جلست في مواجهة النجم الاتفاقي الخلوق عبد الله صالح بنادي الاتفاق قبل ليلة تكريمه ب 72 ساعة لأكثر من 210 دقيقة من عمر الزمان أي ثلاثة ساعات ونصف الساعة نستمع لشريط الذكريات الذي أبتدره نجمنا ألاتفاقي الخلوق عبد الله صالح منذ الساعة السابعة والنصف مساء ولم يتوقف إلا في فترات بسيطة تعد على اصابع اليدين كان رنين الهاتف الجوال يقطع علينا حبا افكارنا سرعان مانعود لمواصلة حديث الذكريات مع الكابتن المخضرم عبد الله صالح النجم الدولي نجم أمريكا 94 واللاعب الذي انطلقت مسيرته مع الفريق الاتفاقي منذ عام 1403 وهو العام الذي شهد مولد انطلاقته مع الفانلة الخضراء والحمراء ليزين صدره بشعار الاتفاق الذي قاده لسلالم الدولية وأوصله إلى عالم النجومية التي يعتبر الصالح واحد من فرسانه الأوائل : مشوار الكابتن عبد الله صالح عبر مشواره الطويل مع الاتفاق ومنتخب الوطن مشوار طويل فيه الكثير من العبر والدروس والمواقف المفرحة التي سيجد المتلقي بين ثناياها متعة حقيقية وهو يتابع هذا الشريط الدسم لهذا النجم الذي ترك بصماته على جدار الكرة الاتفاقية وكرة الوطن بوجه عام . الكابتن عبد الله صالح تحدث عن البدايات ومراحل نجومية والمدربين الذين أوصلوه إلى طريق الشهرة والمواقف الطريفة والمحرجة التي صادفته في مشواره الكروي كما تحدث عن إدارات الاتفاق وعن طموحاته وهو شافع يافع وتحدث عن مشاويره بعد الاعتزال وعن الإضافة التي قدمتها له كرة القدم بعد الاعتزال كل هذا وأكثر منه تحدث عنه عبد الله صالح بإسهاب عبر هذه المحطة التوثيقية التاريخية لمشواره الحافل بالإنجازات والانتصارات فلنتابع مع عبد الله صالح مشوار النجومية الذي جعل منه نجما يشار أليه بالبنان والنبوغ والتفرد وواحد من أبرز نجوم الاتفاق والوطن في تلك الحقبة الزاهية من عمر الزمان فلنترككم مع حديث النجم الموسوعة فالحديث معه ذو شجون وهو حديث لن يمله السامر أو المتلقي على الإطلاق فكونوا معنا قبل ان يترجل هذا النجم امسية الخميس المرتقبة عن صهوة جواده : (عيال البحر وحدهم) من الأشياء الطريفة التي لابد لي من الإشارة أليها هي أن فريقي الاتفاق والنهضة كان لايلعب لهما إلا عيال البحر وهي عبارة وقفت عندها كثيرا حيث لم أكن افهم المقصود منها بالضبط وقد عرفت لاحقا ومن خلال متابعتي وسؤالي بان الناديين الكبيرين وهما يمثلان قمة الكرة في المنطقة الشرقية قد ارتبطوا بأبناء البحر أو لاعبي البحر القاطنين على ضفاف الساحل الشرقية وكانت البيوتات تقبع على ضفاف الساحل والمباريات تجرى على مقربة من البحر فسمي اللاعبين بعيال البحر لأنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من البحر ولذلك كانوا يقولون على لاعب الاتفاق وكذلك لاعبي النهضة لاعبي البحر وكانت فرق الحواري بقيادة فريق الترسانة العريق تمثل قمة فرق البحر وكان التنافس على أشده والمباريات ملتهبة وقوية واللاعبين أقوياء وأصحاب مقانص وعضلات فولاذية ومن الصعب أن تجد