يرحل محترفون دون بصمة تذكر، ونستقبل آخرين بحثا عن أمل منتظر فقد يتعدد اللاعبون بين مغادر وقادم، والنتيجة مكانك راوح وسط نسبة ضئيلة أحدثت الفارق في ظل الهدر المالي والبذخ في ملف التعاقدات. الميدان يسلط الضوء بعيون فنية مع نخبة المدربين الوطنيين، وينقب عن المشكلة، ويبحث عن الحل حول "الانتقالات الشتوية.. بين الألم والأمل"، حيث طالب المدربون الوطنيون بضرورة التعاقد منذ وقت مبكر مع اللاعبين الأجانب تفاديا لمقالب فترة الانتقالات الشتوية القصيرة، وأوصوا الجميع بالصبر على اللاعبين، ومنحهم الفرصة الكافية، وأن يتم اختيارهم برؤية فنية حتى تتحمل المسؤولية. واتفق الأغلبية على نجاح أجانب الهلال والأهلي والتعاون والاتحاد إضافة إلى وجود خمسة أجانب يتصدرون سلم الهدافين، وصناعة اللعب، فيما عزا البعض الأزمة المالية إلى عدم البحث عن أسماء فنية قوية باستثناء ماركينهو في الأهلي. التغيير يولد الخسائر المالية شدد مدرب نادي حطين الوطني عبدالرحمن الحمدان بأن تغيير الأجانب المتكرر في الفترة الشتوية يؤدي للخسائر المالية الفادحة و قال: "للأسف الشديد تغيير الأجانب من أسباب الخسائر المالية للأندية كون اللاعب في فترة الصيف لا يلبث سوى ثلاثة شهور مع الفريق، ومن ثم يتم استبداله، وذلك دون شك يرهق خزائن الأندية". وحول اختيارات من حيث كونها فنية أو إدارية قال: "دون شك تطغى العشوائية على الاختيارات، وغالبا ما تكون هذه الخيارات مجرد امتصاص غضب، وذلك منظور خاطئ ولا بد أن يكون الخيار ذا قيمة فنية". وتابع الحمدان حديثه وقال: "غالبا اللاعبون المتاحون في الفترة الثانية هم أقل اللاعبين عطاء حيث إن صفوة المحترفين المميزين غالبا يتم تسجيلهم في الفترة الأولى وبالتالي يرتبطون بعقود مع أنديتهم وقلما ما تفرط بهم وهي هي النظرة السائدة". وحول إحداث الأجانب فارقا فنيا أجاب الحمدان قائلا: "دون شك هنالك أجانب أحدثوا فارقا فنيا خاصة أجانب الهلال والتعاون فيما غيبت الإصابة عمر السومة لكنه يظل مهاجما هدافا". وعن مساهمة الأجانب في تطوير الدوري قال: "دون شك اللاعبون الأجانب لهم وهجهم الخاص في الدوري ويسهمون في رفع رتم المنافسة الفنية إضافة إلى أن الأجنبي المميز يجذب الجماهير في المدرجات وأيضا يسهم في الحضور الإعلامي". وختم الحمدان حديثه وقال: "ينبغي أن يمنح اللاعب الأجنبي الفرصة وعدم الاستعجال في تقييمه في غصون شهرين فذلك غير كاف ولا بد أن يتعود على عادات وطباع المنطقة حتى يتأقلم، مما سيخلق الانسجام وبالتالي سوف يزداد عطاؤه الفني داخل الميدان". نفتقد للفنيين في اختيار اللاعبين من جهته أكد المدرب الوطني حمد خاتم أن لا بد من التخصص الفني في اختيار اللاعبين وقال: "المدرب هو المسؤول الأول عن تقييم اللاعبين ففي حال فشلهم سوف يتحمل اللوم وسيكون في الواجهة ولا بد ان توكل المهمة للمختص الفني، فالإداري غير الممارس للرياضة ومن لا يملك الخبرة دون شك ستكون خياراته أقل كفاءة". وعن عدم وجود أسماء قوية في الفترة الشتوية رد الخاتم قائلا: "ينبغي أن لا نستبق الأحداث وأن نمنح اللاعبين الفرصة الكافية حتى يتسنى لنا تقييمهم فنيا، فاللاعب يحتاج عدة عناصر كالانسجام مع لاعبيه وذلك من الصعب أن يحدث في مباراتين إضافة إلى التأقلم مع العادات في المجتمع ورب ضارة نافعة فقد تكون الأزمات المالية التي تمر بتلك الأندية