مع حلول مؤتمرات أيوا الانتخابية بعد أقل من أسبوعين، إليكم هذا الخبر العاجل: إن ولايات الذرة والإيثانول، والتي هي دائما القضية المحورية في تلك الولاية، هي أكثر فتكا من الانبعاثات من سيارات فولكس واجن المغشوشة. أربع مرات أكثر فتكا، على وجه الدقة. الآن، معظم الأمريكيين ربما يدركون أن فولكس واجن، ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، تواجه مشاكل قانونية في كل من الولاياتالمتحدة وخارجها، لأنها قامت بتركيب برامج على سياراتها تسمح للمركبات بالتغلب على اختبارات السيطرة على الانبعاثات. قبل أسبوعين، رفعت وزارة العدل دعوى قضائية ضد الشركة الألمانية لمخالفتها قانون الهواء النظيف عن طريق تجهيز أكثر من نصف مليون سيارة بهذا البرنامج. في الولاياتالمتحدة وحدها، يمكن فولكس واجن أن تواجه غرامات تصل إلى 90 مليار دولار. السيارات التي يجري الحديث عنها أنتجت أكاسيد النيتروجين أكثر ب 10-40 مرة ضعف ما يسمح فيه القانون. وزيادة الانبعاثات تلك سوف تسبب حوالي 60 حالة وفاة مبكرة سنويا في الولاياتالمتحدة، وفقا لدراسة أجراها باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد. بعد فترة وجيزة من اكتشاف سينثيا جايلز، مساعدة مدير وكالة حماية البيئة لمكتب التنفيذ وضمان الامتثال، أن فولكس واجن كانت تغش، ، نددت بجهود الشركة الرامية إلى "التهرب من معايير الهواء النقي" ووصفتها بأنها أمر "غير قانوني ويشكل خطرا على الصحة العامة." لكن الايثانول المستخرَج من الذرة يشكل تهديدا أكبر، كما تظهر الأبحاث التي تقوم بها وكالة حماية البيئة نفسها. في عام 2010، فصلت الوكالة الآثار البيئية والاقتصادية لمعيار الوقود المتجدد، وهو قانون فدرالي يلزم تجار التجزئة بمزج الإيثانول في البنزين التي يبيعونه. إضافة الإيثانول إلى البنزين يسبب ارتفاع الانبعاثات - بما في ذلك أكاسيد النيتروجين، وهي نفس الملوثات التي يدور الخلاف حولها في قضية فولكس واجن. وجدت وكالة حماية البيئة أن الوقود المخلوط بالإيثانول يزيد أيضا "انبعاثات الهيدروكربونات وأكاسيد النيتروجين والجسيمات والملوثات الأخرى"، والتي من شأنها أن "تؤدي إلى زيادات في الملوثات نسبة إلى المتوسط السنوي بحسب الحجم السكاني وتركيزات الأوزون، والتي بدورها من المتوقع أن تؤدي إلى ما يصل إلى 245 حالة وفاة مبكرة بين البالغين". وبالتالي، فإن الوصية بإضافة الايثانول من الذرة يقتل الجمهور الأمريكي أكثر من أربع أضعاف الوفيات التي تسببها الانبعاثات من سيارات فوكس واجن]. لكن أبرز المرشحين للرئاسة يدافعون جميعا لصالح الإيثانول. في الواقع، دعمهم بالإجماع تقريبا لهذه التوصية هو مثل أي قضية أخرى في السياسة الأمريكية. والسبب في التوصية باستخدام الذرة هو من صالح ولاية أيوا المشهورة بالذرة: لا يوجد مرشح للرئاسة فاز على الإطلاق في انتخابات ايوا إذا كان يعارض استخراج الايثانول من الذرة. دونالد ترامب، وهو مرشح جمهوري بارز في ولاية ايوا، قال: "الإيثانول رائع ... أنا تماما لصالح الإيثانول بنسبة 100 في المائة. وسوف أدعم ذلك." هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا في ولاية أيوا، هي أيضا داعمة للإيثانول. لا عليك من أنها حين كانت عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، صوتت ضد الايثانول 17 مرة. وقالت في أغسطس الماضي: "نحن بحاجة إلى تعزيز معيار الوقود المتجدد" وتوسيع "المساهمة العامة التي يقدمها الوقود المتجددة لإمدادات الوقود الوطني لدينا." المرشح الحالي الوحيد الذي تجرأ بالابتعاد عن عقيدة الإيثانول هو تيد كروز، ولكن حتى هو تراجع بضع خطوات للوراء. قبل نحو أسبوعين، نشر مقالا افتتاحيا في دي موين ريجستر، قائلا، إنه كان "محض هراء" أنه يعارض الإيثانول. في حين أننا لا نتوقع الشجاعة بين المرشحين للرئاسة الذين يذهبون كل أربع سنوات إلى ولاية أيوا، إلا أنه ينبغي لوكالة حماية البيئة حماية الجمهور من الإيثانول، وليس الترويج له. للأسف، هذا فقط ما تقوم به الوكالة. في نوفمبر، على الرغم من النتائج التي توصلت إليها الوكالة بأن الوقود المخلوط بالإيثانول ينتج عنه الوفاة المبكرة لأكثر من 200 أمريكي سنويا، زادت في الواقع كمية الإيثانول الذي يجب أن يتم مزجه في إمدادات الوقود المحلية كل عام بأكثر من مليار جالون. إذا أرادت الحكومة الفدرالية أن تفرض غرامة بمليارات الدولارات على فولكس واجن لأنها تساهم عن علم في تلويث الهواء، فيجدر بها أن تتخذ إجراء مماثلا ضد صناعة الإيثانول. والأفضل من ذلك أن يتم إلغاء القانون الذي يفرض استخدام الإيثانول.