بعد يومين من المتعة بتاريخ الماضي، اختتمت جمعية فتاة الاحساء التنموية الخيرية في القرية التراثية فعاليات "العتمة الحساوية"، عبر أروقتها ودهاليزها وجلساتها الدافئة بجانب عدد من الأسواق التي لها بصمة لا تنسى في تراث الاحساء، حيث زار الفعاليات أكثر من 1400 زائرة ليوم الختام. وتأتي العتمة الحساوية امتداداً لأهداف جمعية فتاة الاحساء التنموية الخيرية، وبشراكة إعلامية مع "اليوم"، وحكومية مع أمانة الاحساء في تعزيز الهوية التراثية التي تحتويها الاحساء، وتأكيد المحافظة على الموروث الشعبي القديم، اضافة الى تدريب وتأهيل الجيل الجديد للمحافظة على الحرف اليدوية والعادات والتقاليد التراثية. تراثيات قبل 100 عام أوضحت نائب رئيس الجمعية ومسؤولة الأسر المنتجة فادية الراشد أنها قامت مع مجموعة من جمعية المتقاعدات والعضوات العاملات في احتضان ركن الحرف الشعبية الملائمة للمرأة، ومنها صناعة اللومي بكافة أنواعه والبخور، والبهارات الشعبية، ومراحل صنع القهوة الحساوية، واحياء بعض الحرف التي قاربت على الاندثار مثل العجافة، والماداد، والفخار، بالإضافة إلى تعليم الزوار طريقة صنع الحرف الشعبية والمحافظة عليه، مبينة تواجد 14 قطعة تراثية من متحف الخليفة، لها تاريخ أكثر من 100 سنة، وتم استعراضها في المدرسة الأميرية. القهوة الحساوية تجولت "اليوم" في أسواق الاسر المنتجة، والتقت صانعة القهوة الحساوية نورة الشريدة وهي تبدي سعادتها لما تقدمه لزوار العتمة الحساوية، كاشفة عن طريقة إعداد القهوة من أنواع زهرية وعشبية مختلفة جعلت لها اقبالا هائلا، ورغبة من كافة الزوار بتناولها، كما قدمت تعريفاً واسعاً وشرحا لمراحل إعدادها. وبدورها، أوضحت صانعة البخور زينب شاهين أنها تقوم بصنع البخور بنفسها، وذلك من خلال استخدام خلطه خاصة ذات رائحة زكية، قائلة: أحضرت كميات من البخور ولم يتبق منها شيء من شدة إقبال الزوار على شرائها. «العجافة» والعروس قديماً وفي أجواء تراثية تمارس بعض الأسر المنتجة زينة الماضي، والتي تتمثل في "العجافة"، وهي من المهن التي بدأت في الاندثار، حيث تتواجد العجافة أم يوسف للمساهمة في تعريف الزوار بزينة المرأة في الماضي، وكيفية إظهار جمالها وخاصة في ليلة الزفاف. «ماء اللقاح» كما قدمت منى الغادري شرحاً وافياً عن صناعة ماء اللقاح، والتي تعد من الصناعات المنتشرة في الماضي في الأحساء، وتسمى في اللهجة المحلية "التلتال". سوق المشقر الثقافي إلى جانب ذلك، هناك عدد من القاعات الأدبية ومن أهمها سوق المشقر الثقافي، ويحتضن عروضا مرئية ومسرحية لقصائد ومعلقات شعرية لشعراء أرض هجر في عصري الجاهلية وصدر الإسلام. وبدورها، قالت مشرفة الفعاليات نورا الجعفري: إن تواجد هذا السوق يبرز الجانب المخفي لدى الجميع، وهو جانب الثقافة والأدب، وأهل العلم لأهالي الاحساء، فتم اختيار سوق المشقر والذي يضم نخبة من شعراء المعلقات مثل طرفة بن العبد، والذي يعد شاعرا احسائيا، مبينة أن شعراء وأدباء الاحساء لا يمكن إحصاؤهم، فمعظم الأسر العالمة والمجالس بالاحساء ترعى الشعر والأدب، فهناك أسر كانت عالمة شاعرة، مثل آل مبارك، والملا، والعبدالقادر مؤرخ وكاتب وعالم، ففكرة سوق المشقر انقسمت إلى 3 عصور، فمن الجاهلية تم اختيار شاعرين، ومن عصر صدر الاسلام شاعرين، ومن الدولة السعودية ثلاثة شعراء، منوهة إلى أصغر شاعر أحسائي والذي أخذ لقب أمير الشعراء حيدر العبدالله. وتضمن سوق المشقر تواجد فتيات يتقمصن شخصيات الشعراء والادباء القدماء من خلال جلسات أدبية. سيدة تقوم بصنع البهارات الحساوية القديمة تدريس الصغار بالطريقة النورانية