بغض النظر عن حجم التجاوز الذي قد يرتكبه شاعر دون سابق إنذار من خلال كلمة قصيرة قد يلقيها على منبر الأمسية قبل البدء بإلقاء قصيدته أو من خلال القصيدة نفسها فإن أغلب الشعراء يرون في أنفسهم لسان حال الشعب، وأن من واجبهم الرد على أصحاب الآراء والأفعال الغريبة التي تثير الناس، وتكون مثار جدل واسع من خلال الإعلام، في أي مجال أو أي موضوع كان، والأمثلة كثيرة على ذلك منذ سنوات. ولكن أيضًا في الشعراء من استغل منابر الأمسيات والمهرجانات الشعرية لتحقيق شهرة جماهيرية في أوقات سابقة، فهاجم بقصائده الأشخاص الذين يعتقد أن الجمهور غير مقتنع بما يطرحونه من آراء، وبعد أن حقق ما يريد من شهرة مضت السنوات لتكشف حقيقة أفكاره، و«ياما انكشف شعراء وأدباء كُثر». ولذلك فمع كثرة التجاوزات التي شاهدناها وسمعنا عنها خلال السنوات الأخيرة فإنه لو قامت كل إدارة مسؤولة عن مهرجان شعري بأخذ مبدأ الاعتذار بشكلٍ جدي واعتذرت عن كل تجاوز قد يصدر من أي شاعر مشارك تجاه شخص آخر لاضطرت 90% من اللجان المسؤولة عن مثل تلك المهرجانات التي تقام في كل مكان وزمان للاعتذار لكل من أسيء بحقه، فتجاوزات بعض شعراء النبط كثيرة جدًا، ولم نعهد الاعتذار من قبل إلا في حدودٍ ضيقة جدًا. لست ضد توجّه الكثير من الشعراء في الكتابة والرد على مَن يسعى للبحث عن الأضواء من خلال طرح أفكاره الخاطئة أو الغريبة على مجتمعنا بين وقت وآخر، فالشعر يجب أن يكون سلاحًا في يد مَن يمتلكه يستخدمه الاستخدام الصحيح وليس الخاطئ، إضافة إلى أني أعتقد أن الكثير من الضحايا الذين نالتهم القصائد التي تستنكر ما يقومون به قد وضعوا أنفسهم راضين في مثل هذا الموضع من خلال أقوالهم أو أفعالهم التي يتضح أنهم بحثوا من ورائها عن الشهرة.