أكد عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان المالكي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أهمية النصيحة ووجوبها وأنها من أعظم الحقوق بين المسلمين، مشيرا إلى حصر الرسول صلى الله عليه وسلم الدين في النصيحة، حينما قال عليه الصلاة والسلام (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). ونوّه في حديث ضمن النشاط العلمي لبرنامج القيم العليا للإسلام ونبذه التطرف والإرهاب الذي تشرف عليه الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، إلى أهمية النصيحة بوصفها من أسمى تعابير الصدق بين المسلمين، لما لها من دلالات واسعة وآثار حميدة، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا غنى لمخلوق عن النصيحة سواءً كانت موجهة للحاكم أو العالم أو المعلم أو رب الأسرة أو المجتمع بجميع شرائحه. وعد النصيحة معياراً للحب الصادق وعنواناً للأخوة الخالصة، انطلاقاً من غايتها في إرادة الخير بصورِهِ المتنوعة للمنصوح، لافتا إلى أن النصيحة سبب في نشر الأخوّة وزيادة الألفة، وهي ما يسهم في التأليف بين قلوب الناس. وقال الشيخ ابن حميد إن هناك عدداً من الآداب التي يجب مراعاتها عند تقديم النصيحة، يأتي في مقدمتها صفة السرية والإخلاص في إرادة الخير للمنصوح، والصبر على ما قد يصدر منه من تصرف منفّر، إضافة إلى إحسان الظن والتماس العذر والتخلي عن الهوى، مشيراً إلى أهمية الرفق واللين واختيار الوقت المناسب لتأدية النصيحة. وشدد معالي الدكتور صالح بن حميد في ختام حديثه على أهمية الحفاظ على قيمة التناصح، مبيّناً أن ضعفها يكون سبباً في وجود آفات كثيرة من غيبةٍ ونميمةْ واحتقار واستهزاء، وفشو للمنكرات وانتشار للخطيئة والفرقة والنفرة.