البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    خيسوس يحقّق جائزة أفضل مدرب في الشرق الأوسط لعام 2024    المملكة تدين وتستنكر بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال الإسرائيلية مستشفى في غزة    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    اتهامات لنتنياهو بعرقلتها.. تضاؤل فرص إبرام هدنة غزة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    دار الملاحظة الأجتماعية بجازان تشارك في مبادرة "التنشئة التربويه بين الواقع والمأمول "    الذهب يستقر وسط التوترات الجيوسياسية ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    مدرب اليمن يستهدف فوز أول على البحرين    مدرب العراق: سأواجه «السعودية» بالأساسيين    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    الأمن.. ظلال وارفة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    أهلا بالعالم    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    كرة القدم قبل القبيلة؟!    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    وسومها في خشومها    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    رفاهية الاختيار    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    منتخبنا كان عظيماً !    استثمار و(استحمار) !    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حلاوةُ ولاةِ الأمر    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكبر الصعوبات تواجهنا بسبب قصور التوعية بالأسس البسيطة للسلامة
حوادث حريق المنازل أعلى نسبة وأكثر وفيات وأخطر إصابات
نشر في اليوم يوم 28 - 02 - 2016

الإعلام وقاية.. شعار تبنته إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، عنواناً لأهداف التوعية المتزامنة مع اليوم العالمي للدفاع المدني، ويأتي الشعار للتأكيد على أهمية الدور الذي يلعبه الاعلام في زيادة معدل الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع بمخاطر حوادث الحريق والحوادث الطبيعية وما الطرق المثلى لأخذ الحيطة منها او كيفية التعامل معها عند حدوثها.
إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية اختارت صحيفة «اليوم» لتكون شريكا استراتيجيا ومنبرا يصل برسائلها التوعوية ونصائحها الوقائية إلى أكبر شريحة ممكنة من سكان المنطقة الشرقية وذلك من خلال ندوة استضافت الصحيفة فيها سعادة اللواء أسعد العثمان مدير إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، والعقيد منصور الدوسري، المتحدث الرسمي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية رئيس لجنة الاحتفال باليوم الوطني، والمقدم عبدالرحمن الباحوث مدير شعبة الشرطة العسكرية بالإدارة العامة للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية والمشرف على جناح الدفاع المدني في معرض الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، والرائد عبدالهادي الشهراني مدير ادارة التوعية الوقائية وضابط الاتصال بين الجهات المشاركة باليوم العالمي للدفاع المدني، والمهندس على مختار رئيس جمعية مهندسي الوقاية من الحريق.
* لماذ (الإعلام وقاية) شعار هذا العام للاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني؟
يقول اللواء أسعد العثمان مدير ادارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية: لا يمكن إغفال الدور الرئيس الذي يقوم به الإعلام في توعية وتثقيف كافة فئات المجتمع، ونحن اليوم نؤكد على ذلك خاصة في صحيفة «اليوم» التي نعلم أنها الخيار الأول للباحث عن المعلومة التي تتعلق بالمنطقة الشرقية، وللإعلام بشكل عام جهود ملموسة تسهم منذ سنوات بشكل أو بآخر في دعم الأدوار التي يقوم بها الدفاع المدني ومن واقع التجارب فإن أغلب الصعوبات التي تواجهنا تأتي من قصور في الجانب التوعوي بالأسس البسيطة للسلامة سواء في المواقع السكنية او الشركات والمنشآت، ومن هذا المنطلق وجدنا ان التعاون مع الاعلام في سبيل ايجاد الحلول وإيصال الرسائل التوعوية للمواطنين لكي نصل إلى تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها هذا الجهاز، والتي يمكن تلخيصها في حماية الأرواح بالدرجة الأولى ثم حماية الممتلكات الخاصة والعامة سواء ضد الحرائق او الكوارث الطبيعية مثل السيول والزلازل وفي الحالات الأخرى يكون جهاز الدفاع المدني مسؤولا عن إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي.
* إذا ما رؤيتكم لطبيعة هذا التعاون بين الإعلام والدفاع المدني؟
يضيف اللواء أسعد العثمان: إنه مع بداية التخطيط لهذه المسألة تم عقد عدة اجتماعات تحضيرية لوضع خطط العمل الخاصة باليوم العالمي للدفاع المدني، وأن اختيار شعار الاعلام وقاية يأتي من باب الإيمان بأهمية دور الاعلام ليكون جزءا مهما من الحل في واحدة من أهم المشاكل التي نرصدها من خلال عملنا اليومي، فنحن نباشر أعدادا متفاوتة من الحوادث اليومية المختلفة في طبيعتها ولكن تظل المشكلة في ذلك الموقع الذي لا يمكننا الدخول اليه من الأساس وتقع نتيجة قصور في مبادئ السلامة من اصحابه وهنا اتحدث عن المنازل، وهي المشكلة التي كثفنا لها جهودا توعوية خاصة بها وقدمنا العديد من المحاضرات في هذا الشأن سواء في المدارس أو الجامعات او المجمعات التجارية، وكذلك عن طريق وسائل اخرى مثل توزيع البروشورات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما نلمس ولله الحمد تأثيره في زيادة نسبة الوعي وتناقص عدد الحوادث ولكن لا نزال نرغب في تحسين الأداء ورفع مستوى الإدراك بهذا الشأن.
* في أي الجوانب يمكن ان نتلمس تحسن مستوى الوعي؟
هناك تحسن ملموس بالنسبة لما يتعلق بحوادث الحريق في المنازل لكن اجد ان الوقت ما زال مبكرا لنصل إلى مرحلة الرضا خاصة في ظل وجود نسبة لا يستهان بها من حالات الوفاة الناتجة عن افتقار المنازل إلى الشيء البسيط من وسائل السلامة، مثل كاشف الدخان وهو متوفر بأثمان رخيصة لكن فائدته كبيرة في تحذير اهل المنزل من وجود الحريق، بالتالي تجاوزه بأقل الخسائر كذلك لا تزال بعض المنازل تستخدم شبك المحمية وهو من الأمور التي نحذر منها دوما، أيضاً عدم توعية الآباء للابناء عن مخاطر الحريق والبعد عن العبث وكيفية الإخلاء في حال وقوعه، وإغفال بعض الأمور استهتارا بنتائجها قد يسبب كوارث كبيرة ولعلي استشهد بمثال وقع في أحد المساكن حين كان هناك مشكلة كهربائية في جرس الباب تدعه يرن في اوقات متفاوتة، لكن اصحاب المنزل لم يلتفتوا لإصلاحه وذات يوم تسبب في وقوع حريق نتج عنه وفيات وفي حادثة اخرى قد يصعب تصديقها ان الوالدين يذهبان إلى العمل ويتركان 4 اطفال دون سن السادسة وحدهم بالشقة لمدة 7 ساعات يوميا، وفي احد الايام نشب حريق لاحظه أحد الجيران الذي اسرع بإبلاغ الدفاع المدني ولله الحمد تمكنا من انقاذ جميع الاطفال، لكن نعود إلى مسألة مستوى الوعي بمخاطر الحريق بالمجتمع وضرورة التأكيد عليها عبر مختلف الوسائل المتاحة.
