كثيرون رحلوا، منهم من أبدعوا، ومن زرعوا الأمل، ومن ضحوا، وتركوا بصمة واضحة مازالت موجودة في قلوب من تواجدوا في (زمن الطيبين). نادي الاتفاق، التاريخ المليء بالنجوم الذين رسموا الخطوط العريضة بماء من ذهب، ودونوا التاريخ بالإنجازات وأحدهم هو ضيفنا لهذا الأسبوع، المدافع الاتفاقي ولاعب المنتخب السعودي السابق سامي جاسم الذي اختفى عن الأضواء منذ اعتزاله قبل ما يقارب ال 13 سنة، اليوم، وعبر صفحات ( الميدان ) يعود للحديث عن الماضي وعن رؤيته المستقبلية لاتفاق الحاضر . حدثنا عن بداياتك الرياضية؟ * كانت البداية من منتخب مدارس المنطقة الشرقية، وكان يقوده آنذاك المدرب الوطني راشد خليفة الذي كان له الفضل -بعد الله- في تسجيلي بالاتفاق وهو شقيق اللاعبين الدوليين السابقين صالح وعيسى خليفة، وأخوهما الإداري عبدالله، ثم تدرجت بعد ذلك في النادي من ( أشبال ناشئين شباب أولى ) من تتذكر من زملائك في زمن الطيبين ؟ -كان هناك زملاء كثيرون مثل سلمان نمشان وجمال محمد ومبارك الدوسري وهؤلاء كانوا الأقرب عندي. ألا ترى أنه من الصعوبة أن يبرز لاعب بين زحام تلك النجوم السابقين في الاتفاق؟ * في كل مجال تجد الصعوبات، فالوصول إلى درجات ومستويات أعلى كانت تمثل صعوبة لي شخصياً في النادي في ظل وجود لاعبين كبار لهم ثقلهم ووزنهم، لكن مع تكثيف التمارين والاهتمام وتقديم المستويات المطلوبة خلال المباريات استطعت التغلب عليها خصوصا في درجة الأشبال. كيف تصف أجواء المنافسة بينكم وبين النهضة في السابق ؟ بدون شك، إن هناك فرقا كبيرا بين الزمن الحالي والزمن الماضي، فالاتفاق والنهضة يلعبان حالياً في دوري الأولى، وأمنية من القلب بعودتهما لسابق ذاك العهد، حتى تعود روح الإثارة والندية والحماس بين الطرفين، ففي السابق كانت تمثل لقاءاتهما الحدث الأهم بالمنطقة، فقبل كل لقاء تجد الشعارات والإعلانات معلقة في كل مكان حتى (أسطح) البيوت كانت تتزين بأعلام الفريقين حتى موعد إقامة اللقاء، فالتنافس قديما كان يشعرك بروح الانتماء والمنافسة الشريفة. اذكر لنا موقفا أثر فيك طوال مشوارك الكروي ؟ * الإصابات القوية التي كانت تحدث لي ولزملائي اللاعبين عندما أشاركهم في المباريات، أمثال صالح خليفة وجمال محمد ومروان الشيحة، قد تركت فيّ أثرا عميقا، وما زلت أتذكر الإصابة التي حدثت معي في مباراة القادسية، وهي عبارة عن (كسر) في الأنف، وتعود قصة الإصابة إلى الاحتكاك غير المقصود مع مهاجم القادسية عبدالرحمن بورشيد، حيث أراد لعب كرة هوائية (دبل كيك) وبفدائية أردت تخليص الكرة برأسي إلا أن قدمه كانت أسرع وركلني بقوة على وجهي ثم سقطت مغشيا على الأرض ولم أشعر بنفسي إلا وأنا (منوم) على السرير الأبيض في المستشفى، فهذا الموقف لا يمكن أن أنساه طوال حياتي، وما زلت أتألم كثيرا عندما أشاهد أي لاعب يشترك في كرة خطرة ويتعرض لإصابة قوية. ولماذا أنت مبتعد تماماً عن الساحة الرياضية ؟ * منذ أن قررت الاعتزال برغبة شخصية مني، حتى إن بعض زملائي كجمال محمد الذي يتمرن في ملاعب الحواري لا أشاهده إلا قليلا، وأيضا هناك سلمان نمشان حيث لا أشاهده إلا في المناسبات الخاصة والأعياد. ألم يقم لك حفل اعتزال أسوة ببعض زملائك من ابناء جيلك ؟ -أنا أحمل نفسي المسؤولية كاملة لعدم تواصلي مع النادي بعد الاعتزال، وإلا فإن رجال الاتفاق عامة و بالخصوص من تواجدنا في زمنهم من أمثال المخلصين كالرئيس السابق عبدالعزيز الدوسري ونائبه خليل الزياني، وأيضا هلال الطويرقي الذين لا يألون جهدا في تقديم خدماتهم للنادي وتكريم ابنائهم اللاعبين ولا يهونون الإدارة الحالية برئاسة الشاب خالد الدبل. ماذا عن مشاركاتك مع المنتخب السعودي ؟ * شاركت مع المنتخب في تصفيات ونهائيات دورة لوس انجلوس الأولمبية عام 86م، ودورة الخليج بعمان، ومع المنتخب العسكري وقد حظيت بشرف ارتداء شعاره ومشاركته في أكثر من محفل. وماذا عن زمان فارس الدهناء؟ -لقد كانت قلوب لاعبي الاتفاق أيام الثمانينات مع بعض، ولم نكن ننظر للماديات التي طغت، حتى أصبحنا نقرأ في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى بشكل شبه يومي عن انتقالات اللاعبين وعن لاعبين يطالبون إدارات ناديهم بزيادات في مقدم العقد أو الراتب الشهري وما إلى ذلك، واستطرد قائلا: في السابق كنا نتكاتف و(نشيل) بعضنا البعض سواء من إدارة أو أجهزة فنية أو إدارية ولاعبين. والحمد لله، إن الحزازيات والمشاكل لم تكن متوالدة بيننا والكل كان همه الإخلاص لشعار الفريق، والبحث عن تحقيق الفوز والانتصارات. لماذا لم نرك في عالم التدريب على الأقل بعد الاعتزال؟ -السبب الرئيسي الذي يمنعني من المواصلة بالنادي هو ضغط العمل اليومي واحتياجات ومتطلبات الأسرة، وبصراحة إن الارتباط في النادي يحتاج إلى شخص متفرغ، فإذا كنت ستعمل بالنادي فلابد أن تفرغ نفسك وليس أمامك سوى التضحية بعملك وأنا خضت هذه التجربة عندما كنت لاعبا مع الفريق والمنتخب، فكان تقييمي في العمل من حيث الزيادات و(العلاوات) صفرا، فلذلك كان لابد أن أضحي. وكيف ترى اتفاق الحاضر؟ -أعتقد أن الفريق واجهته بعض الصعوبات في بداية الدور الأول، أما الآن فالأمور تسير في الطريق الصحيح و بإذن الله، الفريق قادر على العودة بعد توفيق الله، وبجهد أعضاء مجلس الإدارة الحاليين يتقدمهم الشاب خالد الدبل، وبالطبع لا يمكن أن يصعد الفريق بدون اللاعب رقم واحد ( الجمهور ) وهو من كانت له اليد الطولى بعد توفيق الله، في آخر مبارتين، والأهم أن الاتفاق استطاع انتزاع الثلاث نقاط من أحد في المدينةالمنورة، وبإذن الله، يواصل في الجولات الست المتبقية . كلمة توجهها لمحبي الاتفاق؟ -حقيقة إن جمهور ومحبي (الأخضر والأحمر) لهم حق كبير علينا والذي عملناه لهم أعتقد أنه غير كاف لإرضاء طموحاتهم، فالجمهور الاتفاقي عريض وكبير وحريص على متابعة أحوال النادي وألعابه، وإن شاء الله يفرحهم الجيل الحالي الجديد بالبطولات، كما أفرحناهم في السابق. والأهم أن يواصلوا زحفهم خلف الفريق.