الآن انتهى المؤتمر الحزبي في ولاية آيوا، وبذلك يمكننا مناقشة موضوع أكثر خطورة: برنامج تدمير المحركات وحرق الطعام والمضاد للسوق الحرة الذي يعرف باسم "الإيثانول المستخلَص من الذرة". لا أحد يعلم لماذا لا نزال ندعم تحويل المادة الغذائية إلى بديل غير فاعل من الوقود الأحفوري - لكن تخميني هو أن المؤتمر الحزبي الأول في ولاية آيوا كان السبب الرئيسي. أي شخص يرغب في أن يكون الرئيس لا يمكنه ببساطة المخاطرة بالإشارة إلى مدى خطورة وضرر الإيثانول، لئلا يتعرض للعقوبة من قبل منتجي الذرة في ولاية آيوا. مع ذلك، هنالك بعض الإشارات الواعدة بأنه تم تخفيف قبضة صناعة الإيثانول على العملية السياسية. وكان هذا واضحاً في الأول من فبراير، عندما فاز السناتور تيد كروز في المؤتمر التحضيري الجمهوري لولاية آيوا. على الرغم من أنه كان يهدر قليلاً في وقت لاحق، إلا أنه أعرب عن معارضته لإعانات الإيثانول في برنامج "واجه الصحافة". وقالت وكالة بلومبيرج: "انتصار السناتور تيد كروز في المؤتمر التحضيري الجمهوري لولاية آيوا يقوي من عزيمة النقاد الآخرين من ذوي الولايات الاتحادية المتلعقة بالوقود الحيوي تماما، في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الشيوخ الأمريكي للنظر في إجراء يمكن أن يلغي البرنامج الذي بلغ عمره عقداً من الزمن". يعتبر هذا خبراً رائعاً محتملاً بالنسبة لدافعي الضرائب، وهواة السيارات ومستخدمي المعدات الصغيرة ومستخدمي القوارب - بل هو خبر رائع حرفياً لأي شخص يستخدم البنزين، وجميعه تقريباً مخلوط مع كثير من الإيثانول أكثر مما هو ضروري. إليكم هذه الحقيقة الصادمة: زرعت ولاية آيوا 76 مليون طن من الذرة موزعة على حوالي 50 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في عام 2014. والكثير من هذه الذرة يتم استخدامها كغذاء للحيوانات ولمزروعات الإيثانول. حوالي 16 كيلومترا مربعا من تلك الأراضي التي تبلغ مساحتها 50 ألف كيلومتر مربع يتم استخدامها لزراعة الذرة الحلوة - النوعية اللذيذة التي يتناولها الإنسان، والنوع الذي تراه على جانبي الطريق وفي أسواق المزارعين في كل أنحاء الولاية. في المجموع، يجري استخدام 40 بالمائة من محصول الذرة في الولاياتالمتحدة، الأكبر في العالم، لإنتاج الإيثانول. لاحظ روبرت برايس، وهو زميل أول في معهد مانهاتن، أن الإيثانول "يكلف أكثر من الوقود التقليدي، وأنه أسوأ بالنسبة للبيئة من الوقود التقليدي. إنها صفقة رهيبة جدا". (نشرت صحيفة «اليوم» مقالين لروبرت برايس بهذا الخصوص ضمن صفحة بلومبيرج. الأول بعنوان "إيثانول الذرة أسوأ من خط الأنابيب كيستون" بتاريخ 7 يونيو 2015، والثاني بعنوان "الغش في فولكس واجن أنظف من الإيثانول" بتاريخ 26 يناير 2016). ما المشاكل المتعلقة بالإيثانول؟ إنها تعتمد على إعانات تقدم لمجموعة ضيقة ذات مصالح خاصة. وهي تفتقر إلى الكفاءة ومكلفة. وقد ألقي اللوم عليها في زيادة تكاليف المواد الغذائية. كما أنها تضع ملوثات سامة في مياه الشرب. وتجعل فواتير المياه أعلى بالنسبة للمقيمين في الغرب الأوسط. إن الجريان السطحي لتلك الكميات الكبيرة من الأسمدة المستخدمة لزراعة جميع هذا الذرة في كل صيف يخلق كمية ضخمة من أزهار الطحالب ومنطقة ميتة في خليج المكسيك. ثم إن الإيثانول لا يعتبر حتى مصدراً آمناً للطاقة من الناحية البيئية - هو بالكاد يولد طاقة أكثر من تلك التي يحتاجها لإنتاجه، والتي تعتبر فقط تحسناً هامشياً عن الوضع التي كانت عليه عندما كان مصدراً سلبياً صافياً للطاقة. وهذا التحسن من باب المجاملة فقط لآليات زراعية أكثر إنتاجية وأساليب أكثر فاعلية في تحويل الوقود الحيوي إلى كحول قابل للحرق. لكنه لا يزال يزيد انبعاثات أكاسيد النيتروجين، المكون الرئيسي في الضباب الدخاني، وغيره من الملوثات الخطيرة. تقول مجموعة العمل البيئية: إن الإيثانول يسبب مشاكل بيئية أكثر من التي يقوم بحلها. بل إن الإيثانول لا يقلل حتى من اعتماد أمريكا على النفط المستورد. ربما الأسوأ بالنسبة لي، أنه يتسبب في دمار دائم للمحركات. قم بالبحث عميقا في التفاصيل وستجد كثيرا من المشكلات لأي شخص يمتلك شيئا يعمل بمحرك بنزين: الإيثانول مادة مائية، ما يعني أنه يحمل الماء - وهذا ليس جيدا بالنسبة لمحركات الاحتراق الداخلي. وحيث إنه يبدأ حياته كمادة بيولوجية، فإنه ليس مستقراً جداً أو طويل الأمد. وينبغي ألا يتم تخزينه لفترات طويلة من الوقت بسبب سرعة تلفه. ليس من المفترض أن تستخدم الدراجات النارية وقود الإيثانول، والأشخاص الذين يستخدمونه في محركات قواربهم (أحيانا لا يكون أمامهم خيار غيره) غالبا ما يأسفون على الإصلاحات المكلفة التي يمكن أن يتسبب بها، خاصة في الآليات التي تستخدم في المياه المالحة. ولهذا السبب تضمن الشركات المصنعة للمعدات فقط محركاتها التي تستخدم خليط البنزين الذي يحتوي على نسبة لا تزيد عن 10 بالمائة من الإيثانول. وتقول إنه إذا تجاوزت تلك النسبة فإن المحركات يمكن أن تتعرض للتعطل أو التلف.