يستمر تأثير المرتفع الجوي في حالة الطقس بالمملكة مطلع هذا الأسبوع، مع هبوب الرياح الشمالية، التي تنشط خلال اليومين القادمين بالمنطقة الشرقية، تتحول إلى شمالية شرقية عالية السرعة على فترات، ممتدة إلى الوسطى والغربية خلال 72 ساعة بإذن الله. وتساعد في انخفاض درجات الحرارة ليلا، حيث يتوقع أن تبلغ بداية العشرينيات نهارا اليوم، والصغرى بين 8 و10 مئوية في حواضر الدمام، مع زيادة الرطوبة النسبية مؤثرا في الدرجة المحسوسة، بحسب القرب من السواحل، فيما تعمل الرياح على ارتفاع أمواج البحر في الخليج العربي، بالإضافة إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية، متواصلا في الأماكن المكشوفة والطرق البرية. وتكون الأجواء مستقرة نسبيا في معظم مناطق المملكة، والسماء صافية حتى الأربعاء المقبل إن شاء الله تعالى، عدا بعض السحب العالية متفرقة في بعض الأجزاء، وتصنف هذه الأيام ضمن الفترة الهادئة، التي تستبق النقلة الفصلية باقتراب نهاية الفصل البارد، التي تكون مصحوبة بحالات من عدم الاستقرار الجوي، معتادة اعتبارا من منتصف فبراير، إلى شهر مارس الذي يدخل فيه الربيع، في حين تكون الفرص مواتية لعودة هجمات البرد أحيانا، تزامنا مع النوء الأخير للشتاء المعروف بموسم (العقارب)، الذي ينتهي فلكيا في يوم الاعتدال الربيعي 21 مارس. من جهته، يشير الباحث بمجال الطقس والفلك، سلمان آل رمضان، إلى أن المنطقة الشرقية تشهد حاليا، أجواء مربعانية موسم العقارب، تستمر 9 أيام قادمة متزامنة بفترة نجم (سعد الذابح)، سادس منازل فصل الشتاء، وفي التقديرات العامة يكون الطقس أكثر ميلا للبرودة ليلا، مع التفاوت بغير استقرار، الذي يلحظ مختلفا بين منطقة وأخرى. وقال إنه عندما يؤخذ هذا النجم مؤشرا للحالة الجوية، لا بد من افتراض الاختلاف، حيث يلحظ في المثال أن (الذابح) لم يعد برده قارسا، بتلك اللسعات في التسمية الانوائية قديما، واختيارها تشبيها في الوصف بعقرب السم لأن برده قوي. وأضاف: ثم توالت الأزمنة مع زحف الفصول واحترار الأرض، واضطرابات الغلاف الجوي بعدد من المؤثرات، الذي انعكس بالمتغيرات المتوالية، فأذابت طبقة الجليد والثلج في تلك الخريطة الأثر، واستبقينا منها نظرة إلى طوالع التقويم الفلكي، استئناسا في بعض تلك الرؤى، يعنينا منها مؤشرا على تتابع النقلات من نوء إلى آخر، وإن جاءت بغير ما كانت عليه في حقب زمنية انتهت، ولا يمنع من بعض التطابق في الخصائص الجوية بشكل عام، وكذلك احتمال برودة نودع بها فصل الشتاء. ويوضح الفلكي آل رمضان، إن طالع (سعد الذابح) يتمثل بموقع في نجمين خافتين، علامة على أول موسم العقارب، إشارة إلى قرب انتهاء فصل الشتاء وقرب حلول فصل الربيع، وتعد هذه الفترة أياما نادرة المطر، تتخللها هجمات البرد المباغتة على فترات متباعدة، مع نشاط الرياح الشمالية الباردة، كما يستمر الطقس متغيرا بمشيئة الله، وقد تتقلب الأجواء بين فترة وأخرى فتنخفض درجات الحرارة في ساعات الليل الأواخر وعند الصباح الباكر. وفي سياق متصل، تشهد الكرة الأرضية هذه الأيام، مناخا متطرفا في كثير من المواقع، حيث يتأثر الشمال الشرقي للولايات المتحدةالأمريكية، بامتداد عاصفة ثلجية قوية التي أدت يوم أمس إلى حالة غير مسبوقة من الظروف الجوية القاسية، بتراكم الثلوج على الطرقات. فيما يستعد أعلى الغرب الأوسط الأمريكي، للدخول في موجة باردة جدا، متوقعا أن تنخفض الحرارة خلالها إلى أكثر من 20 درجة تحت الصفر، مع هبوب رياح عاتية، وذلك بسبب منخفض جوي عميق يتميز بحركته السريعة، وتحرك جبهة هوائية مندفعة من القطب الشمالي. ويشمل ذلك 9 ولايات، قبل أن تعاود درجات الحرارة الانخفاض منتصف الاسبوع الحالي وفقا لشبكات الأرصاد العالمية، وفي أواسط قارة آسيا تبلغ الحرارة درجة التجمد مطلع الأسبوع، خاصة في شمال الهند، وسط تهاطل أمطار ثلجية كثيفة، كما تستمر العواصف الأطلسية المتوالية في أوروبا، التي تشهد الصقيع والثلوج والأمطار والفيضانات والرياح العاتية، مع حرارة تقارب درجة التجمد. في حين تكون المنطقة العربية، عرضة لموجات متفاوتة من عصف الرياح وتذبذب الأحوال الجوية، نتيجة موجة متطرفة من الضغط الجوي المرتفع في بلاد الشام، مؤديا إلى ارتفاع مستويات الحرارة على نحوٍ غير مسبوق. ويتوقع أن تسود أجواء حارة بضعة أيام، بزيادة تتجاوز المعدل السنوي في مثل هذه الأيام من الفصل الشتائي بحوالي 7 درجات مئوية، ويختلف الوضع في استراليا بحرارة تلامس 50 درجة مئوية في بعض المقاطعات، ويعد ذلك حالة لم تشهدها القارة منذ عشرات السنين. في حين تتباين الحالة الجوية بشمال إفريقيا، حيث يبدأ هذا الاسبوع بأمطار غزيرة على تونس والجزائر ومصر، بسبب الاضطرابات الجوية التي تمتد من شمال غرب أوروبا.