تستمر الأجواء باردة نسبيا في الساحل الشرقي اليوم، فيما تؤدي زيادة الرطوبة المرتفعة إلى الإحساس بمتغير جوي مختلف، مقارنة بنهاية الأسبوع الماضي، وذلك رغم درجات الحرارة المنخفضة، التي تظل بمعدلاتها الطبيعية لفصل الشتاء حتى نهاية الأسبوع، مع هبوب رياح شمالية نشطة تتفاوت في السرعة. كما تتهيأ الفرصة لهطول بعض الأمطار الخفيفة إن شاء الله، في أجزاء من المنطقة خلال اليومين المقبلين، يتوقع أن تشمل جنوب منطقة الرياض، في حين يكون الطقس باردا اليوم بمعظم مناطق المملكة بسبب سيطرة الكتلة الهوائية المندفعة من شمال سيبيريا، المعتادة سنويا في مثل هذه الأيام. وتخف البرودة تدريجيا اعتبارا من يوم غدٍ الثلاثاء الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، بعد أن تهاوت إلى ما دون الصفر المئوي في بعض المناطق، مع تساقط زخات الثلج شمال المملكة وبلغت أطراف الشرقية والخليج العربي، مع تكوّن ظاهرة الصقيع في حالة نادرة لوضعيات الطقس، التي زادت مساحتها عما كانت عليه سابقا ولم تعد محدودة على مرتفعات الجبال فقط. وفي تطورات الطقس بالمملكة يتضح أيضا حالة من عدم الاستقرار الجوي في الجنوب الغربي، عند تقابل كتلة هوائية دافئة ورطبة مع الكتلة الباردة المتواجدة في الأجواء، الذي يساعد على هطول الأمطار بمشيئة الله، وقد تمتد إلى مرتفعات منطقة مكةالمكرمة. من جهته، يتوقع الباحث المختص بالطقس والفلك سلمان آل رمضان، استمرار الأجواء باردة نسبيا في اليومين المقبلين بالمنطقة الشرقية، وتسجل درجات الحرارة 15 و18 نهارا و5 و8 درجات ليلا، فيما تختلف الحالة مقارنة مع الأيام الماضية أثناء سيطرة الموجة القطبية، وذلك بسبب تأثير واضح للرطوبة التي تتجه إلى ارتفاع طفيف، وهي من العوامل الجوية التي تساعد في المتغير الجوي خاصة بالمواقع الساحلية، فيكون الإحساس بدرجات حرارة أعلى من المعلنة أرصاديا. وقال إن الطقس يميل إلى الدفء خلال فترات الظهيرة، كما تشتد الرياح الشمالية الغربية، ومن ثم تبدأ الحالة بالتحرك للرحيل من يوم الأربعاء بمشيئة الله، ومع ذلك تستمر البرودة، لكنها أخف مما هي عليه مستمرة حتى الثلث الأول من فبراير الجاري، حيث نستقبل بعدها مربعانية آخر الشتاء التي تستمر حتى دخول فصل الربيع فلكيا في مارس المقبل. وأوضح آل رمضان أنه رغم موسم الأمطار بهذه الفترة، فما زالت السواحل الجنوبية الغربية هي المرجحة للهطولات، وتنعدم في سواحل الخليج ماعدا مؤشرات خفيفة، وقد تجسد ظروفا جوية بحيث تتهيأ الإمكانية الأربعاء القادم إن شاء الله تعالى، الذي لا يمكن الجزم به تأكيدا، نظرا لما هو عليه المطر من صعوبة التنبؤات المسبقة في جميع المواسم بلا استثناء. وبحسب آل رمضان فإن موسم الشبط لا يكون شديد البرودة، إلا مع المرتفعات الجوية القادمة من شمال القارة الأوروبية والمناطق القطبية، وكانت فترة هذا العام متراجعة باستثناء بضعة أيام وفي مناطق متفرقة، فالسجلات تشير لأشد منها في سنوات ماضية والمثال عام 2008، لكن التطرف في الطقس هذا العام، كان ملفتا بسقوط ثلوج خفيفة في أماكن غير معتادة في مثل هذا الموسم، متوافقا مع برد الازيرق في الدر السبعين بعد المئة من (العشرة السابعة عشرة من سنة سهيل). وقال إن الدخول في المنزلة الخامسة بفصل الشتاء (البلدة) حاليا، يمثل أياما تنشط خلالها الرياح الشمالية والشمالية الغربية بصورة مفاجأة، ويشوب الجو فيها بعض الرطوبة فأوله محرق وآخره مورق فالجو فيه يكون باردا رطبا غير جاف، إلا أن البرد يبتدئ بالانحسار تدريجياً، الأمر الذي يجعل الماء يكثر جريانه في غصون الشجر وتبدأ أوراقها بالظهور. ويضيف بقوله: «كذلك فانه قد تتكرر هجمات البرد حتى منتصف شهر فبراير، تكون على فترات غير مستقرة تحدث في أواخر أيام طالع البلدة، ويرتهن ذلك بوضعية تقدم المرتفع السيبيري، في حين تشير السجلات المناخية، إلى أن هذا الشهر يعد من أشهر البرد بخصائص شتوية في الغالب، على رغم احتمال بعض الارتفاع بدرجات الحرارة. وتتسم الفترة المقبلة بالهدوء واستقرار الطقس وبعض الدفء، باستثناء الساعات الأخيرة ليلا والصباح الباكر، مع تقلبات بين المعتدلة إلى الباردة، قبل أن تتحول إلى مرحلة استقبال فصل الربيع، التي تشهد متغيرات لها طبيعتها المعتادة كل عام في شهر مارس، ومرتبطا بما يشوب حركة الغلاف الجوي في حينه. وأكد الفلكي آل رمضان أن البرد يكون مباغتا دون انقطاع بعد نهاية الطالع الأخير من (الشبط)، وذلك في موسم (العقارب) متزامنة بالفترة الأخيرة من فصل الشتاء، ودون علاقة بالطوالع في التأثير على أحوال الطقس، فهي علامات عُرفت فواصل اصطلاحية زمنيا، برؤية الحسابات الفلكية التي تحدد الفصول على نحوٍ تقديري، وتختلف عاما بعد آخر فهناك تقدم للفصول، بما يعني عدم التطابق الدقيق في هذه المواقيت.