جولة بعد الأخرى، تزداد الإثارة والندية والتقلبات في منافسات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، خاصة فيما يتعلق بالفرق المتنافسة على الصعود إلى دوري عبد اللطيف جميل الممتاز، وتلك الساعية للهروب من منطقة الخطر لتفادي الهبوط لدوري الدرجة الثانية. ومما يشعل منافسات الدوري ويزيد من قوته خلال الجولات ال (9) المتبقية، هو أن أكثر من عشر فرق من أصل ستة عشر فريقا قادرة حسابياً على التأهل للدوري الممتاز، كما لا زالت العديد من الفرق مهددة بالهبوط إذا ما استثنينا الدرعية الذي يبدو أنه استسلم بالفعل للوضع الذي يعيشه في مؤخرة الترتيب العام للدوري، حيث لا بوادر توحي للمتتبع لدوري الدرجة الأولى بأن الفريق يبحث حتى عن بارقة أمل تنقذه من الهبوط وتبقيه في دوري الدرجة الأولى. وكانت مباريات الجولة ال (21) قد شهدت بعض التغيرات في ترتيب الفرق، وبالخصوص فيما بين الثلاثي الأكثر ترشيحاً للوصول لدوري جميل الممتاز المجزل والباطن وضمك. المجزل لم تكن بداية المجزل توحي بأنه سيكون منافسا قويا على الصعود لدوري الدرجة الممتازة، حيث كان يتمركز في منتصف جدول الترتيب العام، لكن نتائجه المميزة جدا في الجولات ال (10) الأخيرة جعلته يتقدم إلى مراكز المنافسة بكل ثقة، ليدخل في صراع قوي ومثير جدا على خطف إحدى البطاقات المؤهلة لدوري الدرجة الممتازة، حيث تمكن من تحقيق (7) انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة خلال العشر المباريات الأخيرة، وكان أحد أهم الانتصارات هو الذي تحقق في الجولة الأخيرة، حينما تمكن من التغلب على المتصدر ضمك بهدف وحيد، ليبعده عن الصدارة ويحتلها بشكل مؤقت برصيد (38) نقطة، في انتظار ما ستسفر عنه مباراة ضمك المؤجلة أمام النجوم. الباطن شهد مستوى الباطن تراجعا فنيا كبيرا في الجولات الأخيرة، فعقب أن كان يغرد في الصدارة وحيدا، فرط في العديد من النقاط في الجولات العشر الأخيرة، حيث خسر في خمسة لقاءات، وتعادل في اثنتين، وانتصر في ثلاث كان آخرها على العروبة صاحب المركز الرابع، لتقرر إدارة النادي الاستغناء عن خدمات المدرب التونسي المميز الحبيب بن رمضان من أجل تدارك ما يمكن تداركه خلال الجولات المتبقية والإبقاء على أمل الصعود لدوري الدرجة الممتازة، حيث يحتل الفريق المركز الثاني مؤقتا برصيد (37) نقطة، متساويا مع ضمك الذي لعب مباراة أقل بالنقاط. ضمك لا زال فريق ضمك هو المرشح الأول لدوري عبد اللطيف جميل الممتاز، على الرغم من خسارته الأخيرة أمام المتصدر الحالي فريق المجزل، حيث يقدم الفريق أداء ثابتا في أكثر مبارياته ويمتلك نجوما مميزين يمكنهم اقتناص نقاط أي لقاء وفي أي لحظة، ففي الجولات العشر الماضية لم يتعرض ضمك إلا لخسارة واحدة في مقابل خمسة انتصارات وأربعة تعادلات. وما يعاب على الفريق خلال مسيرته في هذا الموسم هو خسارته لبعض النقاط أمام فرق تقله كثيرا في المستوى، حيث لا يظهر على الفريق النهم الهجومي رغم امتلاكه للعديد من اللاعبين المميزين ولعل أبرزهم في الوقت الحالي المهاجم عبد الفاضل سوانون. العروبة يقدم العروبة مستويات متباينة جدا، فتارة تراه في القمة ولا يمكن حتى لفرق المقدمة الوقوف أمامه، وأخرى تراه يخسر من الفرق المتصارعة للهروب من المؤخرة، لكنه على الرغم من ذلك لا زال يحتل المركز الرابع برصيد (32) نقطة. ومما يشفع لفريق العروبة في الجولات الأخيرة أنه خاض العديد من المباريات القوية والمتتالية مع فرق المقدمة في جدول الترتيب، حيث فاز على الجيل والمجزل وخسر من ضمك والاتفاق والباطن في الجولات السبع الأخيرة. الجيل يتقدم فريق الجيل صاحب المركز الخامس نحو المقدمة بكل هدوء، حتى إن لا أحد يشعر بأن ما يفصله عن الفريق المتصدر فقط (6) نقاط، فالفريق يقدم مستويات مميزة جدا على الرغم من افتقاره لجهود قائده المخضرم صاحب العبد الله في عدة مباريات عقب تعرضه لإصابة على مستوى اليد، فقد نجح في تحقيق خمسة انتصارات في الجولات العشر الأخيرة وتعادل في مباراتين، فيما خسر ثلاث مباريات أمام العروبة والاتفاق والوطني. الاتفاق تحسن مستوى الفريق الاتفاقي كثيرا خلال الجولات الأخيرة، خاصة عقب الاستقطابات المميزة، والتي كان أبرزها المهاجم المميز مرعي المقعدي والمحترف البرازيلي ريكاردينيو، إلا أن الفريق بحاجة للابتعاد عن الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها لاعبو الفريق، فدائما ما يرى المتتبعون لدوري الدرجة الأولى بأن الفريق يعاني كثيرا حينما تزداد الضغوط، وهو ما يجب على إدارة نادي الاتفاق برئاسة خالد الدبل تداركه قبل فوات الأوان، من أجل تحقيق حلم جماهير الاتفاق الغفيرة بالعودة من جديد لدوري عبد اللطيف جميل الممتاز. يذكر أن الفريق الاتفاقي يحتل المركز السادس برصيد (30) نقطة، وهو لا زال ضمن دائرة المنافسة للصعود رغم بعض التعثرات التي أصابت الفريق في المباريات السابقة. الطائي يعتبر فريق الطائي صاحب الصحوة الأقوى خلال الموسم الحالي، فبعد أن كان مرشحا قويا للهبوط، تحسن وضعه كثيرا وتمكن من تحقيق العديد من الانتصارات المهمة التي نقلته للمركز السابع برصيد (29) نقطة، وعلى الرغم من الهزة التي تعرض لها عقب الهزيمة القاسية أمام الجيل بنتيجة (5 – 1)، إلا أن الفريق قادر على مواصلة تقديم مستوياته المميزة، وربما التقدم أكثر في جدول الترتيب العام خلال الجولات المقبلة. أحد وعلى النقيض تماما يأتي فريق أحد، الذي دخل في حالة شبه انهيار منذ تعرضه للخسارة الأولى في آخر مباريات الدور الأول، ليبدأ مرحلة التراجع، حيث يحتل حاليا المركز السابع برصيد (29) نقطة، عقب أن كان في المركز الثاني وبفارق ضئيل من النقاط عن المتصدر في الجولات الأولى من منافسات دوري الدرجة الأولى. وكدليل على ذلك، لم يتمكن الفريق الأحدي من تحقيق أي انتصار خلال الجولات الثماني الأخيرة، حيث تعادل في (4) لقاءات وخسر مثلها تماما. الوطني يقدم الوطني مستويات مميزة جدا منذ انطلاق منافسات الموسم الحالي، لكن مشكلة الفريق تتمثل في عدم قدرته على تحقيق الانتصارات، حتى في المباريات التي يكون فيها صاحب الأفضلية الفنية، ودائما ما يكتفي بالتعادل حتى أصبح عقدة له، حيث تعادل الفريق في (12) لقاء، فيما انتصر في خمسة لقاءات وخسر ثلاثة فقط، وهو يعتبر من أقل الفرق خسارة على مستوى دوري الدرجة الأولى على الرغم من حلوله في المركز التاسع برصيد (27) نقطة. الشعلة تغير شكل الفريق كثيرا منذ تولي المدرب الوطني خالد القروني لمهام إدارته الفنية، فقد تقدم مع القروني عدة مراكز حتى وصل للمركز ال (10)، الذي يحتله برصيد (27) نقطة، وهو يبحث عن التقدم بشكل أكبر حتى يبتعد عن مراكز الخطر، ولا يدخل في حسابات معقدة لتفادي الهبوط في الجولات الأخيرة. ويبدو أن الفريق قادر على البقاء في المنطقة الآمنة، إذا ما استمر في تقديم مستوياته الفنية المميزة التي ظهر بها في الجولات الأخيرة. الفيحاء تراجع مستوى الفيحاء في الجولات الأخيرة، وهو ما ساهم في تراجع مركز أيضا إلى المركز الحادي عشر برصيد (24) نقطة، مما يجعله يقف على أبواب منطقة الخطر، لكن ما يميز الفريق أنه ينتصر على الفرق القريبة منه، فقد تمكن من الانتصار على كل من الحزم والدرعية والنجوم، ولم يخسر إلا من النهضة كفريق يحتل مرتبة أقل منه في الجولات الأخيرة. الحزم يحاول الحزم بكل ما أوتي من قوة الابتعاد عن منطقة الخطر التي يقع فيها، لكنه لا زال عاجزا عن استعادة مستواه الذي سمح له بالتواجد وبكل قوة في الدوري الممتاز خلال السنوات القليلة الماضية، حيث يحتل الفريق المرتبة الثانية عشرة برصيد (23) نقطة، ولم يتمكن خلال الجولات العشر الأخيرة إلا من تحقيق انتصار وحيد جاء على حساب فريق أحد. النهضة يواصل النهضة مهمته للهروب من قاع الترتيب بكل نجاح، حيث يتقدم الفريق بشكل ملحوظ في الجانبين الفني والنقطي، وهو يحتل حاليا المركز الثالث عشر برصيد (23) نقطة، ويتميز بروحه المعنوية العالية وإصراره الكبير على عدم الخسارة. النجوم تراجع النجوم لمنطقة الخطر عقب أن كان أحد فرق المنتصف في جدول الترتيب العام، ويبدو أن قلة خبرة الفريق ومدربه الوطني بدوري الدرجة الأولى ساهمت في هذا التراجع، لكن الفريق قادر على البقاء عطفا على الأداء الفني المميز الذي يقدمه، حيث يحتل الفريق المركز الرابع عشر برصيد (21) نقطة. الرياض يسعى الرياض لحصد أكبر عدد ممكن من النقاط في الجولات القادمة من أجل المحافظة على تواجده في دوري الدرجة الأولى، خلال الموسم المقبل، حيث يقدم الفريق مستويات فنية متطورة خلال الجولات الأخيرة، مكنته من رفع رصيده النقطي إلى (17) نقطة على الرغم من عدم تغير مركزه الخامس عشر. الدرعية وبالنسبة للدرعية، فلا جديد يذكر أبدا، فالفريق يتلقى الخسارة تلو الأخرى، وخلال الجولات العشر الأخيرة لم يتمكن الفريق إلا من حصد نقطة وحيدة، كانت أمام ملك التعادلات فريق الوطني، ليتوقف رصيده عند (6) نقاط في قاع الترتيب العام.