علم النفس بحر قد ترى بداياته ولكن المؤكد أنك لن ترى ابداً له نهاية لأنه ليس كأي علم بل هو علم النفس البشرية والتي لها في كل يوم حالة وحالة, هذه الحالات قد تفوق علم البشر وقد تسأل الشخص لم هو بهذه الحالة وتكون الإجابة لا اعلم؟ لأنه حقاً لا يعلم، والذي يعلم هو خالق هذه النفس البشرية.. ولله في الخلق حكمة وهو أعلم بهذه الحكمة فحين نرى القرآن وآياته نعلم معرفة الله لهذا الأمر، حين أراد سبحانه أن يُحرم الخمر جعلها على مراحل حتى تتقبل النفس البشرية هذا الأمر وتبتعد عنها شيئا فشيئا، وكذلك الحجاب وغيره من الامور الكثيرة والتي كان لله فيها علم كامل سبحانه بالنفس التي خلقها وكونها ووضع فيها كل أمر. قد يقول البعض إنه كعلم الطبيعة أو علم الآثار أو أي علم من العلوم وقد أتوقع معكم أن العلماء هم الأقرب والأخشى لله لقوة ما يرونه في أي مجال والتي قد تصل بأحدهم إلى الخروج من ملته لعجزه عن تحمل غرابة الخلق ودقته ودقة الكون وعمله. ولكن علم النفس يحظى باهتمام الكثير لأنه يمس الحياة الأساسية للشخص ويمس طريقة تعامله وطريقة تصرفه وتفكيره والكل هنا يريد أن يعلم دائما لماذا؟ ولن يعرف الإنسان أو تعرف البشرية لماذا؟ ولن يجيب عن هذا السؤال والتساؤل إلا خالق هذه النفس في وقت العرض عليه سبحانه، حينها سيدرك الجميع أن العلم مهما بلغ سيظل قاصراً أمام علم الله سبحانه وتعالى. ومع هذا كله فقد وضع الله سبحانه وتعالى أمورا إن أدرك الإنسان ماهيتها وعلم أنها من عند الله فسيعلم أن هذه الأمور تعالج كثيرا من الحالات التي قد تصيبه.. (الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) حين طُلب منا أن نتحكم بالغضب بتغيير هيئة الوقوف والجلوس والوضوء واكتشف العلم الحديث أن هذا الأمر له تأثير بتدفق الدم للدماغ وأن الماء يطفئ شرارة الغضب. وحين أُمرنا ان نتوضأ قبل النوم إن كان الإنسان على جنابة واكتشف العلم الحديث أن هذا الأمر يخفف الحركة العصبية للجسم فتساعده على الاستيقاظ لصلاة الفجر، وإن شاء الله قبض الروح فهي على طهارة جزئية. وغير ذلك من الأمور التي أُمرنا بفعلها من قبل خالقنا لعلمه أنها تكون للنفس البشرية علاجاً للجسد ووقاية للروح وسعادة للقلب ومع ذلك نجد الكثير في هذه الايام يبتعد عن هذه الامور شيئا فشيئا حتى ضاقت به الحيل وعجز عن معرفة وإدراك ما يحصل له فلجأ الى الطب النفسي والمعالجين ليساعدوه في حل مشكلاته واستقرار حياته وعودة الشعور بالسعادة له ولن يستطيعوا تحقيق ذلك ابدا ان لم يدرك ويع ماذا يريد ولماذا يريد ذلك وهل هو قادر على تحقيقه ومناسب له؟ وهل يدرك إن كان الأمر والقرار صحيحا أم لا فيظل في حيرة وتساؤل دائما عن الأصلح، وهو يعلم أن الأصلح ما قرره الله له وأمره به.. فقط. وحتى ندرك هذا الأمر (تعالى الله سبحانه عن تشبيهه بالبشر)، حين نبتاع أي جهاز كان كيف نعرفه ونتعلم عليه ونحافظ عليه قدر المستطاع، وهل ما نعلمه يعلمه من صنعه واخترعه وهل كل شيء مكتوب في هذه الأوراق التي معه وهل سنطبق التعليمات وهل لدينا القدرة للحفاظ عليه، وهل وهل وهل؟؟؟ كثير من الأمور لن ندركها في جهاز الكتروني خلقه عقل بشري.. فكيف بالنفس البشرية؟ احيوا السنن وطبقوها واتبعوا القرآن واجعلوه لكم نبراسا فوالله إنه علم نفس البشرية لا غير.