▪▪ بعض مشاكلنا في الساحة الرياضية، تشبه إلى حد كبير المسلسلات الخليجية البعيدة عن الواقع، فالاثنان يعتمدان على الأكشن "المقزز" الذي يجعل من القصة زحمة، والشارع فاض من المارة والمركبات، وحتى من الشجر والحجر. ▪▪ دراما فيها من دموع التماسيح، ومشاهد تفوح من رائحتها التمثيل المصطنع الذي يؤدي في نهاية المطاف لمأساة فيها الشيء الكثير من المشاكل دون حلول. ▪▪ حتى ان المتلقي حفظ عن ظهر قلب السيناريو المطروح في كل حلقة وكل مسلسل، فالبداية كما النهاية بؤس ودموع، وبعد عن الواقع، فالطرح يحتاج لطرح في عملية حسابية عادة ما يكون الناتج صفرا. ▪▪ تبدأ القصة وتنتهي وكل الأحداث تدور حول نفسها، أشبه بدوار السفينة في كورنيش الدمام، فاللفة طويلة والمكان واحد. ▪▪ كثير من الملفات الرياضية في ساحتنا تفتح وتغلق دون استفادة لا من التجربة ولا من الدروس والأخطاء، بل ان الخبرة التراكمية عادة ما ينتابها نكوص، وأعني العودة إلى الوراء، بدل التقدم إلى الأمام. ▪▪ مازلنا نتعامل مع قضايانا في زمن الاحتراف، تماما كما كنا نتعامل معها في زمن الهواة، بل غرقنا أكثر في مصطلحات عفّى عليها الزمن، خصوصا فيما يخص اللاعبين والجوانب النفسية التي كانت العمود الفقري في الماضي، ونسعى لتطبيقها في زمن الاحتراف الذي يتقاضى فيه اللاعب الملايين في محطة يجب أن يعرف فيها اللاعبون مالهم وما عليهم من واجبات وحقوق. ▪▪ هذه الدراما مازالت مسيطرة على عقليات الحاضر رغم أنها جزء من الماضي يصلح أكثر في محطة التراث الرياضي، وليس في زمن الاحتراف. ▪▪ لقد كشفت لنا قصة تأخر وتخلف وخروج بعض لاعبي المنتخب عن المعسكر الأخير في جدة، أننا ما زلنا في حقبة الهواة، رغم أن الاحتراف طرق باب الكرة السعودية في حقبة التسعينيات من القرن الماضي. ▪▪ وللأسف لم يقع اللاعبون فقط في فخ الهواة وهم محترفون، بل حتى السواد الأعظم من الإعلام والجماهير مازالوا يعيشون في ذلك الزمن، لذلك نجد أن تشخيصهم للأحداث، هو نفس التشخيص في زمن (الهواة). ▪▪ بصراحة، أكثر الحالة النقدية في السلك الرياضي تحتاج نفسها لنقد، بل لجلد الذات والقلم والصوت، لأننا لم ننتقل من مرحلة لمرحلة، بل حملنا الماضي بكل عيوبه لحاضرنا ومستقبلنا. ▪▪ ما بين المسلسلات الخليجية ورياضتنا علاقة وطيدة في البعد عن الواقع، وعدم فهم المتغيرات..!!