في سبتمبر الماضي، وعبر مدونة التكنولوجيا (بووينغ بووينغ. نت)، عاد "فرِدْريك ترامب" ليثيرَ بعثُ جزءٍ من سيرته الجدلَ والتخميناتِ والتساؤلاتِ حول تربيتِهِ وتنشئتِهِ لابنِه المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وعن ماهية القيم والأفكار التي صبّها في رأس ابنه، ودورِه في تشكيل وعيه الإقصائي العنصري الذي فضحته مواقفه وتصريحاته العنصرية "الزينوفوبية" تجاه الآخر. وتكرر نبش سيرته بعد ذلك، حيث أعادت (واشنطن بوست) في (29 فبراير 2016) نشر قصة علاقته بالمنظمة العنصرية (كو كلوكس كلان)، ليتجددَ الكلامُ والتساؤلاتُ عن مدى وعمق تأثير تلك العلاقة المريبة الغامضة على المرشح الرئاسي الجمهوري. وتتلخص القصة التي نُشرت في "نيويورك تايمز" في(يونيو 1927)، في اعتقال الشرطة "فرد ترامب" مع ستة من أعضاء منظمة (كي كي كي) بعد اندلاع الشغب، واعتدائهم على اثنين من رجال الشرطة أثناء مسيرة حاشدة للمنظمة في كوينز - نيويوك، شارك فيها 1000 رجل. ورغم عدم ثبوت انتماء "فرد ترامب" إليها، إلاّ أن تواجده في مكان الحدث، واشتراكه في الاعتداء على الشرطة، ومن ثم اعتقاله وتولي الدفاع عنه من قبل المحامي الذي دافع عن عناصر (كي كي كي) تلقي بظلال كثيفة من الشك عليه وتعزز فكرة انتمائه لها، أو كونه متعاطفاً معها. سارع دونالد ترامب إلى نفي انتماء أبيه إلى المنظمة؛ ففي برنامج "حالة الإتحاد" في قناة (سي إن إن)، ذهب الى حد نفي معرفته بديفيد ديوك الزعيم السابق للمنظمة، وبنظرية تفوق العرق الأبيض أو أي أحد من دعاته. وفي تناقض واضح مع ذلك، امتنع عن إنكار تزكية ديوك له. ولا يزال شبح الأب المنتمي ل (كيْ كيْ كيْ)، أو المعتاطف معها، على الأرجح، يحوم في سماء الحملة الانتخابية لابنه. يتزامن ويتوازى تصاعد المد العنصري الزينوفوبي كما يظهر في التصريحات والوعود الانتخابية لترامب والتفاف المؤيدين حوله، مع ما يعتبره المشتغلون في السينما من السود والملونين تكراراً لإقصائهم من قائمة الترشيح لجوائز الاوسكار لعامين متتاليين، وعدم فوز فيلم أو ممثل أو مخرج أسود بجائزة خلال عقد كامل. وفي حديث مع كريستيان أمانبور أكد واريس أهلواليا أن التمييز العنصري في السينما يشمل السود والملونين. على مدى عقد لم يفز أسود بجائزة، إما لأن الترشيح لم يتضمن اسم واحدٍ من السينمائيين السود، أو أن الجوائز كانت نصيب ممثلات وممثلين بيض، رغم أنه يوجد من السود من هو أحق بها، فكأن من فاز بجائزة سابقاً لا يستحق الفوز ثانية. وتشمل قائمة الإقصاء نجوماً مثل فورِست ويتكر، فيلم (الخادم)، ودينزل واشنطن في (رحلة طيران)، وأفا دوفيرني مخرجة الفيلم (سِلْمى)، ورايان كوغلر، مخرج الفيلم (محطة فروتفيل). يبدو كأن هذا الإقصاء يوحي بانبعاث روح الأب السينمائي العنصري المؤمن بتفوق العرق الأبيض؛ أقصد المخرج دي دبليو غريفيث، الرائد في فن الفيلم السردي واستخدام التقنيات السينمائية الجديدة، الذي احتفى ب (كو كلوكس كلان) في فيلمه السردي (ميلاد أمة، 1915). كان هذا الفيلم محفزاً على انبعاث المنظمة في العام نفسه بعد اندثارها في سبعينات القرن التاسع عشر. لقد تجلت في "ميلاد أمة" عبقرية وعنصرية الأب السينمائي غريفيث.