من منا لا يعرف الدجاج أو من لم يرب ذلك الصوص الصغير ذا الألوان الجميلة والذي يكبر ليصبح دجاجاً أو ديكاً وهنا الأغلب الذين يربون الدجاج بحظائر كبيرة تحتوي على المئات منهم وايضاً للديكة والتي تعد عنصرا اساسيا للتكاثر، هم بالأحرى الذين سيكونون على علم تام او الاقرب للتام حين أتحدث عن هذه التصرفات. لطالما توارد لذهني لماذا إذا ذهب أحدنا للنوم بعد الغروب مباشرة قالوا له (أنت دجاجة) حتى أدركت أن هذا الكائن يغلق عينيه حين تغرب الشمس ويفتحها بمجرد ظهور أشعتها وهي حال الديك كذلك، تربينا على أن صياح الديك يعني رؤية ملاك مما حذا بالكل إلى اقتنائه ليعلم وقت النزول ولم يفكر اي احد.. الملائكة تتنزل في كل وقت وكل ساعة لتسمع داعي الله وتنفذ أوامر الله برا وبحراً وفي جميع أنحاء الخليقة فلم الاقتناء؟. ناهيك على أن الدجاج حين يرى الديك يخرج من محميته التي لا يشاركه فيه أحد، تبدأ بالركض تجاهه ولكن لا تقترب منه بل تبدأ بنفخ صدرها والمشي بخيلاء ورفع جناحيها ونفضها بالهواء وكأنها طاووس وهي بالأصل دجاجة ولكنها تجمل نفسها قدر الاستطاعة حتى يختارها الديك فيكون التلقيح من نصيبها وفي اليوم التالي أكاد أحلف انه لن يعرف هل هي من اختارها أم الاخرى فالأصل أن كلهم دجاج. إلا أن هناك نوعاً من الدجاج مترفعاً بنفسه ولا أعلم هل هي طبيعة من خلقة الله سبحانه لها أم ماذا؟ ولكن هذا الدجاج لا يخرج من محميته ويظل دوماً على بيضة وحين يريد الديك منها أمراً يأتي هو إليها لا تأتي هي إليه كالمجموعة الأخري، ولو اقتحم ديك آخر هذه المحمية ستبدأ المعارك بينهما لأنه لا يقبل المشاطرة بالدجاج ويحب أن يكون المسيطر المهيمن المخدوم من قبلهم ولن يقبل أن ينافسه ديك أقوى أو أصغر أو اجمل منه والمؤكد أن الغلبة للأقوى والطرد سيكون للأضعف. مالي واستعراض الدجاج؟ اللبيب بالإشارة سيفهم ما معنى هذا الكلام.. ومالي واستعراض الدجاج والذي تراءى لي ذلك اليوم وأنا في الخارج أتسوق حين رأيت الفتيات يستعرضن بإظهار أجمل ما لديهن من أجسام بتلك الملابس والعباءات الناقصة الحشمة وبتلك الألوان التي ابدعن برسمها على ملامحهن حتى تقول (هأنذا) وكل هذا حتى تكون الأقوى في استمالة الديك.. عذراً.. الرجل الذي ينظر من ستكون منهن المطيعة له حتى إذا انتهى منها ذهب يبحث عن الدجاجة الأخرى.. عذراً.. الفتاة الأخرى وحين تتواجه قوتان يبدأ العراك بالألسن بأن كلا منهما رأى هذه الدجاجة (الفتاة) أولاً وهي من حقه والأدهى أن هذه الدجاجة «الفتاة» تقوم بالضحك حين ترى أن الرجل الديك يتعارك لأجلها ولم تكلف نفسها لماذا؟؟ هل لجمالها أم لتسليته والقضاء على وقت فراغه أو للاستعراض أمام مجموعة الديكة أصحابه بصيد أم، أم!!! وان فرضت أن الدجاج يفعل هذه التصرفات لأنه طائر لا عقل له ولا فكر.. فكيف بالفتاة أو المرأة والتي خلقت بعقل يدير قارات ويكيد ويدبر ويحيك ويتآمر ويخلب عقل ذي اللب؟ الكلام لك فاسمعي يا جارة.. وكوني امرأة لا دجاجة، لديكٍ لن يعرفك بعد الانتهاء مما يريده منك بل سيعرف من سيسعى لها للاستقرار فقط وليس لقضاء وقت الفراغ وتفريغ طاقته العاطفية.