سقط أمس حوالي 45 قتيلا أثناء مواجهات بين الجيش التونسي ومسلحين إسلاميين حاولوا شن هجوم واسع على مدينة بن قردان الواقعة على الحدود مع ليبيا، خلال الساعات الاولى من فجر أمس وذلك بتنفيذ هجوم مسلّح على منطقتي الحرس والامن الوطنيين في بن قردان وبالتوازي حاولت مجموعة ارهابية اخرى اقتحام الثكنة العسكرية الكائنة وسط أحياء اولاد جلال. هذا وقد افاد شهود عيان انّ بعضا من المجموعات الارهابية التي انتشرت في مدينة بن قردان توجّهت للأهالي بالقول إنها «قادمة لتطبيق شرع الله وقتل الطواغيت»، وقد علمت صحيفة "اليوم" ان اشتباكات أدت الى مقتل 4 مدنيين من بينهم تلميذ وجرح 2 آخرين، وفق ما أكّده مصدر طبي من المستشفى المحلي في بن قردان. وأسفرت المواجهات حتى الان عن مقتل 45 إرهابيا والقبض على 6 آخرين، حسب الحصيلة الأوليّة، فيما تقوم وحدات مجابهة الإرهاب بمحاصرة 10 آخرين تحصنوا بمنزل في المنطقة. وفي تصريح لصحيفة "اليوم" أكد عمار الجريء الناشط في المجتمع المدني في بن قردان أن جثث الارهابيين المنتشرة في شوارع المنطقة هي لأشخاص من أبناء المنطقة وأن هوياتهم معروفة بالأسماء والوجوه، مضيفا أن مطاردات لعناصر أخرى تحصنت بالأماكن المهجورة وغابات الزياتين تجري الان في أطراف المدينة. كما انهم استولوا على سيارة اسعاف خلال مهاجمتهم للمستشفى الجهوي بالمنطقة بهدف استعمالها لتمويه الوحدات الامنية والمواطنين غير أن الجيش استطاع ايقافها. وأكد عمار الجريء، أن الإرهابي "مفتاح مانيطة" الذي سبق أن طلبت الداخلية التونسية الإبلاغ عنه ووضعته على قائمة المطلوبين، الذي تم القضاء عليه صباح أمس في بن قردان كان يستهدف منطقة الشرطة ومركز الديوانة، أما عن تفاصيل مقتل الإرهابي فقد افاد أن الإرهابي "مفتاح مانيطة" توجه بمفرده نحو منطقة الشرطة ومركز الديوانة بمدينة بن قردان وتحديدا بطريق المغرب العربي وبادر بإطلاق النار على بعد 15 مترا، وقد تم القضاء عليه من قبل الوحدات الامنية. وفي السياق ذاته أكّد ان الارهابيين نكلوا برئيس الفرقة المركزية لمكافحة الارهاب في منزله عبدالعاطي عبدالكبير قبل قتله لأنه كان على علم بمخططهم وبتنقلاتهم كما سبق له ان ألقى القبض على عديد من العناصر الارهابية وبعض المهربين في بن قردان. وقررت السلطات الامنية غلق معبر رأس جدير، في حين تشهد المنطقة تعزيزات أمنية كبيرة وغلق المنافذ المؤدية لبن قردان. وتحلّق حاليا طائرة هيلكوبتر فوق المدينة. كما دعت السلطات الامنية كل المدنيين ببن قردان الى البقاء في منازلهم، وعدم الدخول في اي مواجهات مع أي طرف ارهابي.