تتأثر مناطق المملكة اعتبارا من يوم الاثنين المقبل -إن شاء الله- بكتلة هوائية قطبية المنشأ مندفعة عبر الأطراف الشمالية، تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة بمستويات ملموسة. وتتحول الأجواء للبرودة في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية، وتباعا في بقية الأنحاء بنسب متفاوتة، في حين تبدأ الليلة نسمات الهواء البارد في الهبوب على مدن الساحل الشرقي، حيث تتغير حالة الطقس ليلا بنحوٍ نسبي، مقارنة بالدفء قبل عدة أيام، رغم استمرار الرطوبة عالية خلال ثلاثة أيام قادمة، التي تقل تدريجيا بدءًا من الأحد المقبل. ويكون لذلك أكبر الأثر بالإحساس بالبرودة ومتغير جذري في الأجواء بالحالة الشتوية المرتقبة منتصف الأسبوع القادم، وتكون السماء غائمة جزئيا اليوم في عدد من مناطق المملكة، وتمطر متفرقة بمشيئة الله في بعض المواقع شمال ووسط وغرب وشمال الشرقية خلال الفترة القادمة متوقعة ابتداء من الأحد، وتكون متبوعة بتراجع كبير في درجات الحرارة في معظم هذه المناطق، وتكون الرياح متقلبة الاتجاهات غالبا بين الخفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط على فترات مثيرة للعواصف الرملية التي تستبق الأمطار عادة. ويتضح في الخرائط الجوية وجود انحراف في اتجاه العاصفة الثلجية المتوقع أن تضرب شرق المتوسط، حيث تتجه بميل نحو الشمال الشرقي، بحيث يؤدي ذلك إلى نسبة ضئيلة في التأثير على شمال غرب السعودية في الأيام القليلة القادمة، ولكنه لا يمنع من وجود الفرص لتساقط الثلوج الخفيفة ولسعات البرد الشديدة. وتمثل هذه العاصفة الثلجية التي تضرب بلاد الشام بداية لسلسلة منخفضات عميقة على شرق المتوسط، تكون مصحوبة برياح قطبية وثلوج تستمر حتى نهية فبراير المقبل، وما زالت التغيّرات ظاهرة على الخرائط الجوية خلال الساعات الماضية، مع استمرار تشكّل منخفض جوي قطبي مُرافق لكتلة هوائية شديدة البرودة والرطوبة، مما يبشر بأمطار غزيرة وتساقط الثلوج على مرتفعات الجبال، ويظهر أن المنخفض اقل كثيرا من التنبؤات السابقة. وتكون التغيرات واردة خلال اليومين القادمين، بحسب ما يطرأ في الطبقات العليا من الغلاف الجوي باستمرار حتى مطلع فبراير، وبالتالي فإنه ما زالت احتمالية قدوم الزائر الأبيض للشمال السعودي متوقعة. فيما تلمح الخرائط الجوية الى أن الكتلة الهوائية القطبية المتوقعة الأسبوع القادم سوف تكون قوية بمشيئة الله خاصة على الأطراف الشمالية من المملكة. وفي سياق متصل، أشار مختص الأرصاد والبيئة، عيسى رمضان، إلى أن البرد بمنطقة الخليج العربي يكون في آخر أيام منزلة النعايم في نوء (الشبط) الذي يوافق الفترة الحالية من فصل الشتاء، وهي كذلك من أيام برد الأزيرق الذي يصادف الأحد المقبل. وتوقع أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض من نهار الاثنين المقبل، كما يزداد البرد وبشكل ملحوظ آخر الأسبوع القادم، وترتفع الحرارة نهار اليوم الجمعة قليلا نتيجة نشاط الرياح الجنوبية، وهناك احتمال لبعض الغبار نهار السبت وتزيد السحب مع فرصة مطر متفرق فجر وصباح الأحد بمشيئة الله تعالى. واستطرد الرمضان: إن أجواء نهاية الأسبوع بمستوى أقل في الرياح التي تكون خفيفة السرعة في الكويت والمناطق المجاورة من الخليج تشمل شرق السعودية، ويستمر البرد ليلا، ويتحول اتجاه الرياح للجنوب الشرقي مع تقدم منخفض جوي. من جهتهم، يوضح الفلكيون أن الفترة الحالية تصنف ضمن طالع (النعايم) وتستمر إلى 27 من يناير الجاري، وهي رابعة منازل فصل الشتاء، وهي ثمانية نجوم، من القدر الثالث، تنخفض بأيامها الحرارة إلى متوسط 3 درجات ليلا في المتوسط، ونهارا إلى 20 درجة يختلف ذلك متباينا بين موقع وآخر. فيما تتسم حالة الطقس عموما بالبرد في جميع مناطق المملكة، كما يستمر النهار بأخذ ثلاث درجات (12 دقيقة) من الليل، حتى يبلغ طوله في نهاية منزلة النعايم 11 ساعة بتوقيت مدينة الدمام، فيما يسود البرد في هذه المنزلة ويتشكل الصقيع والضباب، و(النعايم) هي منزلة شباط أول عند العامة.