تحوّلت أجواء الساحل الشرقي منذ يوم أمس، إلى البرودة نسبيا وخاصة في ساعات الليل، مع توقعات بأن يزداد التراجع في درجات الحرارة، اليوم وحتى الجمعة المقبلة بإذن الله، ويكون الطقس مستقرا مع تفاوت معدلات الرطوبة خلال هذه الفترة، والذي ينعكس على مستوى الإحساس بالبرد بحسب مواقع الأرصاد. وتشير خرائط الطقس إلى تأثر المنطقة، بالمرتفع الجوي المندفع من الشمال الغربي، مصحوبا برياح شمالية غربية نشطة ودخولها في مرحلة برد العقارب، تشتد سرعتها خلال الساعات القادمة إلى أكثر من 50 أحيانا على بعض الأجزاء، وتعمل على ارتفاع الأمواج داخل البحر لتتراوح بين 3 و 4 أمتار، مع احتمالية إثارة الغبار في الأماكن المكشوفة، خاصة على الطرق البرية حيث تؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية. بعد ذلك تتحول الرياح إلى جنوبية شرقية خفيفة ومعتدلة السرعة يوم الخميس، قبل أن يتعمق المرتفع الجوي مجددا، وتعود الاضطرابات البحرية يوم الجمعة، مع رياح نشطة إلى قوية السرعة، الذي يعني ضرورة توخي الحيطة والحذر، وتجنب ارتياد البحر خلال هذه الفترات، نظرا لما يتشكل من خطورة معيقة للملاحة البحرية وممارسة أنشطة الصيد والرياضات المائية. من جهتهم، يتوقع مختصون في متابعة الطقس، وجود بوادر في إمكانية تشكل حالة من عدم الاستقرار الجوي، تؤثر على أجزاء من المملكة يومي الأربعاء والخميس إن شاء الله، قد تصحب ببعض الأمطار الخفيفة، التي تشمل أجزاء من الشمال الشرقي، بالإضافة إلى المرتفعات الغربية والجنوبية، وذلك بسبب تأثير محتمل لمنخفض جوي في طبقات الجو المتوسطة والعالية من الشمال، الذي يتزامن مع امتداد منخفض البحر الأحمر من الجنوب. وستعمل هذه الأجواء، على تكاثر الغيوم في ارتفاعات متوسطة في سماء تلك المناطق، وتكون الهطولات ضعيفة بشكل عام إلى متوسطة في المناطق الشمالية، ثم تتراجع بشكل تدريجي تباعا، ويعود الطقس من جديد إلى الاستقرار يوم الجمعة، وخلال نهاية هذا الأسبوع على نحوٍ تدريجي، ملحوظا في المتغيرات المتسارعة عند ساعات نهاية الحالة. فيما تنخفض درجات الحرارة في معظم المناطق حاليا، وتقترب من معدلاتها العامة في مثل هذا الوقت من العام وأقل نسبيا، وتتسم الأجواء بطابع شتائي غالبا، مع برودة ملموسة في ساعات الليل، وهبوب الرياح باتجاهات شمالية معظم الأحيان بين خفيفة إلى معتدلة السرعة. وفي سياق متصل، يوضح الباحث في الطقس والفلك، سلمان آل رمضان، أن عودة البرودة تكون طبيعية في هذه الفترة، حيث تتقلب الأجواء، فتنخفض درجات الحرارة باستمرار حتى نهاية الأسبوع، وتسجل الكبرى دون العشرين والصغرى بمتوسط 10 درجات. وأضاف يتفاوت مستوى التأثير بين المناطق، فتشتد البرودة في الشمال والمناطق الصحراوية، وفي الساحل الشرقي تكون في الليل المتأخر والصباح الباكر، ويأتي ذلك بفعل الرياح الشمالية الغربية، التي قد تثير الغبار، مع اشتدادها في الأماكن المفتوحة، ولا توجد مؤشرات لأمطار إلا من زخات لا تكاد تذكر هنا وهناك، قد يكون للشرقية فرصة ضئيلة يوم الخميس إن شاء الله تعالى. ويشير الفلكي آل رمضان، إلى أن بداية موسم (العقارب) تكون في طالع سعد الذابح، وهو المنزلة السادسة بفصل الشتاء، ويسمى العقرب الأولى عقرب السم، والتسمية بالذابح لأن برده قوي ويقتل كما يقتل السم، فأكثر المواشي تموت فيه من قوة البرد، وذلك وفقا إلى ما يؤخذ به في هذا التحذير من خلال توصيف الأنواء قديما، يستمر 13 يوما، وهو نجمان غير نيران في برج الجدي بينهما في رأي العين قدر ذراع، أحدهما مرتفع في الشمال والآخر هابط في الجنوب وهو من النجوم اليمانية. ويضيف الفلكي آل رمضان بقوله: "إن العقارب إذا دخلت كان دخولها إشارة تقريبية، إلى قرب انتهاء فصل الشتاء، ببرده وجفافه وشح المرعى فيه، وإيذانا بقرب حلول فصل الربيع، بدفئه وعشبه فهي تعرف أيضا بمسمى (مربعانية آخر الشتاء)، وتعد أيام نجم الذابح فترة جافة عادةً والأمطار قليلة لكنها ليست معدومة، والعقارب لها من النجوم ثلاثة: (سعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود) عند أهل شبه الجزيرة، أما العوام فيسمونها (عقرب السم وعقرب الدم وعقرب الدسم)، وعند أهل البحر تُعرف بالتسعين، فالسم دلالة على البرد الشديد، إذ ان بردها يقتل كما يقتل السم، والدم دلالة على البرد الخفيف بردها يدمي ولا يقتل، أما الدسم فدلالة على الربيع. والذابح هو أول نجوم العقارب يقوى فيه البرد، فيما يتصف هذا الموسم بهجمات البرد المباغتة على فترات متباعدة، وتهب فيه رياح شمالية وشمالية شرقية (نسرية) باردة، إلا أن الرياح السائدة أحيانا هي الجنوبية أو الجنوبية الشرقية، وهو المرحلة الأخيرة من البرد، لذا يكون الطقس متقلب الأطوار، يتكدّر بين وقت وآخر دون استقرار، وتكون أشعة الشمس حارة يصعب الجلوس في حرورها كثيراً، في حين يكون الظل باردا.