وصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء لمحافظة الأحساء، ليقف بنفسه على مسرح الجريمة النكراء، التي وقعت بمسجد الرضا بحي محاسن، ويواسي اخوانه المتضررين من الحادث الإجرامي، الذي لم يؤثر بأي شكل من الأشكال على أمن المحافظة واستقرارها. فالزيارة الكريمة تثبت من جديد تصدي القيادة الرشيدة -بكل حزم- لتلك الممارسات الإجرامية، التي يقوم بها ثلة من المجرمين الإرهابيين، الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم، وتخلوا عن أبسط مبادئ وقواعد وقيم العقيدة الإسلامية السمحة، التي تحارب تلك الممارسات وتحارب من يقوم بها. إن وقوف سمو ولي العهد على مسرح الجريمة، واطلاعه على تفاصيلها عن كثب، ومواساة المتضررين منها؛ يؤكد من جديد على تلاحم القيادة الرشيدة مع المواطنين، فحادث الأحساء الرهيب لا يختلف عن الحوادث الإجرامية التي حدثت بعدة مدن بالمملكة، وهي في مجموعها تحاول بث الفتن والفرقة بين أبناء المملكة وتحاول زرع بذور الطائفية المقيتة بين صفوفهم، ونشر وسائل الترويع والتخويف بين المواطنين؛ للعبث بأمنهم واستقرارهم وخدش وحدتهم الوطنية القوية، التي تجلت بعد كل حادث إرهابي في التفاف المواطنين حول قيادتهم الحكيمة، ومباركتهم لها على استخدام قبضتها الحديدية المؤثرة ضد أولئك الإرهابيين الحاقدين، وضد ظاهرة الإرهاب بكل أشكالها ومسمياتها وأهدافها الشريرة. ما حدث في الأحساء لن يؤثر على تلك اللحمة القوية القائمة بين الحاكم والمحكوم في هذا الوطن المعطاء، فقد زرعها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -يرحمه الله- أثناء قيام الكيان السعودي الشامخ، وسار على نهجه أشباله الميامين حتى العهد الزاهر الحاضر، وتلك اللحمة سوف تخيب أحلام أولئك السادرين في غيهم من الإرهابيين بالنيل من أمن هذه البلاد واستقرارها ووحدتها الوطنية. لقد استنكر كل المواطنين من داخل المحافظة ومن كل جزء من أجزاء هذا الوطن تلك العملية الإجرامية الشنيعة، ونددوا بمن قام بها من تلك الفئة الضالة والمضللة، فهي عملية إجرامية لا تهدف إلا لنشر بذور الطائفية في هذه المحافظة، وخدش الحالة الأمنية التي يتمتع بها أبناء المملكة. وقد بذل رجالات الأمن بالمحافظة قصارى جهدهم؛ لاحتواء الحادث والقبض على الجناة؛ لتحويلهم إلى العدالة؛ لتقول كلمة الحق في عملهم الإجرامي، وفي محاولتهم اليائسة لنشر أفكارهم المنحرفة الخارجة عن كل الأعراف والأديان والقوانين المرعية. العمل الإجرامي بالأحساء لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤثر على الوحدة الوطنية القوية، وعلى التحام المواطنين بقيادتهم الرشيدة، وعلى أمن بلادهم واستقرارها. وما قام به رجالات الأمن من استبسال لاحتواء تلك الجريمة والقبض على مرتكبيها؛ يؤكد مضي القيادة الرشيدة في استخدامها لقبضتها الحديدية الفاعلة؛ للقضاء على كل أشكال الجرائم، وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب التي لا مكان لها في وطن يعتز المواطنون فيه بتمسكهم بمبادئ عقيدتهم الإسلامية الغراء، التي تكافح ظاهرة الإرهاب وتندد بأصحابها. وثبت من خلال ما حدث في المحافظة وما حدث من عمليات إرهابية في عدد من مدن المملكة، أن تلك الأعمال الشريرة لم تزد المواطنين إلا تماسكا والتحاما مع قيادتهم الحكيمة، وهي تلاحق أولئك المجرمين؛ للقصاص منهم وتخليص البلاد والعباد من شرورهم. وقد نجح هذا النهج السليم أيما نجاح، لتبقى المملكة -كما عهدها العالم بأسره- واحة للأمن والأمان، وقد عرفت المملكة بأنها تتمتع بأمن متميز حتى تحولت هذه الحالة إلى علامة فارقة عرفت بها بين شعوب العالم وأممه. ولا يمكن لتلك الفئة الضالة أن تؤثر على تلك الحالة أو تزعزع أمن المواطنين واستقرارهم، وسيبقى هذا البلد الآمن المقدس محفوفا بعناية الله، ومحفوفا باستمرارية القيادة الرشيدة في نهجها السليم بإبعاد البلاد والعباد عن كل شر، وإبعادها عن عبث العابثين والحاقدين ومن في قلوبهم مرض، لتبقى المملكة عنوانا للأمن والاستقرار، وواحة واسعة لأمان ما زال مواطنوها والمقيمون على أرضها المباركة يتمتعون به. ولن يتمكن أولئك الأشرار وأسيادهم من نشر أفكارهم الضالة بين المواطنين المجبولين على كراهية الجريمة ولفظ أي شكل من أشكال الإرهاب.