للمرأة دور فاعل ومؤثر ومفصلي في ثقافة وتثقيف المجتمع، فقد كانت المرأة منذ القدم حاضرة في المحافل الثقافية، ولم يكن حضورها هامشياً، بل كانت تحضر بشكل لافت للنظر وتؤثر تأثيراً كبيراً في مفاصل الحركة الثقافية، وأكبر دليل على ذلك الخيمة التي كانت تضرب للخنساء ليأتي الشعراء لها فيزجون شعرهم عندها كي تحكم عليه، ولا ننسى المناظرات التي كانت تحدث منذ العصر الإسلامي مروراً بالعصور التالية بين شعراء وشاعرات وبين نساء عرفن بعلمهن ودقة تحكيمهن حتى أصبحن مقصداً للشعراء والأدباء في زمنهن، إضافة إلى مساهمة نساء في نقل الفكر الإسلامي والأحاديث الشريفة. كل هذه الحركة «النسائية» كما أسميها تثبت لأي مطلع على الحركة الثقافية بكل اتجاهاتها في المجتمع أن دور المرأة كان حاضراً وبقوة ومساهماً مساهمة فعلية لا هامشية في الحركة الثقافية رغم مسؤولياتها الاجتماعية والأسرية والوظيفية في كثير من الأحيان. كما أن هذه النتيجة تدحض الادعاءات التي تقول : إن دور المرأة كان مهمشاً في العصر الإسلامي وأن الإسلام لم يعط المرأة حقوقها وأنه ضيق عليها في كل شؤون حياتها، فها نحن نقرأ في التاريخ الأدبي الإسلامي عن شاعرات وعن عالمات للحديث وعن مناظرات ومحكمات ومؤلفات. المرأة في المجتمع السعودي... تقلدت المرأة في المجتمع السعودي المسلم دوراً مهماً منذ نشوء دولتنا الكريمة حماها الله من كل سوء فالتاريخ ينقل لنا استشارة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه لأخته نورة في شؤون كثيرة. كما ينقل لنا أيضاً إكرام الملك عبد العزيز للمرأة في مناسبات كثيرة وإنزالها المنزلة اللائقة لها كالثناء على معلمات الأطفال في بيوتهن وأمره بإرسال الأطفال إليهن لتعليمه إيماناً منه رحمه الله بدورها في تلك الفترة. أما في عصرنا الحاضر فللمرأة دور كبير في شتى مجالات الحياة، إذ تميزت المرأة السعودية عن نظيراتها في باقي الدول بجمعها بين واجباتها الأسرية وواجباتها الوظيفية فكانت مثالاً للمرأة المسلمة، حيث تتعلم في سني عمرها الأولى على الأغلب حتى زواجها ووظيفتها، لتبدأ مرحلة ثانية هي مرحلة البناء الأسري والوظيفي، فهي من جهة تهيئ أجيالاً وتبنيهم ثقافياً واجتماعياً، ومن جهة أخرى تساهم في بناء الوطن ونموه بانخراطها في مؤسسات الدولة والمؤسسات، فهي حاضرة وبقوة في مؤسسات التعليم والصحة وحتى المؤسسات الأمنية. كما أنها حاضرة في ذات الوقت في المؤسسات الصناعية كأرامكو والمصانع وغيرها. آخر قولي.. للمرأة دور فاعل في البناء الاجتماعي والتنموي للوطن، وقد تجلت رعاية الدولة لها وتشجيعها في إقامة أكبر صرح تعليمي في العالم يخص المرأة فقط، ألا وهي جامعة نورة التي تعتبر قبة جامعة لنساء الوطن، ومنارة علمية شامخة تصفع كل من يدعي على وطننا زوراً وبهتاناً أنه لم يعط المرأة حقها.. وكفى.