في كل دوريات العالم عندما تبدأ مباراة كرة القدم نجد ان هناك هدوءا كبيرا في دكة الاحتياط، وهذا الهدوء يعطي للمدرب فرصة للتفكير وقراءة المباراة، واعطاء التوجيهات واخذ القرارات. وفي دورياتنا وفي الكثير من المباريات تجد ان هناك في دكة الاحتياط فوضى غريبة، اشبه (بسوق الحراج) عندما تبدأ المباراة، فلا تعرف وقتها من هو المدرب ومن هو الإداري. لا يزال الكثير من الإداريين وبعض رؤساء الأندية يتعدون حدودهم في دكة الاحتياط، ويسببون الكثير من الحرج للمدربين، ولا يعرفون ان وقوفهم وتوجيههم وكثرة احتجاجاتهم اثناء المباراة امر سلبي جدا. بعض الإداريين يحب عندما تبدأ المباراة ان يتقمص دور المدرب، وتجده يعطي التعليمات ويتفاعل مع المباراة، حتى يوضح للمتابعين انه يفهم في كرة القدم، وانه السبب الرئيسي في نجاح المدرب!!. أتفهم أن هناك (رؤساء اندية واداريين) يفهمون كره القدم، ومنهم من كان لاعبا سابقا، ومنهم من يملك النظرة الجيدة، ولكن كل هذه الأمور لا تعطيه الحق ان يقف في دكة الاحتياط ويقوم بدور المدرب. البعض من هؤلاء الإداريين يضعون المدرب في ملعب المباراة في حرج كبير، فتجده يفقد اعصابه وتفكيره، فهناك منهم من يقول: يجب ان نهاجم. وهناك من يقول: لابد من التغيير. وآخر يقول: المدرب بدأ بتشكيل خاطئ.. بما معناه ان المدرب خطأ وهم الصح!!. يجب ان يفهم الكثير من الإداريين ان دورهم في الملعب (اداري) وليس (فنيا) واذا كان احدهم يرى في نفسه انه افهم واعلم من المدرب، بالإمكان ابلاغ ادارة ناديه برغبته في تدريب الفريق. الإداري في دكة الاحتياط وجوده للأمور الإدارية، واذا كان غير قادر على ضبط اعصابه يمكن له ان يأخذ مكانا له في المدرجات؛ فالصراخ وكثرة القيام من مقعده بالدكة ما هو إلا عدم احترام المدرب وليس حبا للفريق كما يعتقد. نعم، هناك مدربون (ضعفاء شخصية) ولا يستيطعون السيطرة على دكة الاحتياط، وبالمقابل هناك مدربون (اقوياء شخصية) يستطيعون وضع حد ونظام لدكة الاحتياط والجميع يحترمه. وهناك الكثير من الإداريين يغضب عندما يبلغه المدرب بعدم القيام والتوجيه اثناء المباراة، فمنهم من يحترم قرار المدرب ويتفهم ذلك، ومنهم من يغضب ويبدأ بوضع العراقيل امام المدرب حتى لا ينجح. شاهدوا اي مباراة في الدوري (الأسباني أو الإيطالي أو الألماني أو الانجليزي أو الفرنسي) هل تجدون احدا يقوم بالتوجيه اثناء المباراه غير المدرب؟ حتى المساعد من النادر ان تشاهده يقوم بالتوجيه. هؤلاء يحترمون مهنة المدرب، ويعرفون أنه عندما تبدأ المباراة أداورهم كلها تنتهي، ويبدأ فقط دور المدرب، فهو المسؤل الأول والأخير عن كل شيء، حتى وان اخطأ، ولهذا لا نجد الفوضى لديهم. أخيرا.. إلى كل الإداريين الذين يجلسون على دكة الاحتياط.. احترموا المدرب والتزموا الصمت، وأعطوه حرية اتخاذ القرارات، وان كنتم لا تستطيعون الجلوس وتحبون التوجيه، أنصحكم: أقيلوا المدرب واجلسوا مكانه افضل لكم، أو استمروا في سوق الحراج الذي انتم فيه.