تتراجع سرعة الرياح السطحية بالشمال الشرقي للمملكة اليوم الثلاثاء، وتتحوّل إلى جنوبية في نهاية الأسبوع بإذن الله، الذي يساعد في حدوث تغيير طفيف على درجات الحرارة يرفعها إلى العشرينات نهارا في حاضرة الدمام اعتبارا من الغد، مع استمرارها منخفضة مساء. وتشير التوقعات إلى أن تهدأ الكتلة الهوائية الشمالية حتى مطلع الأسبوع المقبل، في حين تعود موجة البرودة مجددا عند الاقتراب من منتصف يناير الجاري، وهي الفترة التي تمثل عمق فصل الشتاء، وتشهد المنطقة خلالها طقسا مختلفا في كثير من المتغيرات، تشمل تدني درجات الحرارة ونسبة الرطوبة إلى أقل المستويات، بما ينعكس على طبيعة الأجواء في الإحساس باشتداد البرد، ويتزامن ذلك مع دخول موسم الشبط. فيما تتعرض أجزاء واسعة من المملكة حاليا، لاستمرار سيطرة المرتفع الجوي الموسمي، المعتاد في مثل هذا الوقت من العام، متوقعا أن تكون أيام الإجازة المدرسية مميزة في استقرار الطقس باردا في الليل ومعتدل نهارا. وفي سياق متصل، أوضح الباحث العلمي المختص عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن الفترة الأخيرة من الأربعانية تكون باردة عادة ويلحظ ذلك في أجواء معظم مناطق المملكة منذ يومين، الذي صادف دخول نجمها الأخير (الشولة)، بمعنى توقع زيادة مستوى البرودة باستمرار، خاصة في الأسبوعين القادمين إن شاء الله، وهو موعد دخول منزلة الشبط (برد البطين) في 14 من الشهر. وقال إنه من الطبيعي أن تكون هناك متغيرات بين وقت وآخر، سواءً من حيث موقع المنطقة الجغرافية، أو من ناحية مدى قوة وتأثير المرتفع الجوي على سرعة واتجاه الرياح، كما هو الفارق بحسب القرب من السواحل بسبب الرطوبة، وبشكل عام فان المرتفع السيبيري، يعطي مجال في توقعات المرحلة المقبلة، التي سوف تميل بمشيئة الله إلى اشتداد البرد، ويكون ذلك على نحوٍ غير مستقر، وغالبا انخفاض درجات الحرارة خاصة الصغرى. وأضاف الشمري إن معرفة أحوال الطقس وفق مؤشر الطوالع النجمية، قد يتطابق مع الواقع أحيانا، ولكنه يعد حسابا تقديريا، واختلاف موعد الأنواء أصبح غير مستقر، الذي قد لا يمثل النقلات الفصلية في الواقع بشكل محدد، خاصة عندما نأخذ في الاعتبار، أن أحوال الطقس تتغير بين موسم وآخر. ومن باب الاستئناس بموروث علم الأنواء: تكون المعرفة متاحة في بعض هذه التوافقات، ومن ذلك التعاطي مع تلك الرؤى في متابعة النقلات الفصلية، والمثال في الاستفادة كما هو هذه الأيام في طالع الشولة، وتوصيفه بموسم برد الانصراف، تنبيها وتحذير يقال فيه : لا برد إلا بعد الانصراف ولا حر إلا بعد الانصراف. وأوضح أن سبب تعاقب الفصول، يكون نتيجة ميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس، فتختلف زاوية سقوط أشعة الشمس على المكان الواحد من الأرض بين شهر وآخر، ويتبع ذلك التباين والاختلاف في درجات الحرارة والأحوال الجوية من شهر إلى شهر، خصوصا في الآونة الحالية مرورا بمؤثر الدورة الشمسية، التي شهد كوكبنا منذ بدايتها تقلبات كبيرة جدا. وفيما يؤكد أن التنبؤات بالأمطار غير موثوقة، خاصة على المدى المتوسط والبعيد، قال الفلكي الشمري، إنها تؤخذ استئناسا من خلال وجود علامات وبوادر، إضافة إلى المقاربة مع ما سبق، واحتمال التكرار في مواسم معينة، ورغم كل ذلك للأمطار شأن يصعب على التوقعات، فهي بإرادة الله محتملة في كل وقت. وختم الشمري بقوله: "ونحن ننظر إلى الفترة المقبلة بالأمل والمبشرات، فيما لا مجال للجزم بموعدها مستقبلا، وإن كانت بعض العوامل متوافرة في هذه الإمكانية لبعض الهطولات الشتوية، فإنه لا يمنع أن تكون قبل موعدها المرتقب بفصل الربيع ويرتبط ذلك بما يستجد بمشيئة الله، وما يأتِ حين تتهيأ الأسباب وتتوفر العوامل الجوية، ولا تقاس بالضرورة في علاقة بالمرتفع السيبيري، فيما هو التفاؤل بموسمها خلال فصل الربيع القادم».