تنطلق صباح غد السبت فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، الذي اختارت له المنظمة الدولية للحماية المدنية شعار "الدفاع المدني والسلامة في المنزل"؛ بهدف تعزيز برامج التوعية الوقائية في كافة المخاطر المنزلية، وذلك بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وبرعاية أمراء المناطق، والتي تنظمها المديرية العامة للدفاع المدني والمديريات والإدارات التابعة لها في جميع مناطق المملكة. أوضح ذلك مدير عام الدفاع المني، الفريق سعد بن عبدالله التويجري، مضيفاً أن الإحصاءات تشير إلى أن حوادث الحريق في المنازل التي باشرها الدفاع المدني تبين أن 90% منها بسبب عدم وجود وسائل سلامة، حيث تأتي الحوادث المنزلية في صدارة الحوادث التي باشرتها فرق ووحدات الدفاع المدني بالمملكة خلال السنوات الماضية، تليها حوادث الأطفال مثل السقوط من فوق السلالم أو الاحتجاز في أماكن مغلقة أو حوادث المسابح أو العبث بالمواد الكيماوية كالمنظفات وغيرها، وبنسبة تتراوح ما بين 5– 10%. وأكد أن عدم توافر متطلبات السلامة من طفايات الحريق أو أجهزة الإنذار عن الحريق، وعدم معرفة أفراد الأسرة بالتصرف السليم في حال وقوع مثل هذه الحوادث، يضاعف من حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات، وكذلك الأمر في حال تجاهل أصحاب المنازل والمنشآت السكنية لتعليمات الدفاع المدني الخاصة بالأعمال الإنشائية والتمديدات الكهربائية، ومخارج الطوارئ، وغيرها من الأمور التي تمثل معوقاً لجهود رجال الدفاع المدني أثناء مباشرة الحوادث المنزلية. وأكد الفريق التويجري أنه لما يؤسف له أن كثيراً من المنازل رغم ما ينفق في بنائها من مبالغ كبيرة تخلو من أجهزة الإنذار عن الحريق، أو وجود مخارج يمكن اللجوء إليها في حالات الطوارئ، على الرغم من أن ذلك لا يتطلب تكاليف مالية كبيرة، مبيناً أن ذلك ما يؤكد وجود حاجة ماسة إلى تضافر كافة الجهود لتنمية الوعي بأهمية توافر متطلبات السلامة في المنازل، وتنفيذ برامج لنشر ثقافة السلامة في التعامل مع كافة المخاطر الافتراضية التي قد تقع بها، على أن تشمل هذه البرامج النساء والأطفال والعمالة المنزلية، كالسائقين والخادمات. وأكد مدير عام الدفاع المدني أن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام تهدف بالأساس إلى التعريف بكافة المخاطر المنزلية، وسبل الوقاية منها والتخفيف من آثارها من خلال المعارض التوعوية، وتنظيم زيارات ميدانية للهيئات الحكومية والمدارس والجامعات، وكذلك المجمعات والمراكز التجارية، بالإضافة إلى تكثيف برامج التوعية عبر وسائل الاتصال الجماهيري، والتي تشمل اللقاءات المباشرة، أو بث الرسائل التوعوية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ووسائل الإعلام الإلكتروني، مع الحرص على التنوع في هذه البرامج بما يتلاءم والفئات المستهدفة من الرجال والنساء والأطفال والعمالة المنزلية. واستطرد الفريق التويجري موضحاً أن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني لا تقتصر على التوعية بالمخاطر المنزلية التي قد تحدث داخل المنازل، بل تمتد لتشمل كافة الأمور والمعوقات التي يمكن أن تؤثر سلباً على جهود