لم يتمكن أولئك الأشرار الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم وأسيادهم وأقدموا على ارتكاب فعلتهم الشنعاء بمسجد الرضا بالأحساء من تحقيق مآربهم الدنيئة، بنشر الفتنة بين صفوف أبناء الوطن، وخدش الحالة الأمنية في هذه البلاد المقدسة، أو تمرير نواياهم باشعال موجة جديدة من موجات الطائفية البغيضة. لم يتمكن أولئك -رغم ما فعلوه- من التأثير على الوحدة الوطنية الكبرى، التي تجلت بوضوح في تلاحم الأمة مع قيادتها الرشيدة. هذا التلاحم الرائع ظهر جليا بعد حادث الأحساء وبعد كل الحوادث الإرهابية التي خيل لأصحابها أن باستطاعتهم الحيلولة دون استمرارية تلك الوحدة الرائعة، التي ما زالت تحقق أروع انتصار على تلك الزمرة الحاقدة، التي لا تريد الخير لهذا الوطن، ولا تريد إلا تعطيل تنميته وإشاعة الفتن والأزمات بين صفوف أبنائه، الملتفين حول قيادتهم الحكيمة، التي مافتئت تلاحق أولئك المجرمين؛ للقضاء عليهم والقضاء على ظاهرتهم الشريرة داخل المملكة وخارجها. إن ظاهرة الإرهاب لم تحقق أهدافها في هذه البلاد الآمنة منذ ظهورها لأول مرة وحتى الجريمة التي نفذت في الأحساء، فهي ظاهرة مرفوضة من قبل كل المواطنين الشرفاء الموالين لقيادتهم، والذين يمثلون عيون أمن ساهرة على استقرار هذا الوطن، كما هو الحال مع أولئك الجنود الأشاوس من رجالات الأمن، الذين ما زالوا يسطرون بجهودهم أروع أمثلة التضحية والفداء وهم يلاحقون أولئك الخارجين عن العقيدة وعن القانون؛ للقصاص منهم ومن أفعالهم البغيضة، وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي أعمالهم. جريمة الأحساء النكراء، أثبتت -من جديد- هذا التلاحم الرائع بين الحاكم والمحكوم في هذا الوطن المقدس، وأثبتت -من جديد- أن الأمن في هذه الديار المعطاء سيظل علامة فارقة، عرفت بها المملكة بين شعوب العالم وأممه. فأولئك الأشرار لن يتمكنوا بأي حال من الأحوال من خدش تلك الحالة الأمنية أو إصابتها بأي خلل، فهي تمثل عنوان التنمية بالمملكة، وعنوان تقدمها وازدهارها منذ تكوينها وحتى العهد الزاهر الحاضر. يخطئ أولئك المارقون ومن في قلوبهم مرض إن اعتقدوا أن عملياتهم الإجرامية سوف تؤثر على وحدة هذا الوطن وتماسكه وإصراره على ملاحقة الجريمة والإرهاب ومحاولة اقتلاعهما من الجذور، وهذا ما يحدث على أرض الواقع، فالقيادة الرشيدة باستخدامها لقبضتها الحديدية الضاربة ماضية قدما في ملاحقة أولئك المجرمين، واجتثاث ظاهرتهم المرفوضة من سائر المجتمعات البشرية دون استثناء. ستبقى الأحساء رغم أنف الحاقدين، وستبقى كل أجزاء المملكة المترامية الأطراف آمنة ومستقرة وهادئة، مهما حاول أولئك العابثون الانقضاض على وحدة هذا الوطن وسلامة أمنه واستقراره، فها هي أفكارهم المنحرفة وأعمالهم الشريرة تندحر على صخرة هذه الوحدة الوطنية الرائعة، التي أثبتت وجودها على أرض الواقع، وأثبتت أنها الرادع الحقيقي لكل محاولة طائشة من أولئك الإرهابيين الحاقدين. عرفت الأحساء بتعايشها وانسجامها الاجتماعي وأمنها، في ظل قيادتها الرشيدة، وستبقى معروفة بهذه السمات والخصال رغم أنوف أولئك الذين حاولوا خدش أمنها، والتلاعب باستقرارها، كما حاولوا من قبل في مدن أخرى من مدن المملكة. حفظ الله الأحساء وأهلها من شرور أولئك المجرمين. وحفظ الله قيادتنا الرشيدة، وعزمها المستمر على ملاحقة ظاهرة الإرهاب ودحر الإرهابيين، وإفشال مخططاتهم الإجرامية للنيل من أمن هذه البلاد واستقرارها.