* هل تختلف الرسائل التوعوية المخصصة لكل موسم عن الموسم الآخر؟
يجيب اللواء أسعد العثمان: بالتأكيد فإضافة إلى نصائح السلامة العامة هناك رسائل توعوية مرتبطة بالمواسم والدفاع المدني يقوم بحملات على مدار العام تراعي تغير فصول السنة مثالا الصيف لن يكون التركيز على مخاطر سخانات المياه او إشعال النار بالمنزل، بينما في الفترة الحالية كنا نعيش أجواء فصل الشتاء حيث يستخدم الكثيرون الجمر للتدفئة وهو أمر وجب التوعية منه حيث يشكل خطورة خاصة في الحالات التي تقوم بإشعال النار بموقد خارجي ثم تقوم بإدخاله إلى المنزل او الخيمة في ظروف تهوية غير مكتملة، بعد أن يتحول الى جمر غير مدركين انه بهذه الحالة يخرج اول اكسيد الكربون وهو غاز لا يحتوي على رائحة ويسبب الخمول، وهنا تكمن الخطورة ففي كثير من الحالات يسبب الاغماء ويصبح الانسان غير قادر على الحركة وحتى لو تم تداركه واخراجه يكون ذلك بعد ان تمكن اول اكسيد الكربون من الدم، فهو يتفاعل 240 ضعفا عن ثاني اكسيد الكربون مع الدم والانسان، ويتلف بهذه الحالة جزءاً كبيراً من الخلايا وهو أمر يجعلنا نعود إلى التأكيد على التوعية وضرورة الالتزام بالنصائح الوقائية التي تتعلق بهذا الخصوص، مثال آخر على التوعية الموسمية هو ما يحدث مواسم الامطار حيث يتم الاعلان عن مواقع تجمع السيول ونشر التحذيرات من الخروج إلى مواقع محددة بغرض تفادي مخاطرها، وهو ما يلتزم به شريحة كبيرة من المواطنين ولله الحمد ولكن للاسف تجد البعض من عشاق التحدي والاستعراض دون النظر لعواقب الامور يتعمد الذهاب إلى تلك المواقع وتكون حياتهم ثمناً لذلك التهور، وهو امر يجعلنا دوما نبحث عن المزيد من الحلول التوعوية فلا نزال نشعر ان الطريق امامنا طويل لنبلغ مرحلة الاطمئنان لمستوى الوعي الذي وان كانت بوادره ايجابية لكن النتائج التي بين ايدينا تجعلنا دوما نبحث عن المزيد من الجهد والتوعية؛ لذلك نعتزم ان تمتد هذه الرسالة على مدار العام وليس فقط أن تقتصر على اليوم العالمي للدفاع المدني.
* هل يمكن حصر السبب الرئيس للحوادث في عدم التزام المواطن بالنصيحة؟
يقول المهندس على مختار رئيس جمعية مهندسي الوقاية من الحريق: مهما قدمنا من برامج توعوية فإن المسؤولية الأكبر في هذا الجانب تقع على عاتق المتلقي فهو المناط بهذا الدور وبان يكون لديه الإلمام والاستيعاب بأهمية التقيد بما يرد في هذه النصائح التوعوية ومدى الفائدة التي ستنعكس من جراء ذلك على ذاته واسرته أو المنشأة التي هو مسؤول عنها وكيف سيسهم تقيده بتلك النصائح في الحد من تعرضها للحرائق او الحوادث بإذن الله.
ما حجم التوافق بين وعي الناس بالرسائل الإرشادية وتطبيقهم لها ؟
يقول العقيد منصور الدوسري المتحدث الرسمي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية: أغلب أفراد المجتمع لديهم الوعي بمخاطر الحريق والإهمال، حتى الرجل البسيط الذي لم يتلق التعليم لن يحتاج إلى بروشور أو إلى انترنت لكي يعلم أن النار تشكل مصدر خطر، ولكن حرصه على التقيد بالوقاية منها يتفاوت بين إنسان لآخر وحتى من منظور ديني فان الاسلام يأمر بان يتجنب الانسان تعريض نفسه واسرته للخطر، فالاشكالية ليست في مستوى الوعي بحد ذاته بل هي في مدى الالتزام بتطبيقه على ارض الواقع.
ويضيف اللواء العثمان في إجابة على ذات السؤال: التسويف في أمور السلامة هو أكبر مشكلة تبدر من رب الاسرة ولكن ولله الحمد الكثير منهم بدأ يستجيب، والدليل ان عدد الحوادث وعدد الوفيات بدأ يشهد انخفاضاً في الإحصائيات الاخيرة بالمقارنة مع التوسع العمراني الذي تشهده المنطقة يوازيه التوسع السكاني، ورغم الاستقرار في نسب الوفيات وتسجيل معدل 35 حادثا انخفاضا عن العام الماضي.
