لقد تطورت المملكة العربية السعودية بشكل إيجابي وسريع وشمل ذلك كافة المجالات سواء العمرانية أو الصناعية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها، وقد عم هذا التطور كافة مناطق وطننا العزيز بحيث استفاد المواطن من هذه التنمية بصورة مباشرة،،، ولا شك أن هذا التطور قد استنفد جزءا كبيرا من الثروة الوطنية التي سُخرت لعمل المشاريع بمختلف أنواعها. إن الثروة الوطنية للدولة تعتبر العمود الفقري للنهضة والتطور وهي الآلية التي تنفق على برامج التنمية المختلفة التي تساعد المواطن على العيش الكريم والكسب المادي المناسب، بالإضافة إلى توفير الخدمات المطلوبة للحياة الجيدة، لذا فان المحافظة على هذه الثروة من الأموال والمكتسبات أمر هام جدا ولا ينبغي التساهل فيه لان هذه الأموال تخص كافة أبناء الشعب وليست مخصصة لاحد دون الآخر وكذلك هي موارد عامة مطلوبة لتنفيذ برامج التنمية الوطنية،،، لذلك فان إهدار المال العام الذي يعتبر ثروة وطنية هو جريمة كبيرة يجب أن يعاقب عليها النظام بحزم وبشدة سواء تم ارتكاب هذا الهدر من قبل المواطن أو الموظف أو المسئول، وهذا الإضرار بالمال العام يشمل الاختلاس أو الرشوة أو سوء تنفيذ المشاريع أو إتلاف الممتلكات العامة أو أخذ الأراضي العامة، وغيرها من التجاوزات التي تؤثر على موجودات الدولة بأي شكل من الاشكال سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة لان هذه الثروة هي ملك لأبناء الوطن جميعاً وجزء من موارد بلادنا الغالية. إن المحافظة على الثروة الوطنية أمر هام وحساس لمستقبل بلاد الحرمين الشريفين - رعاها الله - لانه يؤصل مبدأ حسن استخدام المال العام الذي يشكل المصدر الأساسي لاستمرار نهضة وتطور البلد، وكذلك يشكل مبدأ الشفافية في كافة مرافق الدولة التي هي عنصر أساسي وإيجابي في جودة برامج التنمية وتطويرها للأحسن بما يخدم الدولة بجميع مرافقها... وإلى الأمام يا بلادي.