يشتد عصف الرياح بمنطقة الخليج العربي اليوم، بسرعة تبلغ 50 و60 كيلومترا في الساعة، وترفع أمواج البحر 3 و4 أمتار، ما قد يعيق الملاحة البحرية ويمنع ممارسة الصيد والرياضات البحرية، خلال فترة نشاط موجات الرياح القوية التي تستمر حوالي خمسة أيام، مثيرة للغبار أحيانا. في حين تتأثر أجواء المنطقة الشرقية خلال اليومين القادمين بكتلة هوائية باردة، متوقع أن تحدث متغيرات مباشرة في حالة الطقس، وعلى نحوٍ خاص في انخفاض الحرارة، متراجعة 7 إلى 10 درجات بدءًا من اليوم، وذلك نتيجة امتداد المرتفع السيبيري المعتاد بفصل الشتاء ودخول الموجات الباردة. ويتزامن ذلك مع موسم (الشبط)، الذي تتكرر أيامه بكثرة هبوب الرياح الشمالية ويشتد عصفها، مع التحول إلى البرد القارس بسبب الجفاف وتدني الرطوبة، فيما يستمر الحال في المنزلة الحالية (النعائم) حتى دخول طالع (البلدة) الخميس المقبل، مع توقعات باستمرار البرد على نحوٍ متفاوت إلى منتصف فبراير المقبل إن شاء الله تعالى. وتتباين معدلات الحرارة بحسب المواقع، مقتربة من الصفر المئوي ليلا في الاجزاء الشمالية، والى متوسط 5 درجات للصغرى في حواضر الدمام خلال هذه الفترة، وتكون الدرجة المحسوسة أقل من ذلك وفقا إلى المستجدات الآنية، وعلاقة بهبوب الرياح ومدى انخفاض نسبة الرطوبة. وفي سياق متصل، يوضح الباحث العلمي المختص عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن هذه الأيام توافق المنزلة الخامسة من فصل الشتاء (النعايم)، ولها خصائصها الجوية التي تحدث سنويا في مثل هذا الوقت، وتقاس بما يطرأ من تقلبات. وقال: "وبالتالي افتراض عدم التطابق بين موسم وآخر، سوى في الملامح العامة بالنظر إلى أن الجو هذا العام يعد استثنائيا على مستوى الكرة الأرضية، ونحن جزء من هذه المنظومة المناخية في نسبة من المؤثرات الملحوظة، وخاصة في معدلات الحرارة كمثال، الذي يمكن إضافته في المقارنة من ناحية الاختلافات الراهنة". وأضاف الشمري: وفي الأنواء يعنينا بشكل تقريبي أن هذه الفترة ممثلة لموسم الشبط، هي مؤشر على البرد، كما تتداخل الأسباب مؤثرة في حالة الطقس، حيث يستمر المرتفع السيبيري مسيطرا إلى حد كبير في معظم أيام هذه الفترة، بمعنى توقع شدة البرودة ليلاً ونهارا، ولا يمنع من عودة الدفء أحيانا، لأن ذلك يعتمد بعد المشيئة الإلهية، على الظروف الجوية بعناصرها المتعددة، والاحتمالات قائمة بهطول أمطار، ومتغير حركة وسرعة الرياح وكذلك الرطوبة، وجميع هذه العوامل تؤثر على القيم الحرارية، التي تتفاوت بشكل طبيعي بين وقت وآخر. وبحسب الفلكي الشمري، فإن أجواء المملكة لا تعرف الثبات على نمط واحد متكرر في المواسم، وفقا للاستقراء التاريخي، سواء بفصل الشتاء أو غيره، وهي طبيعة مناخ المناطق الصحراوية، مع ظروف تعدد التضاريس وانعكاس ذلك على الحالة الجوية مرتبطا بالموقع، وهكذا الاختلاف وارد وان كان بنسب طفيفة في ليالي الشتاء على وجه الخصوص". وأبان كما انه لا مجال لانكسار مؤشر الحرارة إلى ما دون الصفر لأيام طويلة، والذي يتضح في بيانات الرصد فهنالك تفاوت نسبي متعاقب في كل 72 ساعة، مع بعض الاستثناء ليلا متوقعا بمناطق الشمال، وملاحظة وجود التأثير المباشر في البرودة نتيجة مستوى سرعة اتجاه الرياح وتراجع مستوى الرطوبة،ثم تكون الدرجة المحسوسة متدنية جدا بخلاف المرصودة آليا. وأكد الشمري أن التوقعات أيضا تشير إلى طقس بارد هذه الأيام في معظم المناطق، يكون قارسا في نهاية الأسبوع الحالي إن شاء الله، وتلامس درجة الحرارة الصغرى الصفر المئوي في الأجزاء الشمالية للمملكة شرقا وغربا، كما يستمر هبوب الرياح الشمالية الغربية ومتغيرة الاتجاهات أحيانا، تثير الأتربة والغبار في بعض المناطق، وقد تتشكل عوامل مفاجئة تؤثرعلى الشمال الغربي، بسبب حركة المنخفضات الجوية على شرق المتوسط حاليا، وتظل الاحتمالات واردة في بعض من هذه المؤثرات.