* نود التعرف على مجالات أخرى غير التوعوية تعملون فيها لتحقيق السلامة؟
يقول اللواء العثمان: كما ذكرت سابقا نحن لا نزال نجد انفسنا راغبين في المضي قدما لتحقيق نتائج افضل ونعمل لأجل ضمان السلامة للجميع بمختلف الوسائل، وهو المنطلق الذي كثفنا لأجله الحملات التفتيشية وقمنا بإرسال دوريات السلامة إلى مختلف المواقع بالمنطقة شملت 42000 حملة قمنا بعد ذلك بدراسة نتائجها ووجدنا حوالي 870 مخالفاً تم على إثرها القيام بالإجراءات النظامية، كما شملت هذه الحملات عدداً من المستشفيات الحكومية والخاصة تم على اثرها رصد عدد من المخالفات وعمل التقارير اللازمة عنها، وبطبيعة الحال نعمل معها لأجل تحسين مستوى السلامة وتعديل اوضاعها ويتم التنسيق دوما مع المختص بأعمال السلامة الذي يمثل همزة وصل ومنفذا لمتطلبات السلامة الخاصة بالجهة التي يمثلها، كما قمنا بجولات شملت المباني العالية التي يزيد ارتفاعها عن 30 دورا تم مخالفة 45 منشأة.
* صف لنا طبيعة عمل الحملة؟
يقول اللواء العثمان: يمكن تلخيص دور الحملة في خروج فريق يتأكد من سلامة البناء على مختلف الاصعدة، فهناك مختصون في وسائل السلامة داخل المبنى وهناك فريق يعمل على معرفة ملاءمة الموقع لفرق الاطفاء، والتأكد من توافر العوامل التي تسهل مهمته في مباشرة الحوادث، وهو ما يسهم ايضا في وضع تصور لكثير من المواقع وكيفية مباشرتها عند اللزوم خاصة المواقع الحساسة والتي تقع داخل احياء سكنية، وكذلك تسهم هذه الحملات في معالجة الكثير من الاخطاء التي تبدر من اصحاب المنشآت والمحلات التجارية والمستودعات والذين تختلف سرعة استجابتهم من مستثمر لآخر، فبعضهم يجدها فرصة لتحسين وضعه بما يتعلق بإجراءات السلامة وبعضهم لا يتجاوب او يسوف فعندها يتم التعامل معهم وفق الانظمة.
* هل شملت الحملة مؤسسات تعليمية؟
بدون شك وقد شملت الحملات الأخيرة قرابة 1900 مدرسة بالشرقية ويمكننا القول ان هناك تحسناً واستجابة نتج عنهما اصلاح اوضاع السلامة في العديد من المدارس، ويوجد تنسيق دائم بيننا وبين إدارة التعليم في هذا المجال ولعمل دورات للمخصصين في سلامة المدارس كما ألقينا العديد من المحاضرات بالمدارس وتم اصلاح اوضاع الكثير منها وتزويدها بخطط الاخلاء.
* ذكرتم أن المنازل هي أصعب المواقع في التعاون ما الإجراءات المتخذة لتقليل تلك الصعوبات؟
يمكننا القول إن أكبر مشكلة واكثر نسب للحوادث والوفيات والإصابات هي حوادث المنازل فالكل يعلم ان للمنازل خصوصيتها ونحن لا ندخلها ضمن الحملات الا اذا كان هناك شيء واضح او انهيار جزئي في حالات خاصة توجب التدخل، لذلك نستعيض بهذا الجانب بتكثيف التوعية فهي الحل الامثل الذي يجب التركيز عليه خاصة بعد ان لمسنا مردودها الايجابي الكبير، فلو ادرك البعض اهمية بعض الامور مثل خطة اخلاء للابناء ففي بعض الحالات وجدنا الابناء مختبئين داخل دولاب الملابس او تحت الاسرة، وهو دليل عدم دراية بما يجب عمله في هذه الحالة، أيضا لماذا اغلب البيوت ليس بها كاشف الحريق رغم علمنا انه يجنب الكثير من الحوادث التي قد ينجم عنها وفيات خاصة تلك التي تحدث بالليل حين يكون الناس نياما ولا يتم اكتشاف الحريق الا في وقت متأخر، بينما لو وجد كاشف الدخان لكان سببا في ان يحذرهم في وقت مناسب، فالدفاع المدني لا يمكنه التحرك قبل استلام البلاغ لكن بحال اذا جاء البلاغ قبلها بوقت كاف يمكننا الوصول إلى نتائج افضل وتجنب الكثير من الخسائر.
