تستمر الحالة المطيرة بالساحل الشرقي، التي شملت بعض مناطق المملكة في اليومين الماضيين، واحتمالية الهطولات الخفيفة في الدمام غدا - إن شاء الله. وتعد هذه الحالة الجوية الثامنة في هذا الموسم، فيما جاءت في غير موعدها، بالنظر الى بداية مبكرة للشتاء، الذي يتراجع فيه المطر، خاصة في مثل هذه الفترة الزمنية من عمق الفصل البارد، واعتبارها من الحالات الاستثنائية في مسبباتها من جهة التقلبات الجوية التي رافقت منخفضات حركية متتابعة، والاختلاف في طبيعة اجواء المملكة، مقارنة بدخول موسم ثلجي وغزير الامطار بالمناطق المجاورة شمالا، الذي يقتصر في امتداده للسعودية بكتل هوائية باردة عادةً. في حين يُلحظ تسارع نشاط المرتفع السيبيري حاليا، ويؤثر بنقلة مباشرة في حالة الطقس، بحيث تهوي درجات الحرارة الى مستويات متدنية خلال 24 ساعة القادمة، تلامس الصفر المئوي ليلا في الاطراف الشمالية واجزاء من الشمال الشرقي، ومتفاوتة في المنطقة الوسطى وحاضرة الدمام، بمتوسط 5 درجات في الصغرى، و15 نهارا، في حين تكون الدرجة المحسوسة، أقل من ذلك، خصوصا في المواقع البعيدة عن الرطوبة، مع البرودة الشديدة المتوقعة مطلع الاسبوع المقبل في معظم الارجاء. وتشهد بعض المواقع، استمرارا لظاهرة الضباب في الصباح الباكر، الذي يتضح في صور الاقمار الاصطناعية، مما يؤدي الى تدنٍ في الرؤية الأفقية، كما تشير متابعة خرائط النماذج العددية، لحالة عدم استقرار جوي غدا السبت، مصحوبة برياح جنوبية تساعد في ارتفاع نسبة الرطوبة، وبالتالي تشكل السحب وفرص تساقط أمطار خفيفة بمشيئة الله، تشمل سواحل الخليج العربي، وذلك بسبب تأثير منخفض متوسطي، وتصادم كتلتين هوائيتين متعاكستي الخصائص مؤديا الى هذه الحالة التي لا تلبث على الانتهاء سريعا، ومن ثم يكون التحوّل الى الاجواء الباردة، متزامنا مع نشاط الرياح الشمالية الغربية، عالية السرعة غالبا حتى منتصف الاسبوع القادم، وهي الفترة المتوقعة بدرجات الحرارة المنخفضة لمدة 4 أيام. وبحسب خبراء الطقس فإن الأمطار ستكون غزيرة جدا اليوم الجمعة، على بلاد الشام والعراق وتركيا وايران، وهي المناطق التي تتعرض لعاصفة ثلجية شاملة مطلع العام الميلادي2016، مع درجات حرارة تدنت الى اقل من الصفر ليلا منذ يومين، ونشاط الرياح القطبية، إضافة الى توقعات مماثلة بمصر وسواحل المتوسط، وتصل مؤثراتها بثلوج خفيفة الى شمال وشمال غرب السعودية، خلال الأسبوع المقبل مع احتمال بعض الامطار واشتداد البرد. في سياق متصل، أشار الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ المشارك بجامعة القصيم، إلى بداية هبوب الرياح الشمالية النشطة والباردة، يوم غدٍ بإذن الله تعالى، مما يؤدي إلى انخفاض بدرجة الحرارة في معظم مناطق المملكة. وقال إنه من المتوقع أن تتراجع درجات الحرارة مساء اليوم في الرياض، ثم تنخفض تدريجيا وتكون الصغرى يومي الأحد والاثنين نحو 3 درجات، وفي هذا الحال تكون الحرارة ظهر الأحد، أبرد من حرارة اليوم فجرا، موضحا انه بعد نهاية الحالة الممطرة الثامنة، التي شملت معظم المناطق، يعود استقرار الطقس، ويأخذ المرتفع الجوي مكانه المعتاد في بقية ايام المربعانية مشكلاً أجواءً باردة، مضيفا أن الظروف الجوية، بدت مهيأة لتساقط الثلوج الخفيفة، على قمم جبال اللوز شمال غرب منطقة تبوك، وذلك اعتبارا من فجر اليوم، وقال إن درجة الحرارة المسجلة والمعلنة تختلف عن درجة الحرارة المحسوسة، إذ إن شعور الإنسان بالبرد أو الحر يتوقف على قيمة درجة حرارة الجو، وأيضاً سرعة الرياح التي تساهم في دفع حرارة الهواء الملامس للجلد بعيداً عنه، ودرجة الحرارة المحسوسة لا تسجل من قبل الأرصاد، إذ انها تكون أقل من درجة الحرارة العادية، مع تأثير سرعة الرياح، وبشكل عام يكون البرد على أشده خلال هذه الفترة بدخول طالع (الشولة)، كما ان المملكة تتأثر في هذه الفترة بمنطقة الضغط الجوي للمرتفع السيبيري مصحوبا بالرياح الشمالية الشرقية (النسرية) الباردة، فتصبح الأجواء جافة وباردة والسماء صافية غالبا. من جهته يوضح الباحث في المناخ والفلك، سلمان آل رمضان، ان أبرز ملامح الطقس الحالية تمثلت في الحالة الممطرة، التي امتدت من وسط البحر الأحمر الى شمال شرق لتشمل المناطق الشمالية من المنطقة الوسطى والشمال، وبلغت مناطق الخليج ممتدة حتى اجزاء من شماله بهطولات غزيرة نسبيا، وخفيفة في حواضر ومدن المنطقة الشرقية، ويعقب هذه الحالة انخفاض في درجات الحرارة حتى بالنهار، وبحسب المؤشرات المبدئية من المتوقع تجدد الامطار بمشيئة الله، بعد الأسبوع الأول من يناير، وعودة الى حالة من عدم الاستقرار الجوي ومتغير اتجاه وسرعة الرياح، وبالتالي تتهيأ الفرصة لسقوط الأمطار، وما زال الوقت مبكرا في امكانية الجزم بذلك، انتظارا لما يستجد في قادم الايام، خاصة في هذه الملامح من التقلبات الجوية، ويضيف الفلكي آل رمضان، ان اليوم يوافق الدر الأربعين بعد المائة في ( العشرة الرابعة بعد المائة من سنة سهيل)، وفيها يدخل نوء الشولة وشدة البرد، وبقربه عادةً: يكون اقتران القمر والثريا في تاسع الشهر القمري، والذي يطلق عليه (قران تاسع برد لاسع، كناية عن شدة البرد)، لمدة 13 يوماً متمثلا في نجمين متقاربين، والثاني اللسعة، والشولة هو ثالث نجوم المربعانية وآخرها، والطالع الثالث من فصل الشتاء، فيه تستمر البرودة والصقيع والضباب، واستمرار نقص الليل وزيادة النهار.