يتوقع مختصون في أحوال الطقس أن يشهد الساحل الشرقي اليوم، تراجعاً طفيفاً في درجات الحرارة، فيما تهوي بشكل حاد بالمناطق الشمالية والشمال الغربي إلى مستويات متدنية، بعد موجة حارة نهاية الأسبوع الماضي. وتستمر الحرارة منخفضة في اليومين القادمين، وذلك بسبب امتداد المنخفض الجوي الذي تمركز، أمس، شرق البحر الأبيض المتوسط، ويشمل بمؤثراته النسبية أجزاءً من مناطق السعودية خلال 36 ساعة مترافقا بحالة من الاضطرابات الجوية المفاجئة، وهطول الأمطار ونشاط الرياح السطحية في بعض المواقع، الذي يؤدي إلى عودة أجواء البرودة وخاصة في ساعات الليل. وتتزايد الرطوبة النسبية تباعاً في سواحل الخليج العربي، مجددِّة فرص المطر ومحتملة في الدمام الأربعاء، بمشيئة الله، وتكون الرياح جنوبية بسرعات عالية مثيرة للأتربة والغبار في الشرقية، قبل أن تتغير إلى شمالية غربية، منتصف الأسبوع الحالي، ومتقلبة الاتجاهات في معظم المناطق، تعمل على انخفاض مدى الرؤية الأفقية أحيانا. وطبقا للمختصين في الطقس، فإن الحالة الراهنة تعد استثنائية، خاصة في الأمطار التي تستبق الربيع، الذي يمثل موسما فصليا لحالات عدم الاستقرار الجوي والهطولات المعتادة سنويا، التي تستمر حوالي 60 يوما، اعتبارا من نهاية مارس على وجه التقريب، مع انتقال الأجواء إلى صيفية في مستوى درجات الحرارة متصاعدة تدريجيا إلى الأربعينات، نهارا . من جهته، أشار رئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور منصور المزروعي، مدير المركز المختص بأبحاث تغيرات المناخ، إلى أن حالة عدم الاستقرار الجوي وهطول الأمطار، نتيجة للتفاعل بين أنظمة جوية سطحية مختلفة مع الأخدود الهوائي البارد بطبقات الجو العليا، وذلك على رغم التوقيت في شهر فبراير الجاف. كما أنها تعد حالة شتوية بامتياز بعد فترة من الانقطاع، لوجود منخفض سطحي شرق المتوسط تحرك لشمال السعودية، مع وجود مرتفع جنوبالشرقية، وتتأثر بالحالة كل من: المدينةالمنورة وأجزاء من منطقة مكةالمكرمة وسواحلها، والحدود الشمالية وشمال الوسطى، والجوف وتبوك وحائل وحفر الباطن وأطراف منطقة القصيم بالإضافة لأجزاء الشمال الغربي، تكون مصحوبة بهطول أمطار وإثارة للغبار والأتربة، وتبلغ ذروتها، اليوم الإثنين ثم تنتهي الثلاثاء. وبيّن الدكتور المزروعي أن الحالة الماطرة السريعة، يعقبها انخفاض نسبي في درجات الحرارة، نتيجة دخول الهواء البارد لمعظم أنحاء المملكة، فتشمل المناطق الشمالية والوسطى والساحل الغربي، مع نشاط الرياح المثيرة للغبار والأتربة، يكون هبوبها على فترات مختلفةً في السرعة وتغير الاتجاه، وبشكل عام تكون الأمطار، بإذن الله، بين خفيفة إلى متوسطة، وتتفاوت النسبة بين موقع وآخر، وقد تكون غزيرة على بعض الأجزاء الشمالية. وبحسب متابعي الأحوال الجوية، تكسر درجات الحرارة مؤشر الثلاثينيات المئوية، مطلع مارس المقبل في المنطقة الشرقية، مع أجواء مستقرة غالبا، ومتوقعا بالفترة الحالية أن تكون الأجواء حارة نهارا، وتستمر الصغرى متراجعة، وتتضح النقلات السريعة والتفاوت الكبير بين فترة الدفء وبرودة الليل، الذي يستدعي الكثير من الانتباه للوقاية الصحية، في حين يكون هبوب الرياح خلال فترة نهاية فبراير، باتجاهات متقلبة معتدلة السرعة تنشط أحياناً على فترات، مثيرة للغبار في الأماكن المكشوفة والطرق البرية. ويحدث ذلك نتيجة لحركة الشمس الظاهرية نحو الشمال، وبالتالي زيادة الإشعاع الشمسي وارتفاع معدل تسخين سطح الأرض، مؤديا إلى تحوّل وتغير للأنظمة الجوية التي سادت خلال فصل الشتاء، حيث يبدأ منخفض البحر الأحمر بالنشاط التدريجي خلال فصل الربيع، المتوقع أن يكون موسما للأمطار الغزيرة بمشيئة الله تعالى، في معظم المناطق ابتداء من 21 مارس، وتمتد حوالي شهرين ونصف ما بين أبريل ومايو، ولا يعني ذلك تأكيدا حتميا، نظرا للصعوبة على المدى البعيد، سوى الأخذ بالمؤشرات التي تقاس عليها التنبؤات الجوية عادةً، وذلك على وجه التقريب في الاحتمالات وليس بالتأكيد والجزم .