* ما الذي يجعل الإجراءات الاستباقية صعبة في المنازل؟
يشير العقيد منصور الدوسري إلى أن المنازل لها خصوصية وكل منزل له تصميم مختلف ويتفاوت بحجم الأسرة وكذلك مستوى الثقافة والجنسيات وهو امر يترك بصمته في تفاوت نسبة الحوادث بينها، ولكن بالإجمال فإن نسبة حوادث الحريق الناتجة عن الكهرباء وصلت في العام الماضي إلى 37% والسبب عائد إلى رداءه الاسلاك او زيادة نسبة التحميل على المقابس، وهنا ننوه الى ان الحيطة والوقاية هما سبيل النجاة فمهما بلغت امكانات الدفاع المدني من التطور لن يكون الاعتماد عليها هو الحل خاصة اذا علمنا ان الوفاة تحدث خلال (اربع دقائق ونصف) فقط من التعرض للدخان، لذا يجب على رب الاسرة عدم التسويف وان يفعل ما يلزمه لسلامته وسلامة اسرته باقل تكلفة واكبر فائدة وهي بسيطة، لكن بعض التصرفات مثل استخدام مواد سريعة الاشتعال او توصيلات رديئة الصنع او غير ذلك من الامور التي تؤدي لوقوع حوادث الحريق في الاصل رغم ان المباني سليمة وآمنة بالأصل في أغلب الحالات خاصة المباني الحديثة، ولكن مثل هذه التصرفات ايضا بعض الاضافات مثل شبك الحماية وحواجز الشبابيك التي تعتبر مخارج طوارئ.
* كيف تقيمون مستوى السلامة أو الخطورة في المباني القديمة؟
إن اغفال وجود متطلبات بسيطة سيكون لها اثره حتى لو كان المبنى حديثا لكن في حال المباني القديمة حيث توجد فوضى بالتصميم خاصة عند ادخال غرف او تعديلات لتغيير حاجة الاستفادة او الغاء ممر او منور، فانت كثفت قابلية بقاء الدخان ولم تترك المجال لتسربه ايضا اضعفت فرص الاخلاء، فمثل هذه التصرفات هي التي تسبب الحوادث على عكس اغلب المباني الحديثة التي نجدها مهيأة للسكن وفقا لاشتراطات السلامة الحديثة، وهو ما نلمسه خلال مباشرتنا للبلاغات اليومية التي تصل الى 60 بلاغا يوميا على مستوى الشرقية 25% منها يكون من الأحساء وذلك قياسا على اتساع مساحتها ونسبة المزارع والكثافة السكانية.
* ذكرتم ان الاسلاك الرديئة سبب رئيس للحرائق فهل من تعاون مع جهات أخرى في هذا الخصوص؟
هناك جهود كبيرة من وزارة التجارة والجمارك لمكافحة وجود هذه البضائع ونتوقع بالمستقبل القريب ان يتم السيطرة عليها بشكل كامل، ومن ناحيتنا نتعاون معهم بان نحرص على تحليل اسباب الحوادث وان وجدنا ان مسببها كان احد التوصيلات نقوم بمخاطبة وزارة التجارة لكي تقوم بدورها بملاحقة الجهة المستوردة.
