¿¿ في كل قضية تبرز على الساحة الرياضية, تتعزز نظرية الميول, وتحضر لعبة المؤامرة, وتتكرر قصة (مع وضد) من قبل الأسماء المعروفة بالحرف أو الصوت في الإعلام المكتوب والمقروء والمرئي والمسموع, دون أي انفتاح, أو دراسة لواقع القضية, فالجميع يتحد أو يبتعد حسب نقطة الخلاف الرئيسة وهي الميول. ¿¿ هل من المعقول أن يكون الإعلام في الورق والفضاء, موحدا في كل القضايا, بمعنى أن الأطروحات والآراء عند (قروب ) معين لا تتغير في كل القضايا إما مع أو ضد, والعكس صحيح لدى (قروب) آخر بنفس الطريقة والسيناريو ؟! ¿¿ حتى وصلنا لدرجة أن المتلقي أصبح يعرف رأي وموقف أي إعلامي قبل أن يتحدث أو يكتب أو يتخذ أي قرار في كل قضية مستجدة تطرح على الساحة الرياضية, بل أصبحت المواقف لرجال الإعلام محفوظة عن ظهر قلب للجماهير. ¿¿ أزمة حقيقية يعاني منها الإعلام الرياضي, إذا أستمرأ لعبة الميول, فيما يطرح من قضايا وشكاوى ومستجدات وأزمات, فالمسألة خطيرة جدا, إذا وصلت القناعة لدى المتلقي بأن (س) معروف موقفه في كل قضية جدلية في مشهدنا الرياضي, ومثله (ص) عطفا على ميوله, وربما حبه وكرهه للون معين, أو حتى شخص بعينه. ¿¿ والحقيقة المرة أن المتلقي معه حقه في هذه الشكوك, فليس من المعقول أن تكون مواقف أي إعلامي في كل القضايا ضد ناد بعينه, أو شخص ما, هي هي في الصواب والخطأ, حتى ولو كانت المؤشرات الدامغة تؤكد صحة موقف ذاك النادي أو الشخصية, لكن لحاجة في نفس يعقوب يبقى الموقف السلبي هو هو. ¿¿ وبصراحة أكثر .. كنت أمني النفس يوما ما بأن أرى خليطا من الإعلاميين النصراويين والهلاليين متفقين على قضية شائكة تخص ناديهما, بدافع الحقيقة مع توافر الأدلة, لكنني كنت أحلم على ما يبدو, وما ينطبق على قطبي الرياض , ينطبق على قطبي جدة , والواضح أن الأمر لا يعدو كونه (كل يغني على ليلاه), بل تعدى إلى مبدأ «عدو صديقي عدوي وصديق صديقي (صديقي)» بغض النظر عن الحقائق والأدلة واللائحة والمنطق. ¿¿ ما يجعل المتلقي يصل لحد الغثيان, أنه لا يحتاج لقراءة ما بين السطور , فكل شيء عنده واضح وفاضح, ولا يحتاج للياقة الذهنية ليكتشف ما هو مسير ومخير في إعلامنا, فكل الطرق تؤدي إلى معالجة قضيانا عن طريق لغة الميول ولا شيء غير ذلك ..!! ¿¿ نحلم .. إذا أردنا الموضوعية في المشهد الرياضي الإعلامي, هكذا يرى المتلقي ساحتنا الرياضية .. فمن الممانع لهذا الطرح ؟.