شد معالي وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير أنظار العالم لحسن أدائه في المهام المكلف بها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، كما نال اعجاب الشعب السعودي من خلال ما تميز به من قدرة على التعامل مع الساسة، والإعلاميين، وقد تداول السعوديون بكل فخر مشاهد يظهر فيها الجبير وهو يرد عملياً على وزير الخارجية الروسي عند تحريكه العلم الروسي من أمام العلم السعودي، وفهم الوزير اللمّاح قصد وزير الخارجية الروسي، وبكل هدوء جاءه الرد صاعقاً على نحو قصده، بتحريك العلم السعودي قبالة العلم الروسي مرة أخرى، إن المواقف تصنع القادة، وقد كان في موقفه ذلك قائداً يصنع الموقف، ويحسن التعامل مع المفاجآت، كما ظهر في أكثر من لقاء وهو يوضح السياسة السعودية، ويلجم المعادين للإسلام والمملكة، ويفند ادعاءات الغرب وإيران، وغيرهم، عن الدور السعودي في المنطقة بلغة هادئة مفهومة. إن فن الإقناع، وسرعة البديهة، وحضور الذهن، والمعرفة الكافية بالخصم، تختصر كثيراً من المحاضرات والندوات التي تحتاجها للتعريف بالموضوع الذي تنوي التعريف به للمحاور، وللمستمع والمشاهد الذي لم يحضر الحوار، خاصة في هذا العصر التقني المعلوماتي. لقد رحل وزير الخارجية المحنك الأمير سعود الفيصل يرحمه الله، وخلفه تلميذه، فكان خير خلف لخير سلف، حق لنا كسعوديين أن نفخر بالجبير الذي نجده يعبر عما نريد أن نعبر عنه، وبكل قوة وحزم مستمداً ذلك من قائد الحزم سلمان بن عبدالعزيز، ومن توجيهه الكريم. فمن هو عادل الجبير؟ وفقاً لموقع وزارة الخارجية فإن معاليه ولد في الأول من شهر فبراير عام 1962م الموافق 1381ه، في مدينة المجمعة بمنطقة الرياض، ويجيد بطلاقة- إلى جانب اللغة العربية- اللغتين الإنجليزية والألمانية، نال تعليمه في مدارس المملكة العربية السعودية في ألمانيا، اليمن، لبنان، والولاياتالمتحدةالأمريكية. حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة شمال تكساس عام 1982م، حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون عام 1984م. انضم إلى السلك الدبلوماسي عام 1987م، وتم نقله للعمل في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن حيث عمل مساعداً خاصاً للسفير، شارك خلال عامي 1990-1991م في إنشاء مكتب المعلومات المشتركة في مدينة الظهران أثناء عمليات درع الصحراء وعاصفة الصحراء، كان عضواً في وفد دول مجلس التعاون الخليجي إلى مؤتمر مدريد للسلام أكتوبر 1991م، وعضوا في وفد المملكة للمحادثات متعددة الأطراف للحد من انتشار الأسلحة في واشنطن عام 1992م، وفي ديسمبر 1992م تم إيفاده مع القوات المسلحة السعودية إلى الصومال كجزء من عملية إعادة الأمل، وكان زميلا دبلوماسيا زائرا لدى مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك خلال عامي 1994-1995م، تم تعيينه مديرا لمكتب الإعلام وشئون الكونجرس بسفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن عام 2000م، تم تعيينه مستشارا للشؤون الخارجية في ديوان سمو ولي العهد في خريف عام 2000م، وفي أغسطس 2005م أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عبدالعزيز- رحمه الله- مرسوما ملكيا بتعيينه مستشارا بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة، وفي عام 2006م حصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة شمال تكساس الأمريكية، وفي 29 من شهر يناير 2007م عينه الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- سفيرا للمملكة لدى الولاياتالمتحدة، وقدم اوراق اعتماده للرئيس الامريكي جورج بوش في 27 فبراير 2007م. وفي العاشر من رجب 1436ه الموافق 29 إبريل 2015م، عينه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- وزيراً للخارجية. ألقى معاليه العديد من المحاضرات أمام الجامعات والمعاهد الأكاديمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما ظهر في وسائل الاعلام في عدة مناسبات. وفق الله المملكة في نهجها السياسي برؤية ثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحفظها الله ونصرها، عاصفة في الجنوب ورعداً في الشمال.