ربط مسؤول فلسطيني كبير في حركة فتح تحسّن وتطور العلاقات بين مصر وحركة حماس بالإجابات على التساؤلات التي طرحت من قبل قيادة المخابرات المصرية على وفد حماس أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، وأوضح المسؤول ل"اليوم" أن تلك الإجابات ستحدد أيضا مستقبل المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام. ويقول يحيى رباح المسؤول في حركة فتح: إن "أسئلة صريحة ومباشرة ومبنية على معلومات وجهت إلى وفد حماس، أبرزها تحديد هويتهم التنظيمية، بمعنى هل حماس تنظيم فلسطيني إسلامي، أو امتداد لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف كتنظيم إرهابي، وتعمل من أجل أولويتها وتعد ذراعه العسكرية، وهل لحماس أي علاقة بتشجيع الإرهاب في سيناء"، مؤكداً أن القاهرة تنتظر من حماس إجابة عملية على تلك التساؤلات والاتهامات تكون مقنعة. ولفت إلى أن اللقاءات بين حماس والمسؤولين المصريين لم يجري فيها أي محادثات ثنائية بأي ملفات، قائلاً: "الحديث كان من جانب الطرف المصري، وطلب إجابات لاتهامات وجهت إلى حماس بخصوص وقائع محددة، وحماس في طور الإجابة على تلك الاتهامات"، مبيناً ان ذلك يستدعي أن تجري حماس مراجعة لموقعها وعلاقاتها بكل الأطراف. وكان وفداً رفيع المستوي من قيادة حماس زار القاهرة مطلع الشهر الحالي، وعقد لقاءات مع مسؤولين في جهاز المخابرات المصري. وتعد زيارة وفد حماس للقاهرة الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منصبه كرئيس لجمهورية مصر العربية. وضم الوفد شخصيات من قيادة الصف الأول بحماس. وعلمت "اليوم" بأن لقاء جديداً سيجمع وفد حماس مع المسئولين المصريين هذا الأسبوع لتقديم الإجابات على التساؤلات المصرية. وحسب مصادر رفيعة المستوى بحماس، فإن اللقاءات التي جرت بين قادة حماس بالعاصمة القطرية عقب لقاء المسئولين المصريين نجم عنه إجابات إيجابية. وبشأن استئناف لقاءات المصالحة الفلسطينية بالدوحة، أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور فيصل أبو شهلا بدء جولة الحوار الثانية بين حركته وحماس، حسب ما جرى التوافق عليه بين الطرفين، خلال جلسات الحوار التي عقدت مطلع فبراير الماضي. وتوصلت حركتا حماس وفتح بعد جولة لقاءات برعاية قطرية إلى تصور عملي محدد لآليات تطبيق المصالحة. وأكد الطرفان حينها أن التصور سيتم تداوله والتوافق عليه في المؤسسات القيادية للحركتين، وفي الإطار الوطني الفلسطيني مع الفصائل والشخصيات الوطنية، ليأخذ مساره إلى التطبيق العملي على الأرض. أوضح أبو شهلا ل"اليوم" أنهم يأملون أن يكون في جعبة حماس ايجابية بشأن إنهاء الانقسام، وقال: "عرضنا على حماس تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات وأن تكون الحكومة مسئولة عن كل شيء، مع ضرورة أن يكون لها برنامج سياسي حتى لا تكون حكومة عاجزة". وبالعودة إلى رباح، فإنه أكد أن فتح لا تزال متمسكة بخيار إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية، مبيناً أن إجابات حماس على تساؤلات واتهامات الجانب المصري ستحدد مستقبل إنهاء الانقسام. وقال: "نحن بحاجة للوحدة أكثر من أي وقت مضى، سيما وأن الوحدة تشكل قوة كبيرة بيد الفلسطينيين في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير تجاه الفلسطينيين شعبا وأرضاً ومقدسات". ورأى المسؤول الفتحاوي رباح أن التقدم في ملف المصالحة مرهون بتأهل حماس وطنياً (حسب قوله)، وأضاف: "يجب على حماس أن تغير من سياساتها، ويجب أن تضع القضية الفلسطينية الوطنية أولوية أولى، والتخلي عن امتداداتها مع تنظيم الإخوان المسلمين، المصنف كتنظيم إرهابي".