تتجه أنظار عشاق كرة القدم في العالم إلى مدينة زيورخ السويسرية اليوم"الجمعة" لاختيار الرئيس التاسع في تاريخ الاتحاد الدولي "فيفا" ، وسيخلف الرئيس الجديد السويسري جوزيف بلاتر الذي خرج من الباب الضيق لتاريخ اللعبة الشعبية الأولى في العالم بفضيحة الفساد المالي التي أوقف على إثرها 6 أعوام بعد أن ظل 18 عاما على كرسي الرئيس ، علما أن أول رئيس تربع على عرش أمبراطورية الكرة كان الفرنسي روبروت جورين وتولي المنصب خلال الفترة من 1904 إلى 1906 . ويشهد الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس فيفا) أيضا التصديق على حزمة إصلاحات بهدف استعادة مصداقية الاتحاد الدولي الذي سقط في مستنقع الفساد وتبييض الاموال ضمن مسلسل فضائح ل 39 مسؤولا منهم أوقف بناء على طلب من القضاء الأمريكي. وتجرى الانتخابات بنظام التصويت السري من قبل الاتحادات ال209 الأعضاء بالفيفا. ولا يتوقع أن يحصل أحد المرشحين على أغبية الثلثين (140 صوتًا) المطلوبة للفوز في الجولة الأولى، بينما يشترط حصول مرشح على 105 صوتًا على الأقل في الجولة الثانية للفوز بمقعد الرئاسة. وتجرى الانتخابات بين خمسة مرشحين هم البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي والأردني الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا ورئيس اتحاد الأردن والنائب السابق لرئيس "فيفا" والسويسري جاني اينفانتينو أمين عام الاتحاد الأوروبي ورجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل والفرنسي جيروم شامبانيي. وللمرة الأولى في تاريخ انتخابات (فيفا) يتنافس عربيان على منصب الرئيس ، وعلى رغم أن تقديرات عدد من الخبراء ترجح كفة الشيخ سلمان بن ابراهيم إلا أن ذلك لا يعني ضعف فرصة الأمير علي بن الحسين الذي خسر انتخابات 2015 أمام بلاتر ، كما أن اينفانتينو ينافس بقوة على المنصب ، فيما تتضاءل حظوظ الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل والفرنسي جيروم شامبانيي المسؤول السابق في "فيفا" . والطموح العربي بالفوز بمقعد رئيس "فيفا" بدأ قبل خمسة أعوام عندما حاول القطري محمد بن همام منافسة بلاتر في انتخابات عام 2011 لكن الصراع انتهى بسقوط بن همام من المشهد الكروي للأبد . «كاف» قوة ضاربة في التصويت حسب نظام "فيفا" فإن الفائز في الانتخابات يحتاج في الجولة الأولى للحصول على ثلثي أصوات الجمعية العمومية البالغ عددها 209 أصوات ، حيث لم تحصل جبل طارق على الاعتراف بعد، كما أن المشاركة الرسمية ستقتصر على 207 أعضاء لايقاف الاتحادين الاندونيسي والكويتي. ويشكل الاتحاد الأفريقي "كاف" الممثل ب54 اتحادا العدد الأكبر من الجمعية العمومية ، يليه الاتحاد الأوروبي 53 اتحادا، الاتحاد الآسيوي 46 اتحادا، أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) 35 اتحادا، اوقيانيا 11 اتحادا ، أمريكا الجنوبية 10 اتحادات. ولذلك يحتاج المرشح للحصول على 138 صوتا للفوز بالانتخابات من الجولة الأولى بيد أن أيا من المرشحين الثلاثة البارزين ونتيجة لطبيعة الانتخابات وتوزع أصوات الناخبين لن يتمكن من الوصول إلى هذا العدد من الأصوات حيث سبق لبلاتر أن فشل في الحصول عليه في الانتخابات الماضية بعد أن حصل على 133 صوتا مقابل 73 صوتا للأمير علي بن الحسين ، الذي انسحب قبل أن يتم إجراء انتخابات في الجولة الثانية. وبموجب ذلك ستجرى جولة ثانية من الانتخابات تقتصر على مرشحين اثنين فقط حصلا على أعلى عدد من الأصوات في الجولة الأولى، ويتم استبعاد بقية المرشحين من خوض الانتخابات، التي ستجرى هذه المرة طبقا لقاعدة مختلفة "النصف +1"، بحيث يحتاج المرشح إلى 104 أصوات للفوز بالرئاسة، في حال شارك 207 أعضاء في التصويت ، وللوصول إلى المرحلة الثانية من الانتخابات ونظرا لأن الأصوات ستتوزع بين المرشحين، فإن المرشح يحتاج الى 70 صوتا في الجولة الأولى ليضمن رسميا الانتقال الى الجولة الثانية في حال اقتصرت الانتخابات على ثلاثة مرشحين فقط، وربما يقل العدد قليلا في حال بقي المرشحون الخمسة ولم ينسحب أي منهم قبل بدء الجولة الأولى.