أعلن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرتهما على منطقة نجد قسيم والقبع في تعز، كما سيطرا على مواقع نفطية بشبوة جنوبي البلاد، بعد معارك عنيفة أمس السبت قتل خلالها نحو 27 من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأشارت المقاومة إلى تمكنها من السيطرة على أجزاء واسعة من مديرية ميدي في محافظة حجة شمال غربي البلاد، في حين كثف طيران التحالف غاراته على مواقع الحوثيين في صنعاء والمخا الساحلية القريبة من باب المندب والواقعة غربي تعز بعد إرسال تعزيزات أمنية لميناء عدن لضبط الوضع الأمنى هناك. وذكر شهود عيان: أن مقاتلات التحالف وبوارج بحرية كثفت هجماتها على مواقع الحوثيين، بهدف السيطرة على الميناء الإستراتيجي القريب من مضيق باب المندب، واستهدفت الحوثيين وقوات صالح في منطقة «المحجر الجديد» بالمخا والذين فروا من المدينة بعد الغارات المكثفة التى شنها طيران التحالف. وفي تعز، قالت المقاومة إنها استهدفت تجمعا للحوثيين في تلة الخوعة بالدحي غربي تعز، كما صدت هجوما على حي البعرارة ودوار المرور، مما أسفر عن مقتل ستة من عناصر الحوثيين وإصابة العشرات منهم. كما تصدى مقاتلو المقاومة أيضا لهجوم شنه الحوثيون وقوات موالية للرئيس المخلوع على بعض مناطق بلدة المسراخ جنوبي تعز، وتم إفشال محاولاتهم لاستعادة مواقع خسروها اليومين الماضيين. وعلى صعيد متصل، جهزت الحكومة اليمنية نحو ألفي جندي تم تدريبهم في قاعدة العند العسكرية بلحج، للانخراط في معركة تحرير تعز خلال الأيام المقبلة، بعد تخرج 1600 منهم مؤخرا. وفي محافظة الجوف، قالت القيادات الميدانية إنها تواصل ملاحقة مليشيا الحوثي بعد انسحابها إلى خارج مواقع كانت تسيطر عليها سابقا. وكانت مقاتلات التحالف العربي قد شنت سلسلة غارات على مواقع عدة في صنعاء منذ مساء الجمعة الماضية وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد ، ومنها مناطق في محيط جبال عطان التي تحوي مخازن أسلحة، ومنطقة مساح بمديرية بني حشيش، ومعسكر التشريفات الرئاسية في شارع الزبيري، ومخازن الأسلحة بجبال النهدين. وكشفت مصادر عسكرية في شبوة أن عدة غارات استهدفت مساء أمس السبت تجمعات لمسلحي الحوثي والرئيس المخلوع في جبال شميس، مما أسفر عن تدمير آليات وأسلحة. وشيّع عدد من الأطفال في مدينة تعز جنازة رمزية لمجلس الأمن واتفاقية جنيف وقوانين حقوق الإنسان وقوانين حماية الأطفال. ويسعى منظمو هذه الفعالية الرمزية للإشارة إلى الصمت الدولي تجاه الجرائم التي ترتكبها قوات الرئيس المخلوع ومليشيا الحوثي بحق الأطفال والمدنيين في تعز. وقالت الناشطة الحقوقية إشراق المقطري، إن الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي وقوات المخلوع منذ أشهر على تعز والقصف المستمر لمنازل المواطنين واستهداف المستشفيات والوحدات الصحية دفع بالأوضاع الإنسانية والصحية إلى الهاوية. وأضافت أن أكثر من أربعة ملايين نسمة باتوا ينتظرون الهلاك في ظل صمت المجتمع الدولي وخذلان المنظمات الإنسانية والإغاثية لمعاناة الناس هناك، وفق تعبيرها. وحثت المقطري الجهات المسؤولة ومنظمات الإغاثة الإنسانية لإنقاذ المدنيين في تعز قبل وقوع ما وصفته بالكارثة. وأكدت المقطري أن صور المعاناة التي يعانيها سكان تعز لا تقتصر على الدواء والغذاء وحدهما، بل تتجاوزهما إلى انعدام أسطوانات غاز الأكسجين، مما أسهم في وفيات عدة خاصة من الأطفال والنساء الحوامل، فضلا عن غياب الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية وغاز الطبخ والسيولة المالية، وفق ما تذكر الناشطة الحقوقية. وتفيد إحصاءات مكتب «صحة تعز» أن 73 حالة وفاة سجلت في الأشهر الثلاثة الماضية وجميعها من مرضى الفشل الكلوي بسبب غياب المحاليل والأجهزة الطبية اللازمة من المستشفيات لتقديم العلاج لهم فضلا عن وجود 7600 جريح بسبب الحرب بحاجة إلى العلاج الفوري أو النقل إلى خارج المدينة، وفق ما أوردت الأناضول. وكانت حملة «أنقذوا تعز» قد نظمت قبل أيام وقفة احتجاجية أمام مكتب الأممالمتحدة في عدن (جنوبي اليمن) لإدانة الصمت الدولي على ما يتعرض له المدنيون في تعز من حصار وجرائم من قبل مليشيا الحوثي وقوات المخلوع، مطالبة بتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية.