لا أحد ينكر قوة الإعلام في الغرب. فالمواطن في الغرب يعمل ساعات طويلة وعليه ضغوط في تحقيق الإنتاجية. ولهذا فهمه الأول هو تسديد ما عليه من أعباء فيما يخص حياته، سواء أكانت دفعات أقساط المنزل أو أقساط الدراسة وغيرها. ولهذا لا يوجد لدى الكثير منهم المتسع من الوقت؛ ليحدد الكثير من إتجاهاته الفكرية، ومعرفة ما يجري حول العالم. وأصبح الإعلام الغربي هو من يحدد ويشكل أسلوب التفكير لكل فرد، بل ويحدد له ماذا يأكل من خلال الهالة الدعائية في وسائل الإعلام بمختلف أنواعه. وبالمختصر، فالإعلام في الغرب يحدد كيف يفكر المواطن البسيط، ويحدد له الجانب الذي يجب أن يقف معه فيما يخص السياسة، وتقوم وسائل الإعلام بتحديد من هو العدو حتى لو كان العدو وهميا. وفي الماضي كنا نرى برامج موجهة ضد المملكة، ولكنها برامج وتحاليل يتم عرضها لتسليط الضوء على المملكة بصورة عامة، تتحدث عن بعض العادات والتقاليد التي يراها الغرب مختلفة عما يراه في بلاده أو يتحدثون عن أسلوب الحياة السياسية والاقتصادية في المملكة. ولكن ومنذ فترة قصيرة ومنذ بدء الربيع العربي، بدأنا نرى برامج ممنهجة، تحاول وسائل الغرب الضرب على وتر له حساسية في الغرب، وخاصة الدول التي لا تطبق عقوبات جسدية بحق المجرم، في محاولة منهم لتجييش الرأي المضاد للمملكة. وصحيح أن هناك أفرادا يتحدثون من ناحية إنسانية فيما يخص العقوبة الجسدية مهما كان نوعها، ولكن أكثرها معروف توجهاته ضد المملكة. ولكن هناك في المقابل فسحة في الدين من الممكن أن يقوم المشايخ لدينا بالبحث فيها فيما يخص ساحة القصاص وآلية التنفيذ. فالوقت تغير وأصبح العالم قرية صغيرة. وما يجري في ساحة القصاص أصبح مادة لمن يريد تشويه الدين الإسلامي أو الدولة عبر التصوير دون شرح عن الجرم الذي اقترفه من تم معاقبته. ولهذا لا أعلم إن كان هناك أي مانع شرعي لو تم تطبيق العقوبة في مكان غير مكان ساحة القصاص. وهذا أمر تم تطبيقه بحق بعض الإرهابيين والمحرضين ممن تسببوا في قتل الأبرياء وترويع الآمنين. وتم تنفيذ الأحكام داخل أماكن محددة وليس في ساحات القصاص. وقد قطعت آلية التنفيذ الطريق على كل من خطط للتشويش واستغلال الرأي في الغرب للتجييش ضد المملكة. وعندما فشلت محاولات الحديث عن أمور جانبية، بدأ الكثير منهم يركز حربه على أحكام هي في الحقيقة لا يتم تطبيقها إلا على مجرم أو مفسد في الأرض بعد مراجعات كثيرة ومحاكمات يجهلها من في الغرب. وأنا هنا لا أتحدث عن تغيير مسار أمور العقاب التي أقرها الإسلام ضد كل مفسد، ولكن أتحدث عن إمكانية مناقشة آلية القصاص ومكان تنفيذه؛ لكي نقطع الطريق على من أراد التشويش. فيا أيها المشايخ جزاكم الله كل خير.. أفتونا.