* إلى أي مدى أنتم راضون عن المستوى التقني لجهازكم؟
لله الحمد فإن الدفاع المدني يحظى دوما بدعم القيادة الرشيدة وقد تم الانتهاء من خطة توسعية بنسبة 40%، ناهيك ان الاجهزة والمعدات التي يمتلكها تعتبر الاحدث على مستوى العالم. ويضيف العقيد الدوسري الدوسري: إن الدفاع المدني بالمملكة قد تطور عبر السنوات ليصل إلى عشرات المراكز والفرق المنتشرة في المدن والقرى ويغطي كافة اجزاء المنطقة الشرقية، كما يحرص على تطوير افراده بشكل مستمر عبر الدورات والمحاضرات وذلك من خلال العديد من الضباط الأكاديميين والمتخصصين لأغراض التدريب والتوعية المستمرة.
* سلوك السائقين في الشوارع ومدى تجاوبهم مع سيارات الدفاع المدني؟
يقول اللواء العثمان انه من المشاكل التي تواجهنا في عمليات التنقل هو تصرف السائقين فمن جانب هناك من لا يحرص على فسح المجال لسيارة الدفاع المدني لتجاوزه، ومن جانب آخر هناك من يقوم بملاحقته لكي يستطيع المرور بشكل اسرع وهو الامر الذي يشكل ضغطا وارباكا لقائد المركبة خاصة انه يريد الوصول الى حادث يجهل معطياته، ومن وكم ضحية تنتظر الانقاذ فتعاون قائدي المركبات أعتبره ضعيفا قياسا على حجم الوعي باهمية الوقت الذي ترغب فرقة الدفاع المدني كسبه في سبيل الوصول للحادث،
* اليوم العالمي للدفاع المدني.. ماذا اعددتم له؟
يقول العقيد الدوسري انه فيما يتعلق بالاستعدادات فهناك معرض للسلامة في الظهران بمشاركة جهات حكومية وأهلية كثيرة ومتخصصة يتم خلاله عرض احدث وسائل السلامة، كما يصاحبه العديد من المحاضرات التوعوية وزيارات للمدارس وورش عمل مختلفة، وقد لمسنا خلال السنوات الأخيرة فرقاً كبيراً في التفاعل والوعي خاصة ان السنة لدينا 36 جهة مشاركة بالمعرض المصاحب، ويضيف المقدم عبدالرحمن الباحوث: ان المعرض هذه السنة له حلة مختلفة ويحتوي العديد من البرامج إضافة إلى اربعة اجنحة داخل الجناح الرئيسي تستهدف مختلف الفئات العمرية خاصة صغار السن الذين لهم نصيب كبير من تلك البرامج والمشاركات التي تهدف لرفع مستوى الوعي الذي نتحدث عنه منذ البداية بهدف ان نصل الى جيل يرتفع لديه حس السلامة والاحساس بالمسؤولية، كما يضيف الرائد عبدالهادي الشهراني مدير ادارة التوعية الوقائية وضابط الاتصال بين الجهات المشاركة باليوم العالمي للدفاع المدني ان الجهات المشاركة متفاعلة بشكل كبير ومبهج سواء الحكومية أو الخاصة، وكذلك كما نوه سابقا ان الاطفال لهم نصيب كبير من الرعاية خلال هذه الفعاليات، فمسرح الطفل موجود بغرض غرس مفاهيم التوعية التي تتناسب مع فئتهم العمرية كذلك (البيت الآمن) تم توسيع مساحته لمحاكاة تصرفات الاسرة. وهناك محاكاة للإسعافات الاولية وحوادث الاطفاء في الملاهي وغيرها تحت شعار (التوعية بالترفيه) ومن هنا احب ان اؤكد على كافة الاسر والاهالي بالمنطقة الحرص على المعرض عطفا على المردود الايجابي المتوقع ان يحدثه في سبيل رفع مستوى الوعي لدى الفرد والاسرة والمجتمع.
الندوة استعرضت خطة الدفاع المدني التوعوية
الضيوف خلال الإجابة عن أسئلة الزميلين عمر الشدي و بندر الورثان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.