تتعرض أجواء السعودية-بمشيئة الله تعالى- لموجات شديدة البرودة، اعتبارا من نهاية الأسبوع الجاري، وذلك نتيجة اندفاع كتل هوائية مصاحبة للمنخفضات الجوية التي تشكلت في منطقة حوض شرق المتوسط منذ أمس الأول، فيما أشار خبراء الطقس إلى عدم وجود بوادر قوية في امكانية تأثر البلاد بأجواء خارج النسق المعتاد في الشتاء. مشيرين إلى أن الكتلة الهوائية الباردة ستكون معتادة في هذا الفصل، ومحدودة بانخفاض درجات الحرارة إلى معدلات مماثلة للمواسم السابقة، واحتمالات ضعيفة في الأمطار وتساقط الثلوج بكميات كبيرة، وذلك مقارنة بما يحدث في بلاد الشام التي تتعرض هذه الأيام لاضطرابات جوية عنيفة، متأثرةً بالمنخفض المتوسطي، فيما يتفاوت مستوى التأثير على السعودية، حيث تبدأ الموجة الباردة بالمناطق الشمالية والشمالية الغربية، وتمتد بتدفق الرياح القطبية نحو كافة مناطق السعودية، التي تساعد على انخفاض درجات الحرارة مساء اليوم، وتسجل حول وأقل من الصفر المئوي مطلع الأسبوع المقبل. وقال متابعون للأنواء إن هذه الموجة الشتائية معتادة في مثل هذا الوقت من العام، فيما تتوافق بالمنطقة الشرقية مع دخول منزلة النعايم السبت المقبل، سابقة لموعدها التقريبي في منتصف الشهر، وذلك وفقا لمعطيات بيانات نماذج التنبؤات العددية الجوية الخاصة بالطقس في هذا الفصل، وقد أخذت توقعات بالكثير من المتغيرات المحتملة، فيما يوضح المؤشر الحراري انخفاض وملامسة درجة الحرارة للصفر المئوي، بشكل متفاوت لعدة أيام حتى أواخر نوء الشبط، إضافة إلى تراجع معدل الرطوبة، وهي الخصائص المعروفة في هذا الموسم، حيث يتأثر الساحل الشرقي، بمفعول ممتد لموجة البرد المتوقعة شمال السعودية، ومنها إلى بقية الأجزاء، والتي سوف تبلغ ذروتها مطلع الأسبوع المقبل-بإذن الله تعالى-، كما تعد التصنيفات حسابا تقريبيا بمؤشر الطوالع، التي يتم بموجبها منذ القديم، الاهتداء لمعرفة المواقيت الفصلية، وهي بعيدة قطعيا عن العلاقة بمتغيرات مناخ الأرض. وفي سياق متصل أوضح عبدالعزيز الشمري الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن العديد من العوامل الجوية ساعدت في تأخير موعد دخول هذه الموجة الباردة، التي تتزامن مع الأسبوع الاول من ديسمبر بشكل سنوي، والمتغير الزمني-بمشيئة الله تعالى- كان نتيجة سيطرة منخفض البحر الأحمر والمنخفض السوداني والمتوسطي على حالة الطقس في المملكة خلال الفترة الماضية، التي شهدت أجواءً تميل إلى الاستقرار بصفة عامة على رغم المرور بفصل الشتاء. وقال في تصريحه ل "اليوم" ان التوقعات تشير إلى بداية دخول الكتلة الموسمية حاليا بالشمال والشمال الغربي، وتتوغل في الأجواء-بمشيئة الله تعالى- خلال الأسبوعين المقبلين، بحيث تتراجع درجات الحرارة بشكل كبير في جميع أنحاء المملكة، مشيراً في ذات السياق إلى عدم وجود احتمالات أمطار خلال شهري يناير وفبراير، باستثناء ما قد يستجد-بمشيئة الله تعالى- من متغيرات جوية، وقد تتهيأ معها امكانية بعض الامطار خاصة على الشمال الغربي في الأسبوع المقبل، ومتفرقة في مناطق محدودة والتي لا تقاس بالضرورة في علاقة بالمرتفع السيبيري، وفي كل الأحوال يكون التفاؤل بموسمها بفصل الربيع، وذلك وفقا إلى الاستئناس بالعديد من المبشرات وعلامات ايجابية في توقع هطول الأمطار-بإذن الله تعالى- خلال شهري أبريل ومايو. وأضاف "لا مجال للمبالغة في توقعات المرحلة المقبلة، وذلك بالنظر إلى اعتيادية جميع العناصر الجوية التي تتكرر موسميا بشكل متقارب، ولا يمنع ذلك من موجات البرودة وشدتها، وحدوث الانخفاض بدرجات الحرارة إلى أدنى من الصفر في بعض المناطق، التي تكون في المعدل السنوي في مثل هذه الفترة من فصل الشتاء، مع ملاحظة أن الأجواء حتى الآن هي أكثر دفئا مقارنة بالسنوات الماضية، وبالتالي يصعب الحكم مسبقا، الذي يعتمد-بإذن الله تعالى- على مدى قوة الكتلة السيبيرية ومستوى اندفاعها نحو المملكة، وهو الذي سوف يتضح الأسبوع المقبل، ومن شأن هذا المرتفع التأثير المباشر الذي يساعد على انخفاض نسبة الرطوبة في الساحل الشرقي، بعد فترة متصلة من الارتفاعات غير المعتادة".