الدفاع المدني أثناء التعامل الميداني مع الحوادث المنزلية، مثل إشغالات الشوارع والطرق، والتي قد تؤخر وصول فرق الدفاع المدني لمواقع الحوادث، أو عدم وجود منافذ يمكن من خلالها الدخول للمنازل لإخلائها في حال تعرضها لحوادث الحريق، وكذلك القواعد والمعايير الإنشائية بما في ذلك المواد المستخدمة في البناء والتوصيلات الكهربائية وغيرها. من ناحية أخرى، كشفت شؤون العمليات بالدفاع المدني عن ارتفاع عدد حوادث الحريق التي باشرتها فرق الإطفاء خلال العام الماضي في جميع مناطق المملكة إلى أكثر من 40200 حادث، بلغت نسبة الحرائق المنزلية ما يزيد على 65% منها. وأشار تقرير عمليات الدفاع المدني، الذي صدر مؤخراً ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، إلى أن "تماسات الكهرباء" تأتي في صدارة أسباب الحرائق، سواء حرائق المنازل أو غيرها من المنشآت التجارية والصناعية والخدمية، حيث تسببت في أكثر من 14260 حادث حريق خلال عام 1432ه، بنسبة زيادة قدرها 36% عما كانت عليه خلال عام 1431ه. وأوضح تقرير عمليات الدفاع المدني أن عبث الأطفال من أكثر أسباب اشتعال الحرائق المنزلية، حيث وصل عدد الحرائق الناجمة عن ذلك خلال العام الماضي ما يزيد على 10900 حريق، مقارنة بما يقرب من 2000 حريق بسبب مواقد الغاز والمواقد الكهربائية. وأكد مساعد مدير عام الدفاع المدني، اللواء سليمان عبدالله العمرو، أن معرفة مسببات الحرائق المنزلية يمثل ضرورة لاتخاذ الإجراءات الوقائية، والارتقاء بمستوى الوعي وجاهزية مراكز الدفاع المدني الميدانية للتعامل مع الحوادث الأكثر انتشاراً بما يلائمها من وسائل الإطفاء. وأضاف اللواء العمرو أن ارتفاع عدد الحوادث الناجمة عن التماسات الكهربائية يمثل جرس إنذار للالتزام بالمعايير والمواصفات القياسية المعتمدة في التمديدات الكهربائية، وعدم التهاون بشأن جودة الأجهزة والتوصيلات الكهربائية، وإجراءات صيانتها, وكذلك استخدام العمالة الفنية المدربة في أعمال الكهرباء, مشدداً على أهمية الالتزام باشتراطات الدفاع المدني في عمليات إنشاء المباني, ولا سيما المنازل؛ لتجنب هذه النوعية من الحوادث، والتي تهدد سلامة الأسرة. ولفت اللواء العمرو إلى أهمية مراقبة الأطفال داخل المنزل، لتجنب المخاطر الناجمة عن العبث في التوصيلات الكهربائية أو المواد التي يمكن أن تسبب اشتعال الحرائق، منبهاً إلى ضرورة توعية الأطفال والنساء بالإجراءات الصحيحة للوقاية من الحوادث المنزلية، وتدريبهم على التصرف السليم في حال تعرض المنازل لخطر الحريق، بالإضافة إلى أهمية توفر وسائل الإطفاء والإنذار عن الحريق, وتدريب جميع أفراد الأسرة على استخدامها متى دعت الحاجة لذلك. كما أشار إلى أن فضول الأطفال وحبهم لمعرفة الأشياء المحيطة بهم في المنزل يجعلهم يعبثون بها بقصد اكتشاف الأشياء والتعرف عليها دون إدراك أو معرفة الأخطار التي تهدد سلامتهم، كالعبث في الأجهزة الكهربائية، أو الآلات الحادة أو أدوات التنظيف أو مواقد الغاز، وما إلى ذلك، مضيفاً: "وهنا يأتي دور ومسؤولية الأسرة في الحيلولة دون وصول الأطفال إلى هذه المخاطر وإصابتهم، وإبعاد كل ما يهدد سلامتهم عن متناولهم ورفع مستوى الوعي بقدر الإمكان".