تترقب الأوساط الرياضية يوم غدا الثلاثاء القرار النهائي للاتحاد الآسيوي حول مصير مواجهات المنتخبات والأندية السعودية أمام نظيرتها الإيرانية في البطولات القارية المختلفة خلال الفترة المقبلة، بعد أن قررت لجنة المسابقات في الاتحاد القاري خلال اجتماعها بالعاصمة القطرية الدوحة يوم 25 يناير الماضي تعديل برنامج مباريات دوري أبطال آسيا فيما يتعلق بالمباريات التي تجمع الأندية السعودية والإيرانية بهدف أخذ الوقت الكافي لإجراء تقييم مستقل حول شؤون الأمن والسلامة بين السعودية وإيران، على أن يكون اليوم 15 مارس هو اليوم الذي سيتم خلاله إصدار القرار النهائي سواء بإقامة المباريات على أرض محايدة أو العكس وهو ما صادق عليه المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي. وكانت الأندية السعودية قد تقدمت بطلب عبر الاتحاد السعودي بخصوص عدم اللعب في إيران ومواجهة الأندية الإيرانية على أرض محايدة وذلك لضمان أمن وسلامة الفرق بعد الأحداث الأخيرة التي تمثلت في حرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد الأمر الذي أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران. وطلب النصر إقامة مبارياته في دبي فيما طلبت بقية الأندية "الهلال والأهلي والاتحاد" إقامة مبارياتها في الدوحة. وقد أكد احمد الخميس أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم في تصريحات تلفزيونية سابقة أن الأندية السعودية لن تلعب في إيران مهما كانت النتيجة منوها إلى أن الاتحاد القاري لو أصر على إقامة مباريات الفرق السعودية في إيران دون عودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي فإن الأندية ستنسحب من البطولة. وفي المقابل فإن الأندية الإيرانية لوحت بالانسحاب من البطولة فيما لو تم إقرار إقامة مبارياتها في أرض محايدة، وأشارت إلى أنه لا ينبغي الخلط بين السياسة والرياضة، مؤكدة في الوقت ذاته قدرتها على حماية البعثات الرياضية، جاء ذلك في اجتماع عقد بين مسؤولي الأندية الثلاثة المشاركة في البطولة ولكن لم يصدر أي بيان رسمي من الاتحاد الإيراني فيما يتعلق بهذا الموضوع. وكان الاتحاد الآسيوي قد بعث قبل أيام بخطاب للاتحاد السعودي لمعرفة آخر التطورات بشأن العلاقات السعودية الإيرانية قبل اتخاذ قراره النهائي، ولكن الواقع يؤكد أنه ليس هناك ما يدعو للتفاؤل، فالتوترات مازالت قائمة فضلا عن تمسك الأندية السعودية واتحاد القدم السعودي بموقفه المتمثل في عدم الذهاب لإيران مهما كانت النتائج المترتبة على هذا القرار. ويرى الاتحاد القاري بحسب ما ذكره أحد مسؤوليه في تصريحات لوكالات الأنباء أن قرار نقل مباريات الفرق السعودية والإيرانية إلى أرض محايدة ليس أمرا سهلا بل لابد أن يكون بشكل نظامي وقانوني ومستندا على لوائح محددة، خصوصا وأن هناك جهات قد تتجه للاحتجاج لدى الاتحاد الدولي "فيفا" أو المحكمة الرياضية "الكأس". وعانت الأندية السعودية على مدى سنوات طويلة من التجاوزات الإيرانية أثناء اللعب هناك، حيث واجهت مصاعب جمة سواء من سوء المعاملة من المسؤولين أو المضايقات من جانب الجماهير التي مارست كل أساليب الترهيب من هتافات عنصرية ورفع لافتات معادية، فضلا عن إلقاء المفرقعات والألعاب النارية داخل الملاعب. ومع أن الأندية السعودية قامت بتقديم أكثر من شكوى للاتحاد الآسيوي مدعمة بتقارير مصورة وفيديوهات، إلا أن الأخير لم يصدر أي قرار حول تلك التجاوزات وكأن شيئا لم يكن مع أن قوانين الفيفا تمنع بشكل قاطع حمل أي شعارات ذات مغزى سياسي أو عنصري أثناء المباريات. وبلا شك فان اليوم الاثنين سيكون يوما فاصلا وحاسما ومنعرجا مهما في تاريخ اتحاد القارة الذي يجب أن يتحلى بالشجاعة ويطبق العدالة في هذه القضية الشائكة لضمان نجاح مسابقاته والحفاظ على سلامة الأندية السعودية التي ضاقت بها الأرض ذرعا وطفح بها الكيل جراء التجاوزات الإيرانية. تجاوزات من الجماهير غير مقبولة