لك مكانا بينهم خصوصا لأصحاب البنية الضعيفة أمثالنا ولكننا استطعنا وبحكم الموهبة التي نتمتع بها أن نجد لنا مكانا بينهم ونقدم أنفسنا بصورة قادتنا على الدخول لكوكبة الفريق ألاتفاقي الذي كان من الصعب الوصول أليها وحتى لو وصلت فمن الصعب الاستمرار فيها بصورة ثابتة في التشكيل الأساسي لفريق يضم عمالقة كرة القدم في المنطقة الشرقية وكانت انطلاقتي من فريق حواري أسمه فريق الغزال وكان يضم مجموعة من اللاعبين الواعدين منهم من لقي حظه من النجومية ومنهم من انتهت رحلته بين فرق الحواري وشق طريقه في الحياة من منحى آخر. (من الشباب للفريق الأول مباشرة) الكابتن عبد الله صالح قال أن بداياته مع فريق الاتفاق قد كانت في نهاية عام 1403 واقتحم فريق شباب النادي مباشرة دون أن يمر بفريق الناشئين كبداية معروفة لكل اللاعبين الجدد في المراحل السنية وأشار إلى أن طريقة تسجيله في الاتفاق قد صاحبتها قصة طريفة بعد أن كان في طريقه لفريق النهضة المنافس الأول لفريق الاتفاق رغم أنني اتفاقي حيث حدثني مشجع نهضاوي بأن فرصتك كبيرة في فريق النهضة واخذ يؤكد لي بان الاتفاق لايلعب فيه سوى أبناء البحر وانك لن تجد طريقك للبروز واللمعان وتمثيل الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق وقال لي بأنه سيأتي في اليوم التالي ليأخذني لمقر نادي النهضة لكي أسجل عندهم وبالفعل انتظرته في اليوم التالي ولكن وقبل حضور ذلك الشخص المعني حضر لاعب اتفاقي أسمه حماده المخيمر يسأل عن أخي الأكبر حيث يريد أن يأخذه لتدريبات الاتفاق ولم يكن أخي موجودا في ذلك الوقت وقال لي لماذا لاتذهب معي إلى نادي الاتفاق فقلت له أنني انتظر شخص سيأخذني على نادي النهضة فكان أن أصر على أن أذهب معه على مقر نادي الاتفاق وأجرب حظي وبالفعل رافقته إلى ملعب الراكة حيث كان يتدرب الاتفاق هناك وكان هو مسجل رسمي في فريق الاتفاق ودخل الملعب وجلست أنا على الخط وكان يدرب الفريق المدرب المصري محمد السني وهو من المدربين المشهود لهم بالكفاءة في مسيرة الفئات السنية وهو أول من اكتشفني وقد أتاح لي الفرصة من أول وهلة وسألني ماذا تلعب فقلت له ألعب أستوبر ودخلت الملعب بالفعل لأول مرة وكانت لحظة لاتنسى في حياتي الكروية وبعد المران قال لي السني تحضر غدا للتدريب وفي اليوم التالي لم يأتي صديقي ألاتفاقي وكانت لدي مشكلة في كيفية الوصول لملعب الراكة فكان أن ذهبت بطريقتي الخاصة لأنني لم أكن أمتلك سيارة ولم يكن سكان الحار يتوقعون لي النجاح بحكم أن أخوتي كلهم لاعبين بقيادة سلطان أخي الأكبر ولكنني وبتوفيق الله ومساعدة المدرب المصري السني استطعت أن أخذ موقعي وأشق طريقي ولعبت مع الفريق في المباراة وأنا لم أسجل رسميا وبعدها قدمني المدرب للإدارة وتنبأ لي بمستقبل مشرق في عالم كرة القدم وكان ذلك مع نهاية عام 1403 وكان الفريق الأول بقيادة الزياني وراشد خليفة مساعد المدرب يستعدون لمباراة دورية وكان رئيس النادي الأستاذ عبد العزيز الدوسري في ذلك الوقت والأستاذ هلال الطويرقي مشرف على فريق كرة القدم ومعه الأستاذ فيصل العثمان كمدير إداري للفريق وكانت الفرق الثلاثة تعسكر في مقر واحد ناشئين شباب وفريق أول وأذكر أن الكابتن مفتاح غريب كان مساعد لمدرب فريق الشباب وكان المعسكر في محافظة الإحساء وكان معي في فريق الشباب الحارس العملاق فؤاد المقهوي الذي بدا معي في نفس الفترة وحتى ذلك الوقت لم أسجل رسميا في الكشوفات ولم أقابل رئيس النادي عبد العزيز الدوسري أو أي عضو من أعضاء مجلس الإدارة وكانوا يستعينون بي في فريقي الشباب والناشئين حيث لم تكن هنالك قيود مثل الآن وكان من بين اللاعبين الشباب البارزين في فريق الشباب والناشئين في تلك الفترة سعدون حمود وسعد السريهيد وبعد العودة من معسكر الإحساء تم تسجيلي في رعاية الشباب أنا والحارس العملاق فؤاد المقهوي لنصبح وبصفة رسمية لاعبين اتفاقيين وهو شرف عظيم طوق أعناقنا ملانا فخرا وإعزازا فليس من السهل أن ترتدي شعار نادي الاتفاق في تلك الحقبة المرصعة بالنجوم والنجومية. (أول لقاء مع الرئيس وأول مباراة مع الوحدة) في التدريب الأول بعد العودة من محافظة الإحساء وفي ملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية في الراكة وعقب نهاية المران الذي أعقبه مباشرة تدريب الفريق الأول أخذني المدرب المصري محمد السني من يدي وقادني نحو المنصة الرئيسية التي كان يجلس عليها الرئيس عبد العزيز الدوسري وبعض أعضاء مجلس الإدارة حيث قدمني لهم وقال للرئيس هذا لاعب جديد في صفوف فريق الشباب وله مستقبل مشرق وإن شاء الله بتشوفونه على المستطيل وهو إضافة جديدة لفريق الشباب وكان المدرب السني يتحدث عني وأنا خجل جدا ورأسي في الأرض حتى أنني لم أتبين ملامح الرئيس الدوسري في تلك المقابلة وقد تحدث الرئيس الدوسري وهو عادة لايتحدث كثيرا ورحب بي وسأل عن عائلتي وعرف أنني من عيال بوبشيت فكان أن قال الطويرقي بأن والدي معروف وأهلي معروفين وحقيقة فقد كانت كلمات الرئيس الدوسري والأستاذ هلال الطويرقي نبراسا أضاء لي طريق المجد والنجومية حيث أعطتني دفعة معنوية كبرى ساهمت في توطيد أقدامي في المستطيل الأخضر وجعلتني أختصر كثير من المسافات بعد أن اكتسبت الثقة المطلوبة التي أعانتني في مشواري الكروي . وبعدها تم تسجيلي ولعبت في شباب النادي في منافسات الدوري المختلفة وكنا نلعب على الرمل في ملاعب دارين وبعد نصف الموسم اختير سامي جاسم لصفوف المنتخب الوطني الأول واحتاجوا لظهير أيمن وكان هنالك اللاعب كيال ولكن المدرب أستعان باللاعب زكي الصالح في مباراة النصر كظهير أيمن وهو أصلا يلعب أستوبر وكان يلعب في فريق الشباب فكانت الهزيمة الكبيرة من النصر برباعية كادت أن تقضي على مستقبل النجم زكي الصالح لأنه لعب في غير مركزه وساهم في الخسارة الكبيرة التي أتت عن طريق جناحهم الفر فارة محيسن الجمعان وبعدها جربوا خالد الحوار في مركز الظهير الأيمن ولم يكتب له النجاح وفي إحدى التدريبات سأل المدرب خليل الزياني المدرب محمد السني وقال له نريد لاعب يلعب في وظيفة الظهير الأيمن من فريق الشباب فقال له السني لدينا لاعب جيد ولكنه يلعب في وظيفة الاستوبرفقال له احضره لي وبالفعل ذهبت لتدريبات الفريق الأول بقيادة الزياني وسألني أبو إبراهيم ماذا تلعب فقلت له العب أستوبر فقال لي ستلعب معي ظهير أيمن وتدربت مع الفريق وكانت هنالك مباراة دورية مع فريق نادي الوحدة في جدة مع بداية موسم 1404 الدور الثاني وكنا مهزومين من الوحدة في الدور الأول في الدمام ولعبت أول تقسيمة مع الفريق الأول وبعدها قال لي أبو إبراهيم بكرة سأمر عليك في المنزل لكي تسافر معنا لجدة لتلعب المباراة مع الفريق وكانت لحظة تاريخية في حياتي الكروية لحظة لاتنسى أن يقول لي المدرب الكبير خليل الزياني أنني من ضمن اللاعبين الذين سيشاركون في المباراة هذا حلم كبير وغالي وفي السيارة إلى المطار وأنا بصحبة المدرب خليل كان يوصيني ويقول لي لأتخف ولا تهاب اللقاء والعب وكأنك تلعب في فريق الشباب وأعتبر نفسك وكأنك تلعب مع الفريق الأول من عشر سنوات وسيكون التوفيق حليفك مع الفريق الأول حيث لعبت بجانب العمالقة عيسى خليفة وعادل الصالح وسلمان النمشان وأبو حيدر وعبد الحليم عمر وكان صالح خليفة وسامي جاسم وعمر باخشوين في صفوف المنتخب الأول وقد اجتزت التجربة بنجاح باهر وكان أن هزمنا الوحدة بخمسة أهداف مقابل هدف وردينا الدين للوحداويين وليس هذا فحسب بل أنني قد أنقذت مرمى الاتفاق من هدف محقق بعد أن تعدت الكرة الحارس الأمين مبارك الدوسري وقد تلقيت الإشادة من المدرب واللاعبين وكانت مباراة الوحدة نقطة انطلاق نحو النجومية والتشكيل الأساس لفريق الاتفاق في عصر العمالقة والنجوم المميزين. (موقف لاينسى) كرة القدم معروف عنها أنها معشوقة الملايين ولاعب الكرة في كل زمان ومكان له تقديره الخاص ووضعه الخاص عند المعجبين حتى أولئك الذين لايدينون بالميول للفريق الذي تلعب له ولكنهم يقدرون النجم ويضعون له مكانة خاصة ويميزونه عن الشخص العادي وهذه واحدة من أهم المزايا التي خرجنا بها من الوسط الرياضي ومن المواقف الطريفة التي صادفتني في حياتي بعد الاعتزال وأنا أمارس دوري مع فريق شباب النادي في إحدى الرحلات إلى مدينة حفر الباطن حيث توقفنا في نقطة تفتيش كالعادة وأثناء قيام الموظف بممارسة دوره في تفتيش الحافلة التي تقل الفريق إذا بالموظف يقف عندي ويتأملني بصورة غريبة فكان ذلك مثار الدهشة في نفسي فقلت ماذا بك يارجل فقال لي الست أنت عبد الله صالح لاعب الاتفاق ونجم منتخب المملكة في أمريكا 94 فقلت له نعم أنا هو ذاك فما كان منه إلا أن عانقني بحرارة واخذ يقبل رأسي ويقول لي بلهفة شديدة يا أخي والله أنا من زمن كان نفس أقابلك وأتحدث إليك واعرف عنك كل كبيرة وصغيرة وبالفعل تحدثت أليه وأجبت على كل أسئلته وقام مشكورا بمساعدتنا وتذليل كل الصعاب التي اعترضت طريقنا في نقطة التفتيش وبات الرجل صديق عزيز يتصل بي ويأتي آليا واستقبله في كل وقت وأتجاذب معه أطراف الحديث وكل ذلك بفضل الله ثم نادي الاتفاق الذي عرفنا بالناس وأعطانا اسمه ووضعنا في هذه المكانة الرفيعة التي نتبؤاها ولذلك سيبقى الاتفاق على الدوام في حدقات العيون آملا وإشراقا ولن نقوى على رد جمائله التي طوق بها أعناقنا مهما اجتهدنا وثابرنا واغلبنا على أنفسنا في خدمته من كل المواقع. (فورميقا أعادني للدكه بعد رحيل الزياني) بعد مباراة الوحدة بت عنصر أساسي في كل تشكيلة للفريق على يد المدرب خليل الزياني الذي أعترف وأقر بأنه قد منحني الفرصة الكاملة وثبتني كأساسي بجانب العمالقة سلمان النمشان وزكي الصالح وصلاح باخشوين وشخصي الضعيف في الظهير الأيمن وفي الوسط أبناء خليفة صالح وعيسى وعبد الحليم عمر وعمر باخشوين وفيصل البدين احتياطي ؤول للوسط وفي الهجوم مروان الشيحة وجمال محمد والاحتياطي الأول للهجوم سعدون حمود وأبو حيدر وكنت امثل الفريق من مباراة إلى أخرى إلى أن تمت الاستعانة بجهود المدرب الوطني خليل الزياني لتدريب المنتخب الوطني الأول في دورة الخليج الشهيرة في عمان وقام الاتحاد السعودي بتعويض إدارة الاتفاق بالمدرب البرازيلي فورميقا ومساعده دينيس كمدرب للياقة وقد أعادني المدرب فورميقا لدكة البدلاء وبات يشرك اللاعب سامي جسام مكاني في الظهير الأيمن وكان الإشراف الإداري لايزال للإداري الرمز هلال الطويرقي والرئاسة للرئيس الذهبي عبد العزيز الدوسري وجاءات البطولة العربية ولعبت بعض مبارياتها كلاعب احتياطي بديل لسامي الجاسم وكانت تجربة مفيدة لي اكتسبت من خلالها شئ من الخبرة كان زادا لي في مسيرتي الكروية الطويلة وبعد ذلك عاد أبو إبراهيم من جديد لتولي مقاليد الأمور الفنية في نادي الاتفاق فكان أن عدت معه للخارطة الأساسية وعاد سامي جاسم لدكة البدلاء ولعبت مباريات تاريخية قوية رسخت أقدامي في المستطيل الأخضر وبلاشك فأن المدرب خليل الزياني هو من أعطاني الفرصة وفتح لي أبواب التألق والبروز عبر بوابة فارس الدهناء حتى وصلت إلى سلالم المنتخبات الوطنية بشتى درجاتها. (جراح الآسيوية قادتنا للفوز بذهب العرب في الشارقة) الاتفاق حقق الفوز بالبطولة الخليجية كحدث غير مسبوق وبتنا في الصورة والواجهة الحقيقية للكرة السعودية في المحافل الدولية وجاءت المشاركة في البطولة الآسيوية كفرصة سانحة لكي نحقق إنجاز آسيوي كبير يكون للاتفاق فيه شرف الفوز ببطولته كأول فريق سعودي حيث أن الفريق ألاتفاقي عرف بأنه صاحب الأولويات الخارجية على مستوى الأندية وكانت البطولة في ماليزيا وقسمت الفرق إلى مجموعتين وكانت مجموعتنا حديدية ووفقنا بفضل وجهود اللاعبين في الوصول إلى المباراة النهائية أمام فريق السد القطري المرصع بالنجوم وكان يقوده قائد منتخب قطر مبارك عنبر بكل خبرته وتجاربه وخالد سلمان وشقيقه صلاح وغيرهم من نجوم الكرة القطرية ولعبنا مباراة تاريخية ولكن حكم المباراة كان قاسا علينا فاحتسب ركلة جزاء غريبة سجلوا منها هدفنا أحبطنا واردفوه بالهدف الثاني لنعود من هناك ونحن مكسوري الخاطر وعشنا لحظات انكسار قوية حيث كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب الآسيوي للأندية ولكن وبعدها بأسبوعين فقط كانت المشاركة في البطولة العربية في الشارقة والفريق يعيش مرحلة إحباط كبيرة وزاد من صعوبة المهمة في البطولة العربية غيابنا نحن الثلاثي عبد الله صالح وزكي الصالح وعمر باخشوين بسبب اختيارنا للمنتخب الوطني السعودي فكان وضع صعب على الفريق وهو يخوض غمار البطولة العربية وهو يفتقد لأهم ثلاثة نجوم من نجومه الكبار وكان أن ناشدت بعض المطبوعات الأمير فيصل بن فهد لكي يسمح للثلاثي ألاتفاقي بالسفر مع فريق الاتفاق إلى الشارقة لتعزيز صفوفه وهو يخوض البطولة باسم الوطن ولكن اللعب لمنتخب الوطن يعتبر هو الأول فالأول ومن ثم تأتي الأندية فكان أن ذهبنا مع المنتخب وذهب الاتفاق إلى الشارقة بدوننا فخسر اللقاء الأخير بشرف وضاع حلم الآسيوية المبكر. (مشواراي مع المنتخب) بداية مشواري مع منتخب الوطن كانت في آسيا 88 على أيام المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو وقد تم اختياري بعد تألقي مع الاتفاق في عدد من المشاركات وكانت أول مباراة رسمية لي مع المنتخب مع منتخب انجلترا العريق أسيا الكورة في مباراة تجريبية دولية في ملعب الملك فهد ((درة الملاعب )) في مدينة الرياض وقد تعادلنا فيها بهدف لكل منتخب وكانت تجربة قوية وطدت أقدامي في صفوف الأخضر السعودي الذي يعتبر هو غاية الطموحات لأي لاعب في أي درجة من الدرجات وجاءت مشاركة المنتخب في بطولة آسيا 88 للمنتخبات ومن يومها وأنا لاعب أساسي بعد إصابة التخيفي الظهير الأيمن وكانت المجموعة التي تلعب بجانبي تتكون من الحارس عبد الله الدعيع والقيصر صالح النعيمة أحمد جميل محمد عبد الجواد يوسف الثنيان فهد المصيبيح ماجد عبد الله يوسف خميس محيسن الجمعان وقد حقق ذلك الجيل بطولة آسيا كامتداد طبيعي لبطولة 84 مؤكدين هيمنة الكرة السعودية على السيادة الآسيوية على مستوى المنتخبات والبطولة كانت شرف كبير لي وتوفيق من عند رب العالمين أن أسجل ذلك التفوق مع منتخب بلادي منذ أول مشاركة وأساهم مع زملائي في تحقيق بطولة قارية كبيرة تضاف لسجل البطولات القارية التي حققها نجوم الأخضر من قبل وكنت فخور بذلك كل الفخر ولن أنسى أفضال المدرب البرازيلي كارلوس البرتو الذي أعطاني الفرصة الكاملة لتمثيل بلادي في المحافل الدولية وتسجيل أسمي في سجل الخالدين الذين مثلوا الوطن وحققوا له الإنجازات القارية والإقليمية والعالمية على حد السواء وقد كان جيل 84 و88 يمثل الجيل الذهبي للكرة السعودية حيث حققوا العديد من الألقاب ولكنني حزين كل الحزن في أن جيل 84 وهو جيل رائع لم يتأهل لكأس العالم وهو جيل يستأهل وكان معظمهم على قائمة الاعتزال أمثال صالح النعيمة والمصيبيح ومحيسن الجمعان ويوسف خميس وغيرهم من الأفذاذ الذين فاتهم قطار كاس العالم فتلك كانت محزنة جدا بالنسبة لي رغم أنني قد لحقت بقطار كأس العالم. (أمريكا94) في أمريكا 94 كان الحدث كبيرا وعظيما جدا فبعد أن كنا نتابع مباريات كاس العالم ونلهث خلفها في المقاهي والمطاعم والديوانيات والبيوتات التجارية وفي شاشات الأندية العملاقة هانحن نكون في قلب الحدث بل ومن الذين يصنعون الحدث أي أننا سنكون مطلب للجماهير لكي تشاهد ماسنقدمه على البساط الأخضر في أكبر محفل دولي على الإطلاق فكانت بالفعل نقلة عالمية كبرى في تاريخنا كلاعبين وفي تاريخ المنتخب السعودي وحقيقة فقد كان الحدث رهيب لكل اللاعبين ولكننا تمتعنا برباطة الجأش ووضعنا أسم الوطن نصب أعيننا فكان أن قدمنا مشاركة سعودية متفردة لازالت تتحدث بذكرها الركبان بعد العروض الشيقة والنتائج الإيجابية التي نقلتنا لدور الستة عشر منذ المشاركة الأولى لمنتخبنا في النهائيات العالمية فكان ذلك حدث تناقلته كل وكالات الأنباء والفضائيات جعل أسم المملكة يتردد بكل قوة وجدارة وقد كان شعورنا كلاعبين فوق كل حدود الوصف ولا يستطيع أي لاعب من اللاعبين المشاركين في أمريكا 94 أن يصف لك مدى شعوره وبالنسبة لي شخصيا فأعتبرها أجمل اللحظات في حياتي الرياضية كلها فيكفي أن يقال بأن عبد الله صالح كان من بين الكوكبة التي مثلت السعودية في كاس العالم بأمريكا فهو تميز لامثيل له لاسيما وأنها هي المشاركة الأولى للمنتخب السعودي في ذلك المحفل العالمي فمهما اجتهدت لكي أوصف شعوري في ذلك الوقت أو في هذه اللحظة فسأكون عاجز بكل صدق فالفرحة عارمة والشعور لايوصف ولايمكن أن اعبر عنه في كلمات شاردة أو عابرة ولكنه سيبقى الحدث الأبرز والاهم في مسيرتي الكروية والحياتية دون جدال فتخيل أنك تلعب مع هولنداوبلجيكا والمغرب ومن ثم تلعب أمام منتخب أوربي متطور مثل منتخب السويد وتحقق نتائج إيجابية في الدور الأول وتفوز على المغرب وبلجيكا وتلعب مباراة العمر أمام منتخب السويد وتخرج أمامه بشرف وتنال رضي كل المراقبين العالميين فأي أنجاز أكبر من هذا بالطبع هو حدث عالمي خرافي حققناه بفضل الجهود الكبيرة التي بذلت من ولاة الأمر وقادتنا الرياضيين الذين جعلوا من كرة القدم السعودية سفارة قائمة بذاتها جعلت أسم السعودية يتبوءا مكانته بين أمم العالم وأشار الصالح إلى انه قد لعب مباراة هولندا كاملة ولم يشارك في مباراة المغرب ولعب جزء من مباراة بلجيكا بسبب الإصابة وكانت مباراة السويد مسك الختام في مشواره العالمي الذي يعتبره منتهى الآمال وهو يعتز به كثيرا ولا يريد انجازا اكبر منه بعد ذلك. (رد الجميل للاتفاق) الاتفاق كيان كبير وأسم له وزنه في خارطة الكرة السعودية وهو النادي الذي قدم النجوم الأفذاذ لمنتخبات الوطن السنية وغيرها والعمل بين جدرانه شرف لكل اتفاقي غيور يعشق هذا الكيان الشامخ وحقيقة فأنن سعادتي لاتوصف والإدارة تطوق عنقي بتكليفي بالعمل كمساعد لمدرب الشباب بالنادي فالمهمة شاقة وكبيرة وتنوء بحملها الجبال وهي ليست تشريفا بقدر ماأنها تكليف كبير لاسيما وأنت تعمل في جهاز حيوي وحساس مثل جهاز الشباب بالنادي وهو المكان الذي تنطلق منه الكفاءات الاتفاقية بخطي راسخة لخدمة الفريق الأول وهي مشبعة بروح الاتفاق وتعاليمه السمحة ومهمتنا جد عسيرة لأننا في إدارة الكرة والجهاز الفني لفريق الشباب مطالبين بأن نقدم وجوه واعدة تكون روافد مغذية للفريق الأول وفي نفس الوقت تكون مشبعة بتعاليم الاتفاق السمحة وأخلاقياته وهي مهمة ليست سهلة كما يتصور البعض ومن أصعب الأشياء العمل في إدارة الشباب أو الناشئين لأنك تزرع البزرة الأولى في نفوس الشباب والناشئين ولابد أن تكون بزره صالحة مشبعة بالقيم والموروثات الطيبة وحب الكيان والإخلاص له والتفاني في سبيلا نصرته وإعلاء شأنه وهي مهمة صعبة وكبيرة نتمنى أن نكون أهلا لها وسأسعى جاهدا لكي أستفيد من كل السلبيات وأوجه القصور التي صادفتني وأنا شبل يافع في بداياتي مع فريق الاتفاق وتحويلها على إيجابيات تخدم الفريق وتخدم اللاعب الشاب الذي يأتي إلى خدمة الاتفاق وكل طموحاتي تتمثل في أن أقدم مع زملائي في فريق الشباب بأن نقدم جيل اتفاقي شاب معافى قادر على خدمة النادي في كل مرافقه ويكون أمتداد طبيعي للأجيال السابقة وبالطبع فأن من بين الطموحات فأننا سنسعى جاهدين إلى أن نعيد لفريق الشباب بالنادي هيبته وعنفوانه لكي يكون منافس قوي على البطولات مثله مثل فريق الناشئين بالنادي الذي يقف على قمة الهرم في دوري الناشئين الممتاز . ماذا تريد من جماهير الفارس في يوم تكريمك؟ نحن محظوظين في الاتفاق بتواجد مثل هذه الجماهير الاتفاقية الذواقة والتي تعرف حدود واجباتها جيدا فهي تقدر جهد الرجال وتقابل الوفاء بافضل منه ولا اعتقد بانها في حاجة الى دعوة فانا على ثقة من انها ستكون في الموعد وستتفوق على جماهير الزمالك التي ستملا ملعب الامير محمد وان كان لي رجاء فهو أن يشاركني كل جماهير الشرقية في ليلة وداعي فذلك سيزيدني شرفا وسيطوق عنقي بالكثير من الجمائل . وماذا تقول للزملكاوية ؟ أقول لهم ألف شكر لمجلس ادارتهم بقيادة المستشار جلال ابراهيم ولمدربهم الكابتن حسام حسن وشقيقه ابراهيم ولكل لاعبي الزمالك وانا اعتبر ان مجرد تواجد فريق كبير مثل الزمالك يعتبر من افضل فرق القارة السمراء سيكون علامة فارقة من علامات النجاح لهذا المهرجان التكريمي الذي يطيب لي أن اشكر من خلاله معالي الشيخ فيصا الشهيل رئيس اللجنة الاهلية للتكريم في المنطقة الشرقية فهو علامة مضيئة من علامات المنطقة الشرقية وكذلك الشكر للاستاذ محمد المسحل العين الساهرة على كل فعاليات المهرجان فهو يواصل الليل بالنهار لمتابعة كل كبيرة وصغيرة حتى يظهر الحفل التكريمي في الصورة القشيبة التي نرجوها له ولن انسى بالطبع الرئيس الذهبي عبد العزيز الدوسري واياديه البيضاء ووقفاته المشرفة ودعمه السخي الذي قدمه لنجاح المهرجان وكذلك وقفات الاخوة اعضاء مجلس الادارة وعدد من منسوبي النادي ولكل من قدم جهد ولو قليل للمساهمة في انجاح المهرجان.