العملية الإرهابية التي وقعت مساء يوم أمس الأول بسيهات حيث سقط فيها من سقط من الشهداء والجرحى، تدل بوضوح على أن الجرائم الإرهابية يمكن أن تحدث في أي وقت، وتدل من جانب آخر على يقظة رجال الأمن الأشاوس بوزارة الداخلية، وقدرتهم على التعامل مع تلك الجرائم بشكل رائع كما حدث في هذه العملية وغيرها من العمليات الإرهابية التي يكتشف معظمها قبل وقوعها. إن التعامل مع هذه الجريمة النكراء بحزم وعزم من قبل رجالات الأمن بالمملكة، يدل على نجاح ملاحقة أولئك الإرهابيين الذين ما زالوا يراهنون على أمن المملكة واستقرارها وحرية أبنائها، فهم يعلمون تماما ويعلم العالم بأسره أن الجرائم الإرهابية متفشية في كل بقاع الأرض، ويعلم الجميع في الوقت ذاته وفقا لأدق الاحصائيات الموثوق بصحتها أن نسبة الجريمة بالمملكة هي الأقل بين شعوب العالم وأممه. لن يتمكن الإرهابيون من تمرير مخططاتهم، ولن يتمكنوا من خدش حالة الأمن والأمان والاستقرار التي تتمتع بها المملكة منذ تأسيسها على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وحتى العهد الزاهر الحاضر، فمحاولة تقويض تلك الحالة هي محاولة فاشلة، وقد أثبتت فشلها الذريع في كل مرة، فالأمن مستتب رغم أنوف أولئك الحاقدين والمغرضين ومن في قلوبهم مرض. أمثال تلك الجريمة الإرهابية وغيرها من أشكال ومسميات الجريمة متفشية في سائر دول العالم دون استثناء، ويعتز كل مواطن في هذه الديار الآمنة المقدسة أن الأمن أضحى من أهم عناوين تقدمها وتحضرها، فالحالة الأمنية المرتفعة بالمملكة تعطي أكبر الفرص السانحة للمضي في عمليات التنمية والبناء، وهذا ما يحدث على أرض الواقع، فلا يمكن لشعب أن يتقدم ويزدهر فوق أرض تغلي كالمرجل بالإرهاب والإرهابيين. ظاهرة الإرهاب آخذة في الأفول على أرض المملكة، بفضل الله جلت قدرته، ثم بفضل القيادة الحكيمة الواعية، التي ما زالت تضرب بيد من حديد على كل عابث يحاول النيل من أمن الوطن واستقراره، ثم بفضل هؤلاء الرجال الأبطال من رجالات الأمن الذين ضحوا وما زالوا يضحون بأرواحهم في سبيل استمرارية الحالة الأمنية في هذه البلاد، التي لا يمكن للإرهابيين زعزعتها أو النيل منها. يخطئ أصحاب ظاهرة الإرهاب في تقدير حساباتهم إن ظنوا أن بإمكانهم النيل من أمن هذا الوطن واستقراره والعبث بحرية أبنائه، فهم ملاحقون دائما من قبل تلك العيون الساهرة على أمن الوطن ومواطنيه، وهي عيون ترصد كل التحركات المشبوهة، وتحاول جاهدة القبض على أولئك المجرمين قبل تنفيذ عملياتهم الإرهابية، وقد نجح رجالات الأمن مرارا وتكرارا في رصد أكثر من عملية إرهابية والقبض على مرتكبيها قبل وقوعها. سيظل الأمن مستتبا في هذه البلاد، وسيظل رجالات الأمن فيها حراسا على استقرار الوطن وحرية المواطنين والمقيمين على ترابه الطاهر، وسوف تفشل كل محاولات أولئك الشريرين للنيل من الحالة الأمنية المشهودة أو المساس بها بأي شكل من الأشكال.