اقترب العد التنازلي من إسدال الستار على منافسة مسابقة دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين لموسم 2015- 2016م، ولا يزال القلق يُساور عشاق بني قادس خشية الهبوط مجددا لدوري الدرجة الأولى (دوري المظاليم) وهو المكان الذي لا يليق بالنادي ومكانته التاريخية.. «الميدان» زار نادي القادسية والتقى مهاجم الفريق الأول لكرة القدم ماجد النجراني الذي فتح قلبه لنا في حديث خاص تحدث فيه عن الوضع الذي يعيشه الفريق قبل الجولات الأخيرة والحاسمة في مسيرة الدوري، وعن الخلطة السحرية التي يقدمها المدرب الوطني حمد الدوسري (المنقذ) خلفا للمدرب البرازيلي إلكسندر جالو، وحقيقة سر الغياب التهديفي لخط الهجوم القدساوي، بالإضافة لموضوع عقده الاحترافي وانتقاله لأحد الأندية الكبيرة، والكثير في هذا الحوار المثير.. دعنا نعود قليلا للوراء.. بدأ الفريق بداية مميزة في دوري جميل السعودي للمحترفين من خلال مواجهتي الفيصلي ثم النصر إلا أنه سرعان ما انهار الفريق بداية من مواجهة التعاون حتى بات الفريق يصارع من أجل البقاء بين الكبار.. وأنت أحد عناصر الفريق ما الذي تسبب في ذلك الانهيار الكبير؟ * لا أخفيك أنه قبيل بداية الموسم كان لدينا طموح عال جدا للمنافسة وسط الكبار وتقديم صورة طيبة وجميلة عن بني قادس، وربما لمس الجميع ذلك من خلال المواجهتين الأولى والثانية إلا أن مواجهة التعاون حدث فيها نوع من التراخي بسبب الثقة المفرطة التي كان عليها اللاعبون، خصوصا أنها جاءت بعد التعادل مع بطل النسخة الماضية فريق النصر، إضافة للتحضير غير الجيد من اللاعبين لهذه المواجهة، وللأسف تسببت هذه الخسارة الثقيلة في فقدان الثقة وكذلك زرع نوع من الروح الانهزامية لدى اللاعبين، استمرت معنا لفترات طويلة من الموسم حتى حضور المدرب الوطني حمد الدوسري. هل من الممكن القول إن الاستهانة بفريق التعاون في تلك الفترة كان له دور بارز في سقوط الفريق بالخماسية؟ * بالطبع، أتفق معك في هذه الجزئية المهمة؛ كون اعدادنا آنذاك لمواجهة التعاون كما أسلفت لم يكن بصورة جيدة ولم يكن كما كان قبل مواجهة النصر (بطل النسخة السابقة)، بسبب أن الفوارق والامكانيات بين الفريقين كبيرة جدا وهذا ما قلل من حماسنا قبل اللقاء كون مواجهة الأندية الكبيرة والجماهيرية يختلف اعدادها احيانا قبل اللقاء بأسبوع على أقل تقدير عكس الاندية الأقل مستوى أو المتوسطة، لكن تلك المواجهة كانت بمثابة درس لنا جميعا في بقية مواجهات الموسم.. البعض يضع أكثر من علامة استفهام حول لغة الانتصارات التي لم تحضر سوى في لقاءين مع الفيصلي ثم الفتح وغابت من خلال سبعة عشر لقاء.. إلى ما تعزو ذلك؟ * أؤكد لك مرة أخرى، أن الروح الانهزامية التي تملكت اللاعبين عقب خماسية التعاون كانت السبب الأبرز في معظم المبارايات خصوصا التي خسرها الفريق، حيث امتد أثرها لعدد كبير من المباريات، إضافة لعدم وجود القائد وسط أرضية الملعب بعد غياب عايد البلوي وسلطان مسرحي، وهذا أثر بشكل كبير على مستوى الفريق وسط أرضية الملعب. ألا تتفق معي بأن تعاقب أكثر من ثلاثة مدربين على الفريق في أقل من موسم كان له أثر بالغ في عدم استقرار الفريق وكذلك المجموعة؟ * لا اتفق معك؛ لسبب أن حضور المدرب الوطني حمد الدوسري أعاد الكثير من التوازن للفريق وللمجموعة، بعكس ما كنا عليه مع المدربين السابقين، وربما النتائج الأخيرة تؤكد صحة كلامي، لكن اتفق معك بأن الفترتين الأولى مع المدرب جميل قاسم والثانية مع المدرب الكسندر جالو لم تكونا بصورة جيدة، وذلك بدليل النتائج المتواضعة التي حققها الفريق. مواجهة الأهلي القادمة هل من الممكن أن يُكمل فيها القادسية مسلسل إسقاط الأندية الكبيرة؟ * بالتأكيد سوف نسعى بقوة من أجل إسقاط الأهلي بغض النظر عن قيمة الفريق الفنية أو التاريخية؛ كون الأهم لدينا هو النقاط الثلاثة التي من الممكن أن تُساهم في إبعادنا أكثر عن مؤخرة الترتيب. هناك تساؤل عن سر حضور شخصية الفريق القدساوي أمام الأندية الكبيرة بعكس مواجهات الأندية المتوسطة أو متذيلة الترتيب؟ * ربما السر يكمن في تسليط ضوء إعلامي وجماهيري كبير على مثل هذه المواجهات الكبيرة، فاللاعب بالتأكيد قد يختلف ظهوره في مثل هذا النوع من المباريات والعكس صحيح مع المواجهات التي تكون أقل مستوى وهذا السر باختصار. ماذا يحتاج الفريق من أجل البقاء بين الكبار؟ * لا أخفيك أن الإدارة لم تُقصر معنا طوال الفترة الماضية، والكل متفاءل ببقاء الفريق بين أندية جميل إن شاء الله، لكن بالتأكيد نحتاج للعمل بشكل أكبر وتقديم كل ما لدينا على أرضية الملعب وقبل ذلك توفيق رب العالمين، فالإمكانيات ولله الحمد متوفرة. هل تشعر بأن المدرب الوطني حمد الدوسري قد غير الكثير من جلد الفريق وما أبرز النقاط التي عمل عليها؟ * بالتأكيد وهذا أمر مفروغ منه تماما ودليل ذلك الروح الكبيرة التي ظهر عليها اللاعبون منذ مواجهة النصر حتى الجولة الماضية، فالمدرب الوطني حمد الدوسري عمل على التهيئة النفسية واخراج اللاعبين من الروح الانهزامية التي كانوا عليها في المواجهات السابقة، إضافة لكونه عمل على معالجة الاخطاء السابقة والكثير من الأمور الفنية بالرغم من الفترة القصيرة التي قضاها مع اللاعبين. كيف تقرأ المواجهات القادمة في دوري جميل السعودي للمحترفين؟ * تأكد أن جميع اللقاءات التي سوف نخوضها بمثابة بطولة ونحن ندرك تماما قيمة المرحلة الحالية وسوف نسعى جاهدين بإذن الله لتحقيق نتائج جيدة تنعكس على ترتيب الفريق في سلم الدوري، أضف إلى ذلك أننا سوف نخوض خمسة لقاءات في المنطقة الشرقية سواء في الخبر أو الاحساء وهذا أمر جيد تجنبا لعامل الإرهاق في هذه المرحلة. كما تعرف أن الفريق يمر بمرحلة حرجة خلال الفترة الحالية.. ألا ترى بأن ذلك قد يُسبب لكم ضغوطا كبيرة من الممكن أن تنعكس سلبا على أداء الفريق؟ * بالتأكيد نحن ندرك قيمة هذه المرحلة تماما وندرك الخطر الذي يُحيط بنا كمجموعة، وصدقني نعمل بشكل كبير على تدارك الهبوط للدرجة الأولى ويجب أن نستمر في العمل والجهود الكبيرة حتى لا نندم لاحقا، ونحن الآن نلعب كل مواجهة على أنها بطولة ولا نشغل أنفسنا بقضية الهبوط أو غيره كون الكرة في ملعبنا الآن، وفي النهاية التوفيق من رب العالمين.. دعنا نتحدث عن خط الهجوم بالفريق.. ألا تتفق معي بأن معظم أهداف الفريق هذا الموسم كانت عن طريق لاعبي خط الوسط.. ما السبب في ذلك؟ أتفق معك تماما في هذه الجزئية، لكن لك أن تعرف أن كرة القدم لعبة جماعية في نهاية الأمر فمن الممكن أن تجد المدافع يُسجل وكذلك الظهير الأيسر أو الأيمن أو حتى لاعب خط الوسط، فهذا الأمر لا يُشغلنا كثيرا خلال الفترة الحالية كون الأهم هو البقاء بين الكبار والتسجيل من الممكن أن يأتي من أي لاعب في أي مركز مختلف. على الجانب الشخصي أنت كمهاجم لم تُسجل أي هدف حتى الآن في دوري جميل السعودي هذا الموسم.. إلى ما تعزو ذلك؟ * أنا مطلع الموسم شاركت أساسيا في ثلاث مواجهات ثم غبت في مواجهات أخرى قبل أن أعود بشكل متقطع ما بين المشاركة أو البقاء على دكة الاحتياط ولعب أجزاء من المباريات، والآن الحمد لله عدت أساسيا في خط الهجوم، وهذا بالتأكيد يجعلني كلاعب أفقد الحس التهديفي وحساسيتي على الكرة أمام الشباك، لكن صدقني بإذن الله أنني متفاءل كثيرا بالتسجيل خلال الجولات القادمة وقبل نهاية الموسم الكروي الحالي. فيما يخُص عقدك مع ناديك القادسية.. هل فعلا أنهيت رسميا التوقيع والبقاء معهم لمدة خمسة أعوام قادمة أم أن تلك الأنباء مجرد اجتهادات صحفية؟ * طبعا أنا دخلت الفترة الحرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وقامت الإدارة بمخاطبة وكيل أعمالي الأستاذ سلطان البلوي حول تجديد عقدي، لكن حتى اللحظة لم أرد على خطاب الإدارة، ولا تزال الاتصالات والمفاوضات قائمة مع وكيل أعمالي، وفي نهاية الموسم بإذن الله ستتضح الرؤية بشكل دقيق لكافة الجماهير سواء القدساوية أو غير القدساوية كون اهتمامي الآن منصبا على بقاء الفريق بين الكبار؛ كون موضوع العقد مجرد مسألة وقت وبإذن الله ننتهي من كل شيء. ما حقيقة مفاوضات أندية الهلال والنصر والاتحاد معك خلال الفترة الماضية؟ * لا أخفيك سرا، أن هناك مفاوضات مع وكيل أعمالي من هذه الأندية التي ذكرتها لكن جميعها لم تصل للطابع الرسمي فقط مجرد مفاوضات شفوية، وأنا سمعت الكثير من هذا الكلام خلال الفترة الماضية لكن صدقني متى ما وصلني شيء رسمي سوف يتم الإعلان عنه في وقته وأمام وسائل الإعلام، لكن تأكد أنه لن يحدث أي شيء قبل نهاية الموسم حتى اضمن بقاء الفريق بين الكبار.. كلمة أخيرة.. الشكر لله أولا، ثم لكم؛ على حضوركم للنادي ودعمكم لنا من أجل إبراز الحقائق أمام القراء في ظل الأنباء التي تتردد بين فترة وأخرى حول عقدي أو انتقالي، وكل ذلك غير صحيح، وما أتمناه منكم هو دعمنا وإبراز جهودنا كفريق ومجموعة حتى يتحقق البقاء وإسعاد عشاق ومحبي القادسية وابناء الخبر وكذلك الشرقية.. ماجد النجراني