كشفت الجولة 17 من دوري جميل لكرة القدم، مفاهيم جديدة أهمها غياب الحسم على القمة..بعد تطورات ومعطيات هزت أركان الصدارة وأربكت صراع القمة..وفاقمت التحدي..وفتحت على نفسها جبهات مفتوحة من كل الاتجاهات..وأوقعت ثلاث ضربات موجعة، أولها:خسارة الهلال(المتصدر)أمام التعاون قلبت المشهد، وظهر جلياً عجز الزعيم في التنسيق والانسجام الذي تحول إلى تخبط أحياناً..في حين قطع السكري خطوات مفصلية لمواكبة منعطف القمة..والضربة الثانية نجاة الأهلي(الوصيف)من هزيمة أمام النصر وخرج بتعادله الثالث، وفرط بالصدارة المؤقتة..وأوقع نفسه بين مطرقة الهلال وسندان الاتحاد والضربة الثالثة:عرقل فيها القادسية الاتحاد وتعادل معه بجدة وحرمه الاقتراب من القمة بلقاء مُعقد تحكيمياً، وربما تُعاد المباراة..وهذا التداخل سيفرض حقائق ومعطيات جديدة على صعيد الصدارة..وكعادتنا نتصفح أبرز عناوين مباريات الجولة 17 . اُراهن أن فريق هجر لن يهبط..فبعد صيامه 15جولة دون فوز حقق فوزاً ثميناً على الخليج وهو الثاني على التوالي وانتقل من الهامش إلى صلب الفعل وواصل عروضه الراسخة والمبدعة..وهو عازم على ترك القاع لاحقاً بعد نجاحه في مراجعة حساباته وترميم أوضاعه..بالمقابل لعب الخليج بتهاون وتهوّر في غياب الروح القتالية..ومنى بالهزيمة الثانية على التوالي..ولا أدري الأسباب عن هذه الرؤية الضبابية والانكفاء المفاجئ في أوراق الدانة وهو مطالب بالخروج من هذا المأزق وإيجاد حلول فورية لهذا العقم . ولأن الشباب يسير على نهج صحيح وهادئ ويتّبع حسابات دقيقة..ومواقف مختلفة..استطاع الليث وخلال أقل من عشر دقائق أن يقلب خسارته بهدفين إلى فوز مؤزر على نجران بثلاثة أهداف، وشكل بهجومه الفعال سلاحاً ضاغطاً..وأكد أنه يملك مفاتيح الفوز وسيلاقي، الخميس، الفتح بمباراة قوية ومتكافئة وغامضة..بالمقابل الجميع لمس التطور الملفت لفريق نجران والعروض التي يقدمها تحمل دلالات على عودة قوية للبحث عن حلول إنقاذية . واُصيب الهلال بصدمة موجعة لعدم وضع التعاون في بنك أهدافه وعكست خسارته أصداءً كبيرة وارتدادات عارمة في الشارع الرياضي..وفوز السكري أشعل نار الصدارة وأجّج سعيرها..وقدم نفسه كمنافس ناضج ومنظم وفعال..وباتت نتائجه المرضية مادة هامة في صراع القمة..وخسارة الزعيم أثارت سخط جماهيره لكنه صالحها بالفوز على الأهلي ونيل كأس ولي العهد بجدارة وقبض على ثاني بطولة هذا الموسم . وفشل الأهلي في تحويل وجه الصدارة وتغيير المشهد في حال فوزه..لكنه نجا من هزيمة أمام النصر وخرج بالتعادل الثالث حتى الآن بجولة الإياب..وفرض على نفسه القلق بعد وقوعه بين مطرقة الهلال وسندان الاتحاد..وزاد الطين بله بدخوله منعطفاً شاقاً بعد خسارته كأس ولي العهد وهو بأمس الحاجة للملمة وضعه المتدهور وعدم ضياع مابناه..بالمقابل رغم استحالة النصر العودة للمزاحمة على القمة إلا أنه قدم أمام الأهلي مباراة من العيار الثقيل تنذر بخطوة شجاعة أعادت وجهه الحقيقي..وهو مقبل الجمعة على استضافة الوحدة المرتبك..فهل يواصل التفريط ؟ ولقن فريق القادسية نظيره الاتحاد درساً قاسياً بأرضه وعلى مرآى من جماهيره الغفيرة بعد تعادله بهدف لهدف..وقطع عليه طريق التمدّد نحو القمة بعد نجاحه باتباع تكتيك دفاعي وهجومي منظم مدروس اضافة لثبات وتماسك خطوطه ورفع شعار(طموحنا الأمان)وسيواجه، الجمعة، الرائد في بريدة بلقاء ليس سهلاً على الطرفين..فيما فرط الاتحاد في فوز ثمين بإهدار الفرص وركلة الجزاء..وفقد اللاعبون توازنهم نتيجة التخبط والتسرع وعدم التركيز وأمام العميد، السبت المقبل، مواجهة نارية أمام الهلال وهو مطالب بعودة الصحوة خاصة أن مكامن القوة تُصعّد المخاوف. وكان لقاء الفيصلي والوحدة على برميل من البارود ورغم تقدم الوحدة في الشوط الأول بهدف بلال إلا أن الفيصلي عادله في الشوط الثاني ثم التقط اللحظة السانحة في الدقيقة 94 واقتنص هدف الفوز الثاني القاتل والمدمر والذي قضى على آمال وأحلام فارس مكة والذي لم نلمس منه الأداء المأمول ولم نشهد خيارات الحسم والحلول الفورية وقيامه بمغامرات أكبر من قدرته على الاحتمال باءت بالفشل يحتاج لحلول . واستعاد الفتح هيبته وهزم الرائد بهدف (فالكون) رافضاً إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وباتت نتائجه الأخيرة مادة هامة في صراع الدوري وقفز إلى المركز السادس..وعاد رائد التحدي منكوباً وممزقاً ومهدداً وبقي في مركزه قبل الأخير..وأمام الرائد، يوم الجمعة، مباراة مفصلية مع القادسية في إطار صراع المؤخرة..فيما سيلاقي الفتح فريق الشباب في الرياض بمباراة متكافئة ... وإلى اللقاء .