرض الواقع. وأضاف معاليه أن التعليم هو الرهان الحقيقي في الوصول إلى الرفعة والتقدم، وحجر الزاوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومتى صلحت مخرجاته صلحت القوة البشرية، وتكاملت القيم والمعارف والمهارات، وأدت إلى النهوض المجتمعي والاقتصادي وارتفعت إنتاجيته. وأشار معاليه إلى أن قصة المملكة مع التعليم عبر مراحله التأسيسية والتوسعية والتطويرية قصة طويلة ومضنية، مبينًا أن التطوير والبناء الذي ننشده وينشده الآخرون ليس سهلا، لكنه بإذن الله ليس مستحيلا، وقد تحقق بحمد الله الكثير من النجاحات والإنجازات غير أن الطريق مازال طويلا. وأفاد أن المملكة عازمة على إحداث تحولات معرفية واقتصادية تعتمد على بناء الإنسان وقدرته ومعرفته ومهاراته ليسهم ذلك في المحافظة على القيم، وليكون لبنة صلبة في النهوض الاقتصادي، كما تتجه إلى الاقتصاد المنتج، والاعتماد على المصادر المستدامة والبرامج والمشروعات المعززة لمجالات الاستثمار المختلفة والمولدة للفرص الوظيفية. وعبر معاليه عن يقينه بأن رؤى الخبراء في هذا المنتدى والأفكار التطبيقية في المعرض المصاحب ستفتح نوافذ على أطروحات إبداعية وحلول تنأى وتبتعد عن التقليدية والطرح المستهلك، مشيراً إلى أن الأمل والطموح في البحث والتفكير بعمق في تعزيز فرص الاستثمار في التعليم ورسم آفاق آنية ومستقبلية للشراكة بين الوزارة والقطاع الخاص ترفع كفاءة التعليم كهدف أساس لا مناص عنه ولا تنازل عنه وتدعم متطلبات سوق العمل، وتحقق جودة الخدمات ذات التكاليف المرشدة وتساهم في تعدد مصادر التمويل بحلول مرنة ومبتكرة. ومن جهته أوضح وكيل وزارة التعليم للتعليم الأهلي رئيس اللجنة التوجيهية ل"تعليم 2016" الدكتور سعد بن سعود آل فهيد في كلمة له، أن المملكة لها اهتمام كبير بعمليات التقويم التعليمي وتطويره، مبينًا أن إطلاق وزارة التعليم وكالة للتعليم الأهلي تأتي في إطار الدعم للتوجه نحو الاستثمار في التعليم وفتح آفاق التعاون مع المستثمرين وبحث التسهيلات الممكنة في هذا المجال، إضافة لتنسيق الجهود بين القطاعات الحكومية. وبدوره أفاد الرئيس التنفيذي لشركة (تطوير) الشريك الاستراتيجي للمنتدى الدكتور محمد بن عبدالله الزغيبي أن التطلعات من انعقاد المنتدى ملامسة الجوانب ذات الحاجة الماسة للعملية التعليمية، لافتًا النظر إلى أن الاستثمار في التعليم بدأ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، ويأتي اليوم بالتزامن مع برنامج التحول الوطني. ومن جهتها أكدت مديرة التعاون الدولي الأوربي في وزارة التعليم الفرنسي ماريان دو برين أوف أن فرنسا خاضت تجارب عديدة للوصول إلى تجارب رائدة في تطوير العملية التعليمية الفرنسية على مدار قرون ماضية، لافتة موضحة أن القارة الأوربية استفادت من تجربة فرنسا في التعليم، مشيدة في كلمتها باتجاه المملكة للاستثمار والتطوير في العملية التعليمة الذي يعكس الإيمان بأن التعليم قوة باقية للأجيال القادمة. بعد ذلك كرم معالي وزير التعليم القاطعات الحكومية المشاركة والمؤسسات والشركات الراعية والمشاركة في تنظيم هذه الفعالية، كما كرم ممثلو الدولة الضيف "جمهورية فرنسا". إثر ذلك افتتح معالي الدكتور أحمد العيسى المعرض المصاحب لفعاليات المنتدى، وتجول على عدد من أجنحة الجهات المشاركة، مستمعا لشرح عن ما تقدمه هذه الجهات من منتجات وبرامج تعليمية حديثة وتقنية متطورة للاستخدام في البيئات التعليمية الحديثة. ويضم المعرض المصاحب لمنتدى التعليم الدولي الخامس 2016م 350 جناحاً يمثلون 22 دولة، يعرض خلالها مجالات الاستثمارات في صناعة التعليم على مستثمرين في مجالات مشابهة ومكملة، وجهات تعليمية ومهتمين بقطاع التعليم بشكل عام.