البراهين تثبت أن بلادنا تواجه حربا خفية يسعى فيها الأعداء إلى تدمير واستلاب عقول أبنائنا .. وما نشاهده ونسمع عنه من ( ضبطيات ) لاطنان المخدرات أكبر شاهد على ذلك. السؤال : لو لم يثق الأعداء في مقدرتهم على ترويج تلك الكميات الهائلة من السموم هل كانوا جلبوها الى بلادنا بكل طرقهم وأساليبهم الاحترافية التي قد لا تخطر على البال ؟ نقول السؤال بطريقة أخرى : لو لم يثق هؤلاء الأعداء في أن لهم زبائن هل يمكنهم المجازفة بحياتهم متناسين عقوبة القتل؟!!! ربما الأعداء سواء كانوا أفرادا أو جماعات أحزابا أو دولا مهما كانت أهدافهم يبقى الوطن في بنيته الاساسية بأعز واغلى ما يملك وهم شبابه وهم المقصد. دائما - وللأسف - نفكر ونحلل الكثير من مشاكلنا دون أن يكون في الحسبان أننا جزء من المشكلة إن لم نكن كل المشكلة، لذلك تبقى حجتنا أننا نراهن على ما يجب وما يفترض وفي النهاية نتحدث بكل مباهاة بأننا انشأنا العديد من المراكز التي تعالج الإدمان. لو تصفحنا ملفات المراجعين والمستفيدين من مراكز علاج المدمنين لخرجنا بنتيجة مفادها أن انجرارهم لعالم الإدمان يتمحور في عدة أسباب منها : التفكك الأسري، والطلاق، والحرمان العاطفي، والعنف، والفقر، والبطالة، والتهميش، والجهل، والفراغ، والكبت ...الخ. نلاحق شبابنا في الأسواق ونمنعهم ونتوقع السوء منهم وكأننا نوجههم للسوء، ونغلق الأبواب في وجوههم ليفتح الأعداء كل الأبواب لهم، ونعتقد أن أماكن الترفيه التى تحت رقابتنا خطر عليهم، بينما ما يمكنهم متابعته في الاستراحات الخاصة يفوق ما نعتقد !! لا نحتوي شبابنا بالحب، لكننا نتوقع منهم بعض السوء ليأتوا بكل السوء غير اننا نؤمن بأنهم خلقوا لزمان غير زماننا!! ويبقى الأعداء هم من يحتوي ويؤثر ونكون نحن الداعم للحرب الخفية التي يختفي عنها حتى العقلاء ليس لأنهم لا يعرفون بعض الحلول، لكنهم ينأون بأنفسهم عنها !! لا نريد أن نكون مشاركين في حرب خفية لا تخفى علينا نعلمها ولا نعقلها.