العلاقة بين الطفل وأبطال الرسوم المتحركة متأرجحة ما بين الحقيقة والوهم؛ ولعلها تتخطى الخط الفاصل بين الاثنين فتندمج في حياة الطفل وتنمو معه، فهذه العلاقة التي تبدأ من مرحلة مبكرة لا ننكر أنها تظل كجزء من البناء التركيبي لنا حتى بعد تجاوزنا سن الطفولة. ونلاحظ على كثرة محطات الأطفال وتنوع الفئات العمرية لهذه المحطات إلا أنها تعتمد على البرامج المدبلجة، وهذا ليس سيئاً. على العكس، ففيها تقريب للثقافات ونظرة مبكرة للعالم فلا ينشأ الطفل محصورا في ذاته ومحيطه القريب. كما أنها تضفي منظورا فنيا متنوعا للطفل لمختلف مدارس الإخراج الكارتوني والأنميشن من ناحية الرسم والتحريك وبناء وتطوير الشخصيات، وهذا التذوق الفني مهم جدا. لكننا نلحظ أيضا النقص الإعلامي لثقافتنا والانطباع الفني الذاتي لحياتنا اليومية في برامج الأطفال، خصوصا حين كان التفاعل والإقبال كبيرين مع ظهور برامج مثل "فريج" و "منصور" وهو دليل على تعطش الجمهور لأعمال قوية تحاكي ثقافتهم. وفي نهاية 2015 ومع انطلاق مجلة ماجد كمحطة تلفزيونية، هذا ساعد في إثراء إعلام الأطفال المحلي، بحكم أنها تعتمد في برامجها على شخصيتها التي أنهضتها من صفحات المجلة إلى الشاشة. فقناة ماجد تعرض برامج كرتونية تحاكي الشخصيات التي نشرت قصصها ومغامراتها في المجلة لسنوات، بالإضافة إلى برامج أخرى بتركيز تربوي معرفي محلي. وهذا التحول لمجلة ماجد بالأخص نتج عنه ثمرتان إضافيتان، فجيل الطيبين الذي ترترع يقرأ المجلة والذين مازال الكثير منهم يحتفظ ببطاقة أصدقاء ماجد يشاهدها الآن مع أبنائه أو حتى أحفاده؛ وهذا تقريب بين جيلين بمنظور حديث وتجديد للقيم المجتمعية. أيضا، القناة المتلفزة أعادت أنظار الأطفال إلى المجلة والتي وجهتهم للقراءة وحب القراءة. فقراءة المجلات قد يكون أمرا ترفيهيا بحتا للطفل، لكنه ينمي لديه مفهوم القراءة والعلاقة بينه وبين الصفحات، حتى تصبح القراءة أمرا غريزيا بالنسبة له ومبدأ أساسيا، فتتطور قراءته بتطوره الإدراكي. ويشهد التفاعل الكبير على مواقع التواصل الخاصة بالمحطة سواء من الأطفال أو ذويهم بالنجاح لمشروع الكارتون العربي الذي ما يزال يحتاج إلى المبادرة. فبالرغم من الجودة التي شهدتها والتطور الملحوظ في السنوات الأخيرة، الا أننا لا نزال نطمح لمزيد من الإبداع والتنوع في المجال الإعلامي والفني للطفل.