من ينال دعم أفريقيا؟ فالاتحاد الأفريقي لكرة القدم سيقرر اليوم (الجمعة) في مدينة كيغالي من سيدعم من المرشحين الخمسة في انتخابات رئاسة «فيفا»، فهو قرار يمكن أن يكون حاسماً في عملية التصويت المرتقبة. ويضم الاتحاد الأفريقي أكبر عدد من الأصوات بين سائر الاتحادات القارية، بواقع 54 اتحاداً، بفارق صوت واحد عن الاتحاد الأوروبي، ما يعطي أهمية كبيرة للمرشح الذي سينال دعم أفريقيا في الانتخابات المقررة في ال26 من الشهر الجاري في مدينة زيوريخ لخلافة السويسري، جوزيف بلاتر. ويتنافس خمسة مرشحين في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، هم البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم (رئيس الاتحاد الآسيوي)، والأردني الأمير علي بن الحسين (نائب رئيس «فيفا» السابق)، والسويسري جاني إينفانتينو (الأمين العام للاتحاد الأوروبي)، والفرنسي جيروم شامبانيي (مساعد الأمين العام السابق ل«فيفا»)، ورجل الأعمال الجنوب أفريقي، طوكيو سيكسويل. ومن بين الأسماء الخمسة، فإن الشيخ سلمان بن إبراهيم يبدو أقرب إلى الحصول على الدعم الأفريقي، فتوقع اتفاق الشراكة بين الاتحادين الآسيوي والأفريقي في ال15 من كانون الثاني (يناير) الماضي ستشكل الخطوة الأولى نحو تأييد أفريقيا رئيس الاتحاد الآسيوي، بينما انتقد الأمير علي بن الحسين هذا الاتفاق، واعتبره «محاولة لخرق القواعد الانتخابية». وفي مقابلة مع صحيفة «ليكيب» الفرنسية اليوم (الخميس)، رفض الكاميروني عيسى حياتو (رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس «فيفا» بالوكالة بعد إيقاف بلاتر)، هذه الاتهامات، وبالكاد أخفى الدعم المستقبلي للمرشح البحريني، وقال حياتو: «نحن أحرار في دعم المرشح الذي نريد»، مضيفاً: «في المرة الأخيرة كنا مع بلاتر، والاتحاد الأوروبي دعم الأمير علي»، وتابع موجهاً كلامه إلى الأخير: «لم يقل شيئاً في ذلك الوقت، ولكن من هو الأمير علي؟! سنصوت للمرشح الذي نريده، إذا قررنا اليوم دعم سلمان، فهل هذه جريمة؟! ومن يمنعنا من ذلك»؟ كما أن وجود مرشح أفريقي هو طوكيو سيكسويل بين المرشحين الخمسة يجعل مهمة الاتحاد الأفريقي أصعب، إذ سيجد صعوبة في حجب أصواته عن مرشحه، ولكن حملة رجل الأعمال طوكيو سيكسويل زميل نيلسون مانديلا السابق لم تقلع، حتى إن اتحاد بلاده أعرب أخيراً عن قلقه من سرية هذه الحملة وغيابها عن الأضواء، ولذلك فإن التكهنات في شأن احتمال انسحاب طوكيو سيكسويل من السباق باتت مرجحة أكثر وأكثر، وهو نفسه كان ترك الباب مفتوحاً الأسبوع الماضي حين قال إنه «سيفعل كل شيء ليكون رئيس «فيفا» من أفريقيا أو آسيا، ولكن ليس من أوروبا»، مضيفاً: «وقت التحالفات حان»، بينما كان الشيخ سلمان بن إبراهيم قال في مقابلة ل«فرانس برس» مطلع الأسبوع الجاري عن احتمال حصوله على دعم القارة الأفريقية: «إن المؤشرات إيجابية». وضربت سلسلة من الفضائح والاعتقالات لمسؤولين كرويين بارزين الاتحاد الدولي لكرة القدم في أيار (مايو) الماضي، وتحديداً قبل يومين من الانتخابات التي تنافس فيها بلاتر مع الأمير علي بن الحسين، وفاز فيها الأول بعد انسحاب الثاني قبل الجولة الثانية من التصويت، ولكن بلاتر اضطر إلى الاستقالة من منصبه بعد أربعة أيام من فوزه برئاسة «فيفا» لولاية خامسة على التوالي، بسبب توالي فضائح الفساد وتبييض الأموال التي طاولت أهم رموز اتحاد اللعبة الدولي، ولا سيما من أميركا الجنوبية والكونكاكاف، فيما لم يسلم بلاتر نفسه من الاتهامات، إذ أوقف مع الفرنسي ميشال بلاتيني الذي كان المرشح الأبرز لخلافته من لجنة الأخلاق مدة ثماني سنوات، بسبب دفعة تلقاها الثاني من «فيفا» عام 2011 عن عمل استشاري قام به لمصلحة بلاتر بين 1999 و2001 بعقد شفهي، واضطر بلاتيني حينها إلى سحب ترشحه لرئاسة الاتحاد، وتفرغ للطعن أمام لجنة الاستئناف، ثم أمام محكمة التحكيم الرياضي (كاس).