عزاؤنا الوحيد في النتائج المخيبة للآمال التي حققتها فرقنا السعودية الأربعة في الجولة الأخيرة من دوري المجموعات في دوري ابطال آسيا القرار الذي اتخذه الاتحاد الآسيوي بشأن عدم إقامة مباريات الفرق والمنتخبات السعودية على الأراضي الإيرانية. ذلك القرار الذي جاء متأخرا جدا لدرجة أننا كسعوديين كنا نعتقد أن يواصل الاتحاد الآسيوي عناده وتخاذله أمام كل ما هو إيراني وتصديه وتحديه لكل ما هو سعودي. لكنه (أي الاتحاد الآسيوي) أنقذ نفسه من خطورة بالغة وغير محسوبة كانت ستحدث هزة عنيفة لمقاعده فيما لو اتخذ غير هذا القرار. فالأندية السعودية حسمت أمرها بعدم اللعب في إيران مهما كان القرار. وكانت قد اتخذت هذا القرار المدعوم والمؤيد من الجهات العليا من واقع مرير عاشته في السنوات الماضية. سواء من المسئولين في إيران أو الاتحاد الإيراني أو الأندية الإيرانية وجماهيرها التي مارست شتى أنواع التنكيل بالفرق والمنتخبات السعودية. وبدعم مباشر من السلطات السياسية والرياضية في إيران. وعليه لم يجد الاتحاد الآسيوي خيارا آخر غير هذا الخيار الذي أعاد لكرة القدم السعودية جزءا من هيبتها وتحديدا على الصعيد الإداري وهذا ما كنا ننتظره. إن تعاضد واتحاد الأندية السعودية في وجه الاتحاد الآسيوي وإصرارها على إحقاق الحق بهذا الشأن أوصلنا لهذا القرار وجعلنا نتفاءل بحقبة زمنية قادمة لاسترداد حقوقنا المسلوبة من هذا الاتحاد الهش والمجامل وخاصة مع الأندية والمنتخبات الإيرانية. لذلك المطلوب من الاتحاد السعودي لكرة القدم القادم أن يكون صارما مع الاتحاد الآسيوي فقد كانت ثمة قرارات صارمة يجب أن تتخذ ضد الأندية والمنتخبات الإيرانية في السابق لكنها مع شديد الأسف لم تتخذ. لأنها لم تواجه الصرامة من الاتحاد السعودي في تعامله مع الاتحاد الآسيوي وبالتالي أهدرت حقوقنا المشروعة منذ فترة طويلة جدا. نعود الآن للجولة الأخيرة الماضية التي وضعت الفرق السعودية نفسها في مأزق قد لا تتخلص منه ونقول إن الهلال ما زال يعاني من عناد وتخبط مدربه دونيس، فهو لم يستفد من التجارب السابقة وخاصة أمام الأهلي الإماراتي في مسابقة الموسم الماضي وأمام بختا كور في المسابقة الحالية وأخيرا أمام الجزيرة الإماراتي، فالأخطاء هي ذاتها وزد على ذلك عدم جدية اللاعبين في حسم المباريات بشكل مباشر ومنذ البداية. أما الأهلي فما زال مشتت الذهن بين بطولة الدوري والآسيوية ولم يحدد بعد هدفه الرئيسي هل هي البطولة الأولى أم الثانية. فيما كانت أفراح الاتحاديين بالفوز على الهلال في الدوري هستيرية، وصاحب ذلك تصرفات خارجة عن قاموس كرة القدم من بعض لاعبيه أفقدهم التركيز. وأخيرا فريق النصر يمتلك سلاح الروح الذي يبثه في الفريق القائد حسين عبدالغني وقد استثمر هذا السلاح ولكن في أوقات محدودة لذلك عاد للتعادل أمام لخويا القطري. ولتصحيح المسار لا بد إدارة الهلال أن تصل مع مدربها دونيس لقناعة في رسم التشكيل وطريقة اللعب واستثمار الاستبدالات بصورة منطقية. أما الأهلي فعليه أن يحدد هدفه الرئيسي وأهدافه الثانوية ويعمل على تحقيقها. فيما على الاتحاديين أن يعودوا لسياسة أرض الملعب للاعبين والمكاتب للإداريين. وأخيرا النصر يحتاج لأن يلعب المباريات بنفس القوة والروح على مدار الشوطين. قبل الوداع.. قرار عدم اللعب في إيران صدر مؤخرا ليس لأن الاتحاد الآسيوي صارم بل لأن الفرق السعودية اتخذت نفس القرار من جانب واحد، فلم يكن أمام الاتحاد الآسيوي خيار آخر غير هذا الخيار لمعرفتها بثقل وحجم الكرة السعودية ومساهمتها الفاعلة في إنجاح البطولات الآسيوية جماهيريا وفنيا والأهم من هذا وذاك تجاريا واستثماريا خخاطرة الوداع.. دونيس حرم فريقه وبمحض إرادته وعناده من أفضل هدافي القارة الآسيوية فمن يعيد دونيس لصوابه..