وصل وفد من حركة «حماس» إلى القاهرة برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل تلبية لدعوة مصرية، وكان مفترضا أن يلتقي مساء أمس رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان. ووصفت مصادر مصرية مطّلعة الزيارة ب «المحورية»، وقالت ل «الحياة»: «آن الأوان أن ينتهي الانقسام وإسدال الستار على هذه الصفحة». وردا على سؤال ان كانت مصر ستبحث مع وفد «حماس» أحداث قلقيلية، اكتفت بالإجابة: «نسعى الى تذليل كل العقبات التي قد تحول أو تقف عقبة أمام إنهاء الانقسام واسترداد اللحمة الفلسطينية»، مضيفة: «ننسّق مع الدول العربية ونجري اتصالات مع كل الأطراف لاستمرار التواصل والتشاور بما يدعم الحوار ويكفل نجاحه بإنجاز مصالحة وطنية حقيقية». ولفتت إلى أن مصر في سباق مع الزمن، خصوصاً خلال الأسابيع الجارية من أجل تأمين توقيع اتفاق للمصالحة في السابع من الشهر المقبل، موضحة بأن الجهود المصرية ستتواصل بعد التوقيع على الاتفاق لمتابعة والمساعدة في تنفيذه على الأرض وتذليل أي عقبة تواجهه. ودعت المصادر إلى ضرورة التعاطي مع الإشارات الإيجابية التي صدرت حديثاً من الإدارة الأميركية الجديدة التي تقدم يدها لعملية السلام، في اشارة إلى الحديث عن دولة فلسطينية وضرورة وقف الاستيطان وحل الدولتين، داعية إلى ضرورة انتهاز هذه الفرصة السانحة للسلام بإنهاء الانقسام، ومحذرة بأن استمراره يهدد بضياع القضية الفلسطينية برمتها. واكدت مصادر فلسطينية في دمشق ل «الحياة» إن مشعل سيطرح في القاهرة موضوع الملاحقات التي تقوم بها حكومة سلام فياض بحق عناصر «حماس» بهدف تفكيك المقاومة وفق «برنامج دايتون»، في اشارة الى المنسّق الامني الاميركي كيث دايتون. وكشفت مصادر فلسطينية اخرى ان مشعل سيلتقي الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر في دمشق نهاية الاسبوع. حمدان يربط الحوار باجابات واضحة وقال القيادي في «حماس» ممثلها في لبنان أسامة حمدان ل «الحياة» إن العنوان الأساسي لزيارة الوفد إلى القاهرة هو «وقف ما يجري في الضفة من استهداف لكوادر الحركة إلى حد التعاون مع السلطات الإسرائيلية لاستهداف أبناء المقاومة وكتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري للحركة، لافتاً إلى أن هذا البند هو على رأس أجندة اللقاء الذي من المفترض أن يكون عقد مساء أمس مع سليمان. ولفت إلى أن الأحداث الأخيرة التي جرت في الضفة باتت تهدد جهود المصالحة التي تبذلها مصر، ووصف ما قامت به أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة بأنه «سابقة خطيرة للغاية تضعها في مصاف قوات الاحتلال أو قوات لحد في لبنان سابقاً». واضاف: «لذلك أكرّر بأن الأمر خطير جداً»، مشدداً على ضرورة معالجته بشكل صحيح، وإلا فلن تكون هناك إمكانية لبحث موضوع آخر، في إشارة للحوار الوطني، وقال: «لا بد من حل جذري ومباشر، ولا بد أن يحصل وفد حماس في القاهرة على إجابة واضحة وقاطعة ونتيجة حاسمة قبل أن يعطي إجابات أخرى تتعلق بأي قضية أخرى». وكانت وتيرة الانقسام بين «فتح» و «حماس» ارتفعت بعد اشتباكات الاسبوع الماضي في قلقيلية في الضفة بين اجهزة الامن الفلسطينية وعناصر من «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس». وفي غزة، قال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إن اتصالات رفيعة جداً فلسطينية - مصرية تجري حالياً لاستئناف الحوار الوطني واستكماله، مضيفا ان وفدا قياديا رفيع المستوى من «حماس» في غزة، توجه إلى القاهرة للانضمام الى مشعل. وأضاف هنية في أول ظهور علني له منذ أسابيع أن لقاءات ستعقد مع وفد من قيادة «حماس» وآخر من «فتح» في القاهرة خلال الأيام المقبلة لمناقشة تطورات الحوار الوطني. وتابع أن هناك اتصالات على أعلى المستويات القيادية بين مسؤولين مصريين وقيادات الفصائل الفلسطينية. وأعرب عن أمله في نجاح الاتصالات الجارية لإنهاء الانقسام وإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني في أعقاب أحداث قلقيلية، وقال: «لا شك أن ما جرى في الضفة يُلقي بظلال وخيمة على الحوار، ونتمنى نجاح الاتصالات الرامية لحل الخلافات». وأضاف أن «الخلاف الفلسطيني استثنائي، والانقسام ليس الأصل، والشعب لا بد أن يتوحد بجهود المخلصين». جاء كلام هنية خلال جولة تفقدية لعدد من لجان امتحانات الثانوية العامة في عدد من مدارس مدينة غزة التي بدأت أمس.