سببا في ذلك". وعن مساهمة الأجانب في تطوير الدوري قال الخاتم: «لا بد أن نمنح الفرصة للاعبي الأولمبي بدلا من تجريب الأجانب، والكل شاهد ماذا قدم لاعبو المنتخب الأولمبي ناهيك عن عدم الاهتمام بالفئات السنية وهي الرافد والمغذي للفريق الأول وقد يكون المحترف الأجنبي جيدا أو يكون هناك اثنان في كل فريق، ولكن «الاثنين» لا تستطيع أن «تشيل» عشرة». وأوضح الخاتم أن استفادة الأندية من بعض الأجانب تتراوح من ناد لآخر وقال: "هنالك بعض الأندية أبقت على أجانبها، والبعض غيرها كاملة والبعض لاعبين أو لاعبا وبالتالي هنالك تفاوت بين الأندية، ولكن الهلال والأهلي هما الأكثر فائدة من الأجانب". بالأزمة المالية الجود من الموجود من جانبه قال مساعد المدير الفني للفئات السنية بنادي الفتح الوطني محمد الخليفة "الصيني" إن تغيير بعض الأجانب لبعض الأسباب وقال: "عدم الاقتناع ببعض الأسماء الأجنبية يخضع لضعف المردود الفني وعدم تقديم إضافة وبالتالي لا بد أن يكون الخيار فني وحسب حاجة الفريق للمركز". وأضاف الخليفة إن هنالك الكثير من الأندية التي استفادت من الأجانب وقال: "التعاون والهلال والأهلي والخليج والاتحاد والفتح هذه أبرز الأندية التي استفادت من لاعبيها". وختم الخليفة حديثه وقال: "بعض الأندية اكتفت باللاعبين الموجودين لظروف مالية أو عدم وجود أسماء فنية أفضل من الموجود أو وجدها بسعر مالي غال وآمل التوفيق لكل الأندية وبانتظار الدوري الثاني لدوري عبداللطيف جميل". "الهلال والأهلي والاتحاد والتعاون أبرز المستفيدين" شدد المدرب الوطني على كميخ بأن تغيير الأجانب ينبغي أن يكون في الفترة الصيفية لعدة عوامل وقال: "اللاعبون الأجانب يحتاجون مزيدا مع وقت للتأقلم مع منظومة العمل، والأجواء المحيطة والأفضل في فترة الصيف كون المدة الزمنية طويلة و يشهد ذلك مباريات ودية مكثفة ومعسكرات و ينبغي عدم الحكم المبكر على مستوى اللاعب". وعن آلية اختيار اللاعب هل هي فنية أو إدارية أجاب كميخ قائلا: "غالبا بمنظور فني أو إداري والعكس فكلاهما شركاء في المنظومة، ومع تغير المدربين يكون هنالك عدم تقبل للاعبين كون المدرب الجديد لم يشرف على اختيارهم وهذا خاطئ والكرة السعودية واجهت مشكلة أجانب تم اختيارهم من مدربين سابقين أو إداريين". وعن اللاعبين الأجانب الذين أحدثوا فارقا فنيا قال كميخ: "الأجنبي أحدث الفارق في الهلال والأهلي والاتحاد والتعاون وهي الأندية هي الأكثر استفادة من العنصر الأجنبي". وعن قلة الأسماء القوية في الفترة الشتوية قال كميخ: "دون شك يغلب على الفترة الشتوية قصر المدة، وعدم توفر لاعبين وغلاء بعض اللاعبين في حال فرط النادي في لاعبيه دون شك سيطلب مبالغ قوية، وهنالك لاعبون عائدون من إصابة أو إيقافات وبالتالي فهي فترة خجولة، وغير مريحة للانتدابات حتى على مستوى العالم". وعن عدم تغيير بعض الأندية أجانبها قال كميخ: "وبعض الأندية لم تغير لاعبيها لتميزها، فهنالك أجانب يقدمون أنفسهم بشكل ممتاز والنصر لم يغير لظروفه المالية ورؤية المدرب كانافارو انه يكمل بالأجانب الموجودين". الاستقرار أبرز نجاح الأجنبي من جهته قال المدرب الوطني بندر الأحمدي إن اختيار اللاعبين ينبغي أن يتم برؤية فنية وقال: "كثرة الاختيار يخضع لعدة ملاحظات فحينما تختار الإدارة دون العودة للمدرب فحينها سيكون خارج المسؤولية وبالتالي لا بد أن تكون هنالك لجنة فنية واقعية في اختياراتها". وأبان الأحمدي أن الأجانب أحدثوا فارقا من خلال الأرقام وقال: "من هو هداف الدوري ومن الأسماء التي تليه ومن هم أكثر اللاعبين صناعة للأهداف أليس الأجانب الذين أثروا الدوري". وتابع الأحمدي وقال: "الاستقرار وتهيئة العديد من العوامل الاجتماعية تسهم في تألق اللاعب الأجنبي كجلب أسرته وحسن معاملته والصبر عليه والتعاون معه حتى يتأقلم وينسجم مع زملائه اللاعبين". وفند الأحمدي رأيه الفني في المحترفين وقال: "يعاني اللاعبون من مشكلة عدم الاستقرار باستثناء إلتون في الفتح ومع ذلك فإن اللاعب البرازيلي يفتقد لانضباط اللاعب الأوروبي، لا يأتي كثيرا للدوري السعودي لكنه يمتاز بالانضباط ويسهم في تطوير الاحتراف واللاعب الإفريقي رخيص وسعره مناسب وسريع التأقلم لكثير من الأندية، وقد نجح في تونس ومصر وهنالك بطولة إفريقية تقام حاليا للاعبين غير المحترفين في أفريقيا وأنصح الأندية بمتابعتها، والللاعب الآسيوي دون شك لم يسهم في تطوير رياضتنا وبالتالي قد اقترحت أنا رأيا وأخذ به وهو أن ينحصر ذلك على الفرق المشاركة آسيويا فاللاعب الآسيوي تطور على حسابنا كلاعبي الأردن". وأضاف الأحمدي قائلا: "تشكر لجنة الاحتراف على إلزام الأندية بالنظام وتقنين عملها بالمهنية وبالتالي أصبح التسجيل مقيدا بخطوات وربما الأندية التي عليها ضائقة مالية قد حدت من التسجيل لكن ذلك يعطى لاعبيها مزيدا من الفرص ولعل ولي هامسون مثالا فلم يتأقلم اللاعب إلا بعد ستة أشهر وبهوي لاعب الأهلي قد يتألق مع ناد آخر وماركينهو حاليا لاعب جاهز". وختم الأحمدي حديثه في رسالة خاصة للميدان الرياضي وقال: "الشكر لك أخي خالد على طرق العديد من القضايا الرياضية وإتاحة الفرصة لي وللكثيرين والشكر لرائد الإعلام الرياضي في الشرقية عيسى الجوكم ولباقي طاقم الميدان". "الأجنبي تاه بين التقييم" وفي الصعيد ذاته أكد المدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد أن اللاعب الأجنبي تاه بين أمرين "من يقيمه ومن يتعاقد معه" وقال: "هل اللاعب الأجنبي يتم اختياره برؤية فنية أو إدارية ومن يقيمه ومن الذي يستغنى عنه هل نتيجة الضغوط أو نتيجة قرار فني". وأضاف الخالد: اللاعب الأجنبي لا بد أن يكون ذا كفاءة وقال: "يفضل أن يكون اللاعب الأجنبي أفضل من السعودي بمراحل والاستغناء عنه إذا لم يقدم إضافة، فاللاعب السعودي أولى بالمركز والمال فالأجنبي حينما يكون احتياطيا أو مستواه متواضعا فهو سيحجز الخانة وسيحصل على مادة". وعن استفادة بعض الأندية من الأجانب قال الخالد: "القليل استفاد من الأربعة الأجانب فبعض الأندية استفادت من اثنين والتقييم إجمالا أقل من المتوسط وبعض الأندية تتأخر في التعاقد مع اللاعبين، وبالتالى قد تصدم بلاعب أقل من الطموح نتيجة الارتجالية في التعاقد وهنالك أسماء قدمت مستوى جيدا خاصة على مستوى الهجوم فالخمسة الهدافين أجانب". وعن تطوير اللاعبين الأجانب قال الخالد: "في السابق ريفالينو سحب البساط وفي الوقت الحالي هنالك أسماء جيدة من السومة وأدريان وأدواردو وأقترح أن يكون لدينا فقط محترفين لمنح اللاعب الوطني فرصة الظهور ففي قلب الدفاع بتنا نعاني من ندرة المحللين بسبب الأجانب ولا مانع من الصبر على اللاعبين الأجانب حتى يتأقلموا على المنطقة خاصة لمن يملك سيرة ذاتية جيدة».