تم إنشاء تيسلا موتورز لغرض واحد أسمى: وهو جلب السيارات الكهربائية إلى الناس. بعد أكثر من عقد من العمل، يعتقد الرئيس التنفيذي لتيسلا إيلون ماسك أن الوقت قد حان. يتعين على الشركة البدء في اتخاذ طلبات أولية للنموذج الثالث Model 3 لها الذي تبلغ قيمته 35 ألف دولار، الشهر المقبل - وبهذا المبلغ، تعني تيسلا حقاً مبلغاً قليلاً يبلغ 25 ألف دولار. أكدت تيسلا بأن مبلغ السعر البالغ 35 ألف دولار لطراز السيارات الثالث لا يشمل الحوافز الرسمية والفيدرالية الكبيرة المتاحة لمشتري السيارات الكهربائية. وهذا التأكيد الرسمي من الشركة يعكس ما قاله ماسك للصحفيين في أحد معارض السيارات قبل أكثر من عام: "عندما أقول 35 ألف دولار، أتحدث حول ذلك الموضوع دون أية قروض". الفرق الذي تبينه تيسلا هنا بين السعر قبل إعانات الضرائب وبعدها بالغ الأهمية، وهذه الحوافز الضريبية يمكن أن تلغي ما مقداره 10 آلاف دولار من تكلفة الشراء، ما يزيد بشدة من حجم السوق فيما يتعلق بالطراز الثالث. كان سعر الإعانة السابق مشكوكا فيه بشكل متزايد بعد أن عينت الشركة السعر الأولي لسيارات الدفع الرباعي لديها ذات الطراز الفاخر بمقدار 80 ألف دولار، أكثر مما توقع المحللون في البداية. قالت المتحدثة الرسمية باسم تيسلا، خوبي بروكلين، لبلومبيرج: "يمكننا التأكيد بأن السعر هو 35 ألف دولار قبل إضافة الحوافز. لم نغير رأينا". لفهم السبب في أن التسعير مهم جدا، انظر فقط في ما يستعد الأمريكيون لإنفاقه حاليا. حيث يبلغ متوسط تكلفة السيارة الجديدة حوالي 31 ألف دولار، وفقا لتحليل أجراه سالم مرسي في بلومبيرج. تقريبا جميع المركبات الموجودة في السوق والتي بيعت بأعلى من هذا الحد من السعر هي سيارات دفع رباعي وشاحنات. هنالك فقط سيارة واحدة قابلة للمقارنة في الحجم مع الطراز الثالث والتي تحشد أكثر من 100 ألف سيارة في المبيعات السنوية بسعر بلغ 35 ألف دولار لطراز سيارات البي إم دبليو 3. يبدي مشترو السيارات الأمريكية استعدادا أكبر للنظر في السيارات الكهربائية طويلة المدى بمجرد أن ينخفض سعر الشراء. وتكلفة السيارات الكهربائية طويلة المدى آخذة في التراجع لأن شيفروليه وتيسلا ونيسان سوف تنتج مركباتها الكهربائية للجيل القادم خلال العامين المقبلين. بحلول عام 2030، قد تكون السيارة الكهربائية بسعر 22500 دولار خياراً عملياً لما يقرب من 70 بالمائة من مشتري السيارات. تواجه تيسلا رقابة مكثفة من المستثمرين بعد تأخر الإنتاج للفترة التمهيدية الجارية لسيارات الدفع الرباعي الجديدة لديها. انخفض السهم بنسبة 38 بالمائة في عام 2016، ما أدى إلى خسارة 12 مليار دولار في القيمة السوقية. يتصاعد الضغط بالفعل لسرعة إطلاق الطراز الثالث، الذي يقول ماسك: إنه سيدخل حيز الإنتاج العام المقبل. لكن علينا ألا نعول على ذلك كثيرا. ما إذا كان سيحصل أي أحد فعليا على النموذج الثالث مقابل 25 ألف دولار، فهذا سيعتمد على إدخال تيسلا لهذا الطراز إلى الأسواق في الوقت المحدد، والسير وفق الجدول الزمني ليس من الجوانب القوية لتيسلا. حيث أن الشركة سيئة السمعة بسبب تأخيرات لسنوات طويلة في إنتاج منتجات جديدة، بدءا من سيارات رودستير الأصلية إلى الموديل الحديث الحالي. لا يعتقد المحلل أدى مورجان ستانلي آدم جوناس، المعارض منذ فترة طويلة لشراء أسهم تيسلا، بأن الموديل الثالث لتيسلا سوف يدخل الأسواق حتى أواخر عام 2018- على الأقل بعد عام من وعد ماسك بأنه قد يدخل السوق. ما يجعل الأمور أسوأ بالنسبة لمتحمسي تيسلا الذين يفتقرون إلى النقدية، ربما لن تكون أول السيارات الخارجة عن خط الإنتاج من الطراز الأساسي محدد السعر. ترغب تيسلا في إطلاق منتجات جديدة ذات ميزة تنافسية Signature Series التي في حالة الطراز الحالي قد تبلغ تكلفتها حوالي 75 بالمائة أكثر من سعر الطراز الأساسي. بالنسبة للموديل الثالث، يتوقع جوناس متوسط سعر أولي يبلغ 60 ألف دولار على الأقل قبل الحوافز الضريبية. إليكم المجال الذي يمكن فيه أن يكون سعر 25 ألف دولار يمكن لتيسلا أن تتعرض للضرر الطفيف. فحيث إن الحوافز الضريبية الفيدرالية الأمريكية للسيارات الكهربائية لن تبقى موجودة إلى الأبد. لأنها مصممة للمساعدة في التخفيف عن شركات صناعة السيارات عند الدخول في السوق الكهربائية. ويتم تطبيق المزايا على أول 200 ألف مبيعات كهربائية لكل شركة مصنعة جديدة، من ثم تتلاشى قيمة الحوافز ببطء لتصل إلى الصفر خلال حوالي عام ونصف. تيسلا في سبيلها إلى الوصول إلى مبيعاتها البالغة 200 ألف في حوالي منتصف عام 2018. إن لم تبدأ عمليات تسليم الطراز الثالث من سياراتها حتى نهاية عام 2018، وعملت سلسلة (Signature Series) الأعلى سعرا على تخفيض الحوافز لعام 2019، حينها بحلول الوقت الذي يحصل فيه المشتري في السوق على فرصة لشراء الطراز الثالث الأرخص سعرا، يمكن أن تكون الحوافز قد انتهت. في هذه الحالة، ستصبح تكلفة تيسلا البالغة 35 ألف دولار فقط كذلك. لكن في الوقت نفسه، لدى تشيفي خطط للبدء في بيع سيارات البولت التي يبلغ مداها 200 ميل مقابل 30 ألف دولار مع نهاية عام 2016، ما يعني هزيمة تيسلا في تحقيق هدفها المتمثل في الحصول على سيارة كهربائية بعيدة المدى بهامش ربح كبير. بالنسبة للوقت الراهن، تصر تيسلا على أن الطراز الثالث لا يزال على جدول أعمالها ليبدأ إنتاجه العام القادم. رفضت خوبي بروكلين، المتحدثة الرسمية لتيسلا، تقديم أية تفاصيل حول السيارة عدا سعرها المعلن. قالت: "سيتم إدخال الطراز الثالث في الوقت المحدد، والجميع سيعرف الكثير عنها في نهاية شهر مارس. أي عندما نكون قد التزمنا بالتحدث عنها وإعطاء تحديث كبير حقا، وهذا ما سنقوم بعمله".