أدّتْ تداعيات الربيع العربي، والأحداث التي شهدتها المنطقة إلى تضعضع مظلة الأمن القومي العربي والإسلامي، ومن ثم أعلن ذوو الأطماع أنهم باتوا أمام فرصة تاريخية للنيل من الأمة، وتنفيذ مآربهم وأحلامهم،، فيما الوطن العربي، وبسبب الهجمة الصفوية الصهيونية العدوانية المتوحشة، يوزع لاجئيه ونازحيه هنا وهناك، ويلوّن تربته بدماء أبنائه في تضحيات مجانية لا مستفيد منها سوى أعداء الأمة والمتربصين بها. وفي ظل هذا الواقع المرير الذي تتنازعه العواصف، كانت الأمة بأمس الحاجة إلى وجود قائد فذ، يُجيد قراءة المشهد، ويُدرك المآلات التي ستؤول إليها الحال إن لم يتم تفادي النتائج الكارثية، ليأخذ بزمام المبادرة، ويبدأ في رتق فتوق تلك المظلة، ويعيد تثبيتها أمام قوى البغي والعدوان، ويُعيد بالتالي تصويب البوصلة باتجاه الأعداء المتربصين، ويمنع من استفراد الطامعين بالأمة بلدا بلدا، ويبعث بالرسالة الأهم إليهم أن هذا الأمة ومهما ادلهمتْ عليها الخطوب فإنها ستبقى يقظة تماما لما يُحاك لها من الدسائس، فكان أن بدأ زعيم الحزم والعزم بالمواجهة العسكرية المباشرة من خلال التحالف لمنع سقوط اليمن بيد الصفوية، والعمل مع التحالف الدولي أيضا لضرب الإرهاب أينما كان، ودعم نضال الشعب السوري الذي زج به النظام على قاعدة أنا ومن بعدي الطوفان في لجج الإرهاب والمنظمات الإرهابية من كل جنس ولون، ليكمل الزعيم سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، هذه المنجزات التاريخية بإعادة بناء مظلة الأمن القومي والإسلامي على أسس متينة بتحالف يضم عشرين دولة عربية وإسلامية في أضخم مناورات عسكرية تشهدها المنطقة، لا تزال تجري تدريباتها واستعداداتها في شمال المملكة على مقربة من الساحات المتفجرة، تحت مسمى «رعد الشمال»، ليسمع صداها كل من حاول أن يسد أذنيه فيما مضى بطين الطمع وعجين أوهام القوة، ليفيق من أوهامه. والتحالف العسكري العربي الإسلامي، يهدف إلى استراداد هيبة الأمة، ويعلن جاهزيته لحماية أمن المنطقة والإقليم، واستعداده للنفير لكبح جماح كل الخارجين على مبادئ الدين والرحمة والنظام، ممن استخفوا بقوة الأمة، وتوهموا ضعفها وهوانها، متناسين أن الأمة التي أنجبتْ سلسلة من العظماء على مرّ التاريخ، والذين حفظوا لها استقلالها لن تعدم قائدا حازما كسلمان بن عبدالعزيز، يستطيع أن يزيح عن الأعين ساتر الهوان والاستكانة، وسديم الذل والانكسار، ليفرض بالتالي من خلال رسالة «رعد الشمال» على كل القوى المتنمرة في المنطقة أن تعيد ترتيب حساباتها، والتي أفضتْ حتى الآن لأول هدنة يتم فيها تحييد أزيز الرصاص، واختبار الطريق الموصل للحل السلمي في سوريا الذي يحقن دماء الشعوب، ويقمع قوى البغي والعدوان.