قال الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، إن رجال مكافحة المخدرات يفدون بأنفسهم في هذا المجال، وأمامهم عدو شرس، هم المهربون، الذين لا يرعون إلاً ولا ذمة، فعملهم دائماً دموي، ويجب أن نكون سداً منيعاً في عدم تقبل ما يقدمونه ويبعثون به إلى هذا الوطن. وأشار إلى أنه لن يعجز أحد عن هذا الأمر، بما في ذلك الوطن والمواطن، وأجهزة الدولة لن تعجز أيضاً، وستكون مستمرة ومتفانية في عملها، فهناك رجال يكافحون ويرصدون كل مهرب، في عدة قطاعات منها سلاح الحدود، والجمارك، وجهاز مكافحة المخدرات، فيجب أن نضع أيدينا معهم لنكافح هذا الداء الخبيث الذي استشرى في الوطن وفي كل جزء منه. وتطرق في كلمته خلال تدشينه المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" بمنطقة الرياض، وكذلك رعايته للملتقى التعريفي للمشروع الوطني في العاصمة أمس، إلى أن البرنامج لا يتوقف على ندوة أو محاضرة، وإنما يستمر في البيت، والمصنع، والمكتب، والشارع، وفي كل مكان، وقال: "أنا أفتخر أنني أكون بين هذه الوجوه النيرة في هذا المكان التي أتت لتكافح هذا الداء، وتقف سداً منيعاً في وجهه". وأضاف: "لقاؤنا هذا اليوم لقاء شرف، ولقاء عمل، ولقاء عهد متواصل لخدمة هذا الوطن وأبنائه، لمكافحة داء استشرى في العالم ووطننا جزء منه، وليس بخفي على الجميع ما يحدث في وطننا من مخالفات لتهريب هذه الآفة وترويجها، الكل يعرف هذا لأن وسائل الإعلام لم تترك شاردة ولا واردة، لذلك نرجو أن نكون يداً واحدة وذراعاً قوية مع الأجهزة المختصة لمكافحة هذا الداء". وأضاف: "بلا شك ان الجهاز الرئيس للمكافحة في وزارة الداخلية، وهو يتمثل في أعلى سلطة فيها، من أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، ورجاله المخلصين، وعلى رأسهم معالي الوكيل الأخ أحمد السالم، رئيس اللجنة التحضيرية، وكذلك زميلاي عبدالإله الشريف رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وأيضاً اللواء أحمد الزهراني، الذي جعل من نفسه مركزاً ومنطلقاً لأفكار ورؤى تكافح هذا الداء، فلنكن جميعاً معهم في عملهم وفي تأدية الواجب". وقال: "يجب أن نصارح بالحقيقة ونضعها أمام الجميع، لتشرح ويُعرف أنه فعلاً هناك داء موجود حتى نستطيع أن نعالجه، إن لم نشخص الحالة تشخيصاً جيداً لن نستطيع أن نعالجها، فيجب أن نعترف ماذا في بلادنا من هذا الداء، لنكون يداً واحدة لمكافحته. من جهته، كشف مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعدي الزهراني، أن المخدرات المهربة للمملكة تُصنع خصيصاً لها في مصانع سرية، معلومة للمكافحة مواقعها، وتمثل بكمياتها على مستوى العالم بالثلث من معدل المخدرات في دول العالم، لافتاً إلى أن هدف التصنيع ليس ماديا بل تدميري لشباب الوطن، كما أن الذي يسعى للكسب من هذه الآفة هم المروجون من داخل المملكة. وقال: "ثبت لدينا في إدارة مكافحة المخدرات أن المخدرات تصنع خصيصاً للمملكة، ولا تتعدى المادة المخدرة فيها ال10% يضاف إليها مواد مدمرة عقلياً، وأحبطنا أكبر عمليات التهريب عالمياً خارج المملكة وداخلها، وقبض فيها على مهربين ومروجين وناقلي مخدرات بين دول العالم". وأضاف: "تم ذلك بالاستعانة بالدول العربية والشقيقة والصديقة والأجهزة النظيرة في مكافحة المخدرات، وأصبحت المملكة مضرب مثل في مواجهة هذه الآفة، وأن العمل سيقوم على محورين الأول أمني واستخباراتي معلوماتي والثاني وقائي، ونتواصل مع المنظمات العالمية والاتفاقات الدولية".