إلى وقتنا هذا يدق جرس الإرهاب مخاطره، وما منا إلا ويتأذى منه سواء بالسمع أو بالنظر أو بالقتل، ويضع كل يوم مخالبه في أجسادنا ليفتح جرحا عميقا في وطننا الغالي لا تراعى فيه حرمة مسجد أو موقع مقدس أو حرمة الدماء التي لو يعلم فاعلها مدى عقوبتها ما فكر يوما في مجرد القرب أو التفكير مما يفعله ولو كان هدفه الأساسي جمع الأموال من وراء ذلك فلا هنيئاً ولا مريئاً بها وإن كان من ورائه حدوث الفتن الطائفية بين مجتمعاتنا فإن الدين حذرنا من هذا حين قال في كتابه العزيز (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، فان لم تدرك معنى الخلد في جهنم فلا بد أن تدرك غضب الله عليك، وإن لم تدرك غضب الله فاعلم أن لعنة الله شديدة، وما أدراك ما لعنة الله وهي الطرد من رحمته. أحساؤنا الحبيبة عاشت يوما قاسيا وداميا عندما قام بعض من باعوا دينهم وحياتهم للفكر الشيطاني الذي لا يرضى عنه رب رحيم ولا رجل ولا طفل صغير.. لقد تم تداول كلمة في مقطع عن هذا الحادث الأليم من أحد الحاضرين كنا نتمنى أن لا نسمعها من رجل مخلص يخاف على وطنه وأمنه وهى عبارة (صوره... لا يغيرونه) ويقصد به الشخص الثاني الذي قبض عليه قبل أن ينفجر الحزام الناسف والذي أعلنت الداخلية عن اسمه وجنسيته بكل شجاعة وشفافية، لقد آلمت أهالي الشهداء هذه الجملة وذويهم أكثر من غيرهم وهي تشكك في نزاهة رجال أمننا الذين يضحون بأرواحهم ودمائهم من اجلي وأجلك، وللأسف أصبحت هذه الجملة ورقة في ايادى أعدائنا بنشرها في قنواتهم الاعلامية بهدف إثارة الفتنة والطائفية. تلك العبارة لا تعبر إلا عن قائلها الذي يهدف الى زعزعة الأمن والتشكيك فيه وتمزيق وحدة الوطن. عندما نصلي في مساجدنا أنا وأنت يوم الجمعة نشاهد هؤلاء الرجال منذ وقت مبكر يحرسونها بكل عددهم وعتادهم ولا يتركون الموقع حتى يخرج آخر مصل لننعم بالعبادة والخشوع ونسعد بأقوال الخطيب ونشعر بالأمن والأمان والسعادة في الوقت الذي هم بعيدون عن أسرهم وأبنائهم في إجازة نهاية الأسبوع. هؤلاء وبفضل من الله كان لوجودهم أثر كبير بتقليل الإصابات وسرعة القبض على المنفذ ولو كانوا غير متواجدين لرأيت كثيرا من الضحايا الأبرياء فقد تقاسموا رجال الأمن الضحايا في دمائهم وذلك بشهادة المصابين. أصوات هؤلاء المحرضين النشاز تتجانس مع المفجرين فكلاهما سواء بالكره والتخوين والتكفير والكراهية فالوطن في قلوبنا ويحتوينا جميعا لا يفرق بين شخص وآخر ولا عقيدة وغيرها فالدين والوطن لله وكل يحاسب على ما في قلبه. لذا هنيئاً لرجالنا البواسل فأجمل شيء نقدمه لكم حